كنت شاهدًا على الأحداث فى العاصمة الأمريكية واشنطن دى سى، من خلال مشاركتى فى بعثة طرق الأبواب سنويا، وقتها أدركت الدور الكبير الذى يلعبه القطاع الخاص المصرى الأمريكى معا فى تغيير السياسات المغلوطة تجاه مصر، فالقطاع الخاص المرتبط بدوائر المال والأعمال فى الولايات المتحدة الأمريكية نجح عبر السنوات الماضية فى نقل صورة واقعية وحقيقية عن مصر، ووضع حدا لأكاذيب الإخوان ضد مصر، بل كان القطاع الخاص المصرى حجر الزاوية فى إعادة الأمور إلى نصابها.
البداية كانت من خلال بعثة طرق الأبواب التى تنظمها غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة سنويًا بالتعاون مع مجلس الأعمال المصرى الأمريكى و غرفة التجارة الأمريكية فى واشنطن ومجلس الأعمال الأمريكى أيضًا هذه اللقاءات كان لها الدور الحاسم فى إظهار الدور الحقيقى الذى تقوم به مصر تجاه منطقة الشرق الأوسط، بل لا أبالغ إذا قلت تجاه العالم كله فى ظروف صعبة للغاية خاصة بعد ثورة 25 يناير.
بعثة طرق الأبواب التى يمثلها القطاع الخاص المصرى، والتى تضم العديد من الشركات المصرية الكبيرة التى لها شراكة مع نظيرتها الأمريكية، قامت بدور كبير فى نقل الصورة الحقيقية لمصر ولا سيما بعد عام 2013، وبعد الأكاذيب التى يرددها الإخوان آن ذاك والتى كُشِفت بمرور السنوات .
ولعب القطاع الخاص دورا مهما مع إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، الذى كان منحازا لوجهة نظر الإخوان، لأن البعثة بطرقها الأبواب نجحت فى تغيير هذه الصورة وفى إيضاح الصورة الحقيقية.
ونجحت فى ذلك من خلال اللقاءات التى عقدها قادة غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة وقادة مجلس الأعمال المصرى الأمريكى والذين التقوا ويلتقون سنويا بأعضاء من الحزب الديمقراطى و أعضاء من الحزب الجمهورى فى الكونجرس الأمريكي، ومع المسؤولين بالإدارة الأمريكية خاصة من وزارة الخارجية ومع كبار الكتاب سواء المؤيدين لوجهة نظر مصر أو المعارضين لها، ومن خلال لقاءات مع مراكز الأبحاث المختلفة فى الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا فى واشنطن دى سى.
وهى مراكز قطعا تؤثر بشكل كبير فى السياسة الأمريكية، ونجح القطاع الخاص المصرى فى تغير الصورة وفى إعادة الشراكة الاستراتيجية والعميقة والاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ليس هذا فقط هو الدور الناجح الذى قام به القطاع الخاص المصرى، بل نجح فى زيادة الاستثمارات الأمريكية من 18 مليار دولار إلى حوالى 24 مليار دولار حاليا خلال 5 سنوات، كما نجح فى نقل قصة النجاح المصرية و برنامج الإصلاح الاقتصادى الرائع الذى قاده الرئيس عبد الفتاح السيسى والتطور المذهل فى الاقتصاد المصرى والتحسن الكبير فى التشريعات المتعلقة بالاقتصاد وفى البنية الأساسية وفى توفير الكهرباء والطاقة وفى الحوافز والمزايا المختلفة لأمريكا، ونجحت بعثات طرق الأبواب فى إقناع الكثير من الشركات العالمية بالتوسع، بل فى نقل المراكز من بعض الدول المحيطة إلى القاهرة التى تعتبر بوابة إفريقيا الحقيقية.
ونجح القطاع الخاص المصرى المتمثل فى بعثات طرق الأبواب فى إظهار الصورة الحقيقية لمصر، وفى دعم العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية، وفى طلب توقيع اتفاقية تجارة حرة، ربما تدخل حيز التنفيذ خلال الفترة المقبلة.
الأمر الأكثر إعجابًا فى بعثات الطرق الأبواب أن الجانب المصرى كان يتحدث من منطلق الثقة ومنطلق الشريك بعيدًا عن نظرة الخوف أو القلق، وهذا مهد الطريق نحو شراكة أفضل مع مصر.
وأعتقد أن الدور سيتواصل بعد تغير الإدارة الأمريكية وفوز الرئيس بايدن بالحكم خلفا للرئيس الجمهورى دونالد ترامب.
إننى على يقين أن العلاقات الاقتصادية ستزيد وستقوى لأن مصر الآن اختلفت تمامًا، حيث يدرك العالم كله الآن الدور الحقيقى لمصر الذى تلعبه فى مواجهة الإرهاب والذى تلعبه فى مواجهة التطرف والذى تلعبه فى استقرار المنطقة من خلال استقرار ليبيا ومن خلال استقرار سوريا ومن خلال مواجهة أطماع تركيا شرق المتوسط، بالتالى أصبح العالم الآن يدين لمصر بالكثير، ونحن ننتظر هذا الكثير خاصة من الادارة الأمريكية الجديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة