سجل المصريون مشهدا جديدة يؤكد إصرارهم على استكمال مسيرة التنمية والتعمير وما بعد ثورة 30 يونيو، وذلك خلال المشاركة الواسعة فى التصويت على مدار الـ48 ساعة الأخيرة بانتخابات المرحلة الثانية للبرلمان، والتى حرص فيها مختلف الفئات من الشباب والمرأة وكبار السن على المشاركة فى هذا العرس الديمقراطى، ولم تمنعهم أزمة كورونا من التواجد خاصة مع توفير الهيئة الوطنية للإجراءات والتدابير اللازمة للوقاية.
وأكد عدد من السياسيين أن تمكين الشباب على أرض الواقع بعد تأهيلهم كان له دور أساسى فى بناء جسور من الثقة بينهم وبين القيادة السياسية، ونتج عن ذلك مشاركة واضحة وقوية من الشباب فى مختلف الاستحقاقات الدستورية والعمل السياسى، بينما ستظل المرأة المصرية تضرب أروع الأمثلة فى الوقوف بجانب الدولة المصرية، ولعل تصدر الشباب والمرأة لانتخابات مجلس النواب، خير دليل على المشاركة الفعالة ورسالة حقيقية تؤكد أن الشباب أصبح لديهم يقين فى صناعة القرار.
وكانت قد جرت انتخابات البرلمان للمرحلة الثانية فى 13 محافظة بالنظام الفردى وهى القاهرة، القليوبية، المنوفية، الدقهلية، الغربية، كفر الشيخ، الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال سيناء، جنوب سيناء وفى نظام القائمة للمرحلة الثانية كانت تجرى الانتخابات فى الدائرة الأولى ومقرها دائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، ومقرها مديرية أمن القاهرة، وتضم 6 محافظات (القاهرة، القليوبية، الدقهلية، المنوفية، الغربية، كفر الشيخ)، وخصص لها 100 مقعد، وكذا فى الدائرة الثالثة دائرة قطاع شرق الدلتا ومقرها مديرية أمن الشرقية، وتضم 7 محافظات (الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعلية، السويس، شمال سيناء، جنوب. سيناء)، وخصص لها 42 مقعدًا.
واعتبر الدكتور محمود علم الدين، أستاذ كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن الإقبال الواسع للمصريين بالمشهد الانتخابى خلال الـ48 ساعة الماضية وبانتخابات المرحلة الأولى، كانت تدعو للفخر ويعكس صورة مشرفة أمام العالم أجمع، وهى بداية لصحوة سياسية لدى المواطن ورغبة فى تعميق المشاركة السياسية لدفع عمليات اتخاذ القرار والاستقلال السياسى.
ولفت إلى أن المشهد بالاستحقاقات الانتخابية فى 2020 تؤكد أنها بداية لتحرك العجلة السياسية فى تجاه مختلف والخروج من كهف مواقع التواصل والعالم الافتراضى والمشاركة الحقيقية وبالأخص الشباب والذين كانوا متواجدين وبكثافة أمام اللجان الانتخابية، ما يعطى دلالة بخروجهم من العزلة وحرصهم على التعبير عن صوتهم وتسجيله فى موقعه الصحيح وهو ليس من فراغ بل نتيجة لاهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالشباب والاستماع لصوتهم ورأيهم وخلق مجال للحوار معهم وتمكينهم.
وأشار إلى أن الإقبال المتزايد للمواطنين كان فى الأماكن الشعبوية أكثر من النخبوية وهو ما يعكس الاهتمام بالمشاركة، قائلا "ليس مهما النسبة كيف ستكون الأهم أن المشهد هو بداية لتحرك العجلة السياسية والثقة فى القيادة السياسية ولطمة شديدة فى وجه قوى الشر الذين تصوروا أن الانتخابات ستكون فرصة جديدة سيستغلونها فرصة للترويج بالسلب ضد الدولة"
ولفت إلى أن الاستحقاق الانتخابى للبرلمان جاء به مكتسبات عدة لصالح المصريين، فبجانب وجود صحوة سياسية ملاحظة لفئات كانت تغيب عن المشهد السياسى والتصويت، فهناك عدد من الأحزاب بدأت تفعل قواعدها ووجود تحركات شبايبة وطنية تقدم رؤى مختلفة وهو ما لم يكن مسبقا وهو ما يبرهن على قوة الحياة السياسية الفترة القادمة ووجود شكل مختلفا لها عما مضى وحضور أكبر للأحزاب.
ويقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن المشهد الانتخابى جاء به إقبال واسع من المواطنين بمختلف الأعمال المسموح لها بالتصويت وحرص وإصرار على المشاركة والتعبير عن الصوت للوصول لاختيار أفضل حتى أن النتائج أبرز وجود تغيرات فى وجوه مجلس النواب الحالى ونجاح شباب بشكل ملاحظ أيا كانت توجهاتهم السياسية وهو ما يكلل المسار الديمقراطى الذى اتخذته مصر بعد ثورة 30 يونيو.
وشدد أن الدولة نجحت فى إتمام مشهد الانتخابات وسط التحديات الراهنة والتى على رأسها كورونا وتصميم الدولة على إجرائها وتأمين الانتخابات، مشددا أنه كان هناك حرص من قبل الأحزاب على التواجد فى الترشيحات بشكل كبير بل فاز عدد كبير من شخصيات تنتمى لأحزاب وهو ما سينعكس بأن تشكيل البرلمان القادم سيكون حزبى أكثر منه مستقلين ويضم أطياف الدولة بأكملها.
وأشار إلى أن المرأة والشباب وكبار السن تصدروا المشاركة وهو ما يعطى دلالة على جنى ثمار ثورة 30 يونيو، خاصة وأن التعديلات الدستورية الأخيرة استهدفت تأكيد دور المرأة والشباب وتمكينهم، موضحا أن جهاز الدولة نجح فى إجراء الانتخابات بهذه المهارة، وشدد أن ارتفاع نسب المشاركة يعود إلى العديد من الأسباب أولها هى التنوع السياسى والقبلى بين المرشحين.
ويقول الربان عمر المختار صميدة، عضو مجلس الشيوخ ورئيس حزب المؤتمر، إن المرأة وكبار السن والشباب زينوا المشهد الانتخابى، والذين أعطوا رسالة بإصرار الشعب على استكمال مسيرة 30 يونيو واختيار ثانى برلمانى لمسيرة هذه الثورة ودعم الدولة المصرية فى مسارها.
وأشار رئيس حزب المؤتمر، إلى أن ذلك سيمكن من اختيار العناصر القادرة على التعبير عن آمال المصريين لاختيار الأفضل لتمثيل الشعب، وهو ما يعطى رسالة للعالم بمدى وعى الشعب وحرصه فى ممارسة حقوق السياسية ورسم الصورة الديمقراطية من خلال المشاركة فى انتخابات المرحلة الثانية.
وأكد "صميدة" أن الشارع المصرى يدرك أهمية البرلمان المقبل والذى لا يقل أهمية عن البرلمان الحالى بل يقع على عاتقه العديد من التحديات والتشريعات التى تحتاج للدراسة والمراجعة مع مجلس الشيوخ، معتبر أن الإقبال المتزايد فى دوائر عدة كان للتنوع والتعددية بين المرشحين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة