تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إن خلال الأيام الأخيرة لحملته الانتخابية التي خاضها الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته، دونالد ترامب، بُغيَة الفوز بمدة ولاية رئاسية ثانية، كان الأمر أقرب إلى جلسات علاج نفسي لشخص ساخط يشعر بالمرارة من الأوضاع المحيطة به، وهو ترامب نفسه بالطبع، منه إلى حملة انتخابات رئاسية.
غسان شربل
غسان شربل: أمريكا بايدن فى عالم تغيّر
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن الفوز مكافأة كبرى وعبء ثقيل. مكافأة كبرى لأنه يعفيك من مشاعر الخسارة والهزيمة. وعبء ثقيل لأن السؤال البديهي هو ماذا ستفعل بهذا الفوز؟ وكيف ستنظم الهبوط الآمن من هذه القمة التي أدركتها؟ ربما من حق جو بايدن أن يعتب قليلا على حظه.
كان يشتهي أن يحصد الجائزة الكبرى قبل سنوات طويلة. مرتين حاول الاقتراب لكنهم أبعدوه وانحازوا إلى آخرين. لم ييأس ولم يبتعد. الحلم بالسلطة مرض يدخل الأنسجة ويقيم. لم تكن حياة بايدن الشخصية سهلة على الإطلاق. اعترض القدر طريقه وأصابه عند أكثر من منعطف. زوجته الأولى وابنته. ثم ابنه. لديه من الأوجاع الشخصية ما يكفي لليأس لكنه لم يسلم أن مستقبله توارى مع من تواروا حوله. احتفظ بالأمل العادي ومن دون أن يتسم بعناد علني واستثنائي. وفي الكونغرس، كما في الإدارة، كان الرجل الذي يجيد التعايش، بما في ذلك مع دوره في الصف الثاني، ومن دون أن يرسل إشارات التبرم بمقعده أو حدود دوره أو انشغال الأضواء دائما بصاحب الموقع الأول. في الكونغرس وفي اللجان وفي موقع نائب الرئيس كان عليه أن يتعامل مع ملفات ووقائع وسياسات وتجاذبات وكيديات. وكان يشارك من دون أن يكون الرجل الذي يضرب الطاولة بقبضته أو الرجل الذي يقلب الطاولة. لم يكن سارق الأضواء لكنه كان يروّض نفسه على الصبر الطويل على أمل أن تحين ساعته وها هي حانت وهو على بعد ثلاث خطوات من الثمانين.
حين يفتح بايدن خريطة العالم في البيت الأبيض سيكتشف أنه رئيس أمريكا التي تغيرت في عالم تغير. مرور ترامب في السياسة الأمريكية والبيت الأبيض لم يكن عابراً. والأصوات التي حصدها في منافسة بايدن تشير إلى ذلك. ليست سهلة "إزالة آثار الترامبية" التي يتحدث عنها كثيرون، خصوصاً أنها كشفت تمزقات عميقة في المجتمع الأمريكي.
ديفيد أكسلرود
ديفيد أكسلرود: هزيمة ترامب.. مقدمات ونتائج
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إن خلال الأيام الأخيرة لحملته الانتخابية التي خاضها الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته، دونالد ترامب، بُغيَة الفوز بمدة ولاية رئاسية ثانية، كان الأمر أقرب إلى جلسات علاج نفسي لشخص ساخط يشعر بالمرارة من الأوضاع المحيطة به، وهو ترامب نفسه بالطبع، منه إلى حملة انتخابات رئاسية.
كانت أكثر الملاحظات اللافتة على أسلوب ترامب وخطابه لمؤيديه أثناء هذه الحملة هي نبرة الندم والحسرة الواضحة في حديثه.
فعلى سبيل المثال، في حشد انتخابي عقده ترامب لمؤيديه في إحدى مدن ولاية "بنسلفانيا" في أواخر الشهر الماضي، أي منذ حوالي عشرة أيام أو 12 يوماً على أقصى تقدير، قال: "منذ أربعة أو خمسة أشهر مضت، عندما بدأنا هذه الحملة بِرمتها، وقبل أن تتفشى جائحة "كوفيد 19"، لم أكن لآتِ إلى هنا.
وإنما كنت خاطبتكم وقلت لكم: "إذا كانت لديكم فرصة، فلتذهبوا إلى لجان الاقتراع وتمنحوني أصواتكم" وكنا سنحقق الفوز على هذا النحو".
تذهب غالبية التحليلات التي تسعى إلى معرفة الأسباب وراء كون ترامب هو أول رئيس أمريكي يخسر حملة إعادة انتخابه منذ 28 عاماً، إلى أن "كوفيد 19" هي السبب الرئيسي، لكن الحقيقة هي أن الجائحة مجرد سبب من الأسباب.
ثمة أسباب هي التي تستحق وصفها بأنها أسباب رئيسية لهزيمة ترامب في انتخابات 2020.
وتتعلق هذه الأسباب جميعها بقصور في شخصية وأسلوب القيادة السياسية لهذا الرجل الذي بنى حملته الانتخابية الأولى في عام 2016، وكذلك مدة ولايته الرئاسية وحملته الثانية الفاشلة، على شعار "فلنجعل أمريكا عظيمة مُجدداً"، إلا أنه بدا في تطبيقه للشعار أشبه بمذيع لبرنامج من برامج تلفزيون الواقع الشهيرة "ملحوظة: ترامب كان مذيعاً بالفعل لأحد برامج تلفزيون الواقع منذ عام 2004 وحتى 2017"، وليس رئيساً لدولة من المُفترَض أنها الأقوى والأكبر على مستوى العالم.
يونس السيد: هل انتهت حقبة بوتين؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، أثيرت، مؤخراً، تكهنات كثيرة حول اعتزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستقالة، وحول توجهه إلى إعداد روسيا لمرحلة ما بعد هذه الاستقالة، في ظروف دولية شديدة الحساسية والتعقيد، فهل انتهت فعلاً حقبة بوتين الذي هيمن على الحياة الروسية طوال العقدين الماضيين، سواء في رئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء؟
وعلى الرغم من نفي الكرملين نفياً قاطعاً لما نشرته بعض التقارير الإخبارية، ومن بينها صحيفة "الصن" البريطانية، بشأن اعتزامه الاستقالة بعد إصابته بمرض "باركنسون"، في وقت كان يعتقد الجميع أنه يعد نفسه لولاية جديدة في عام 2024، بعد أن مهد لذلك بتعديلات دستورية، فإن نفي الكرملين لم يقطع الشك باليقين، ليس فقط لجهة تأكيده أن صحة بوتين جيدة، وهو الذي تثير مهارته في "الجودو" إعجاب الروس، وأن الحديث عن هذا الأمر "هراء"، وإنما لاقتران ذلك بمشروع قانون تم عرضه على البرلمان الروسي بشأن حصانة رئيس الدولة بعد انتهاء ولايته.
من هنا تبدأ التساؤلات التي تذهب في اتجاهات مختلفة، بل متناقضة أحياناً، فهناك من يعتقد أن بوتين لن يبقى رئيساً إلى الأبد (وهذا يتناقض مع من يتحدث عن أنه سيبقى رئيساً مدى الحياة)، وبالتالي فإنه يسعى إلى ضمان حصانته وعدم مساءلته مستقبلاً، خصوصاً وأن بوتين يدرك أن لديه أعداء ومعارضين في الداخل الروسي، ربما أكثر مما هو في الخارج. وهناك من يرى أن بوتين لن يتخلى عن ترشحه لولاية جديد في 2024، لكنه يسعى ليس فقط إلى تحصين نفسه داخلياً، وإنما إلى إعداد روسيا لمواجهة الأزمات القادمة انطلاقاً مما يعتقده انهياراً وشيكاً لنظام الاقتصاد العالمي الذي أنشأته الولايات المتحدة، وتمكين روسيا من حماية مصالحها العليا، خصوصاً بعدما شاهد العالم بأسرة أزمة الديمقراطية الأمريكية.