وكان قد التقى "اليوم السابع" بالحاج نادى السباعى ابن مدينة طنطا وتل الحدادين، والذى جسد شخصيته الفنان الراحل نور الشريف، رجل مكافح بنى حياته منذ الصغر لم يعتمد على أحد بل قرر الاعتماد على نفسه فقط من خلال " عجله " بسيطة كان يتجول بها بين الورش والمحلات ليشترى منهم أى شىء يريدون بيعه ، حتى أصبح من أكبر تجار الحديد والمعادن فى جميع محافظات الجمهورية ، الجميع يعرفونه حق المعرفة نظرا لتمتعه بالسمعه الطيبة والامانة فى عمله.
وقال نادى السباعى : توفى والدى وأنا أبلغ من العمر 6 سنوات ، وبدأت عملى وأنا فى الـ8 من العمر لم يترك لنا والدى أى شىء، فعملت بمحل جدى واعمامى ، وبعد ذلك ذهبت إلى كفر الشيخ وسنى 10 سنوات ، وبعد ذلك توفى جدى ورجعنا إلى مدينة طنطا ، وحصلنا على 64 جنيها من ميراث والدى من جدى ، وكان وقتها من المفترض أن يكون نصيب الفرد 50 الف جنيه ولكن ابلغونا أن من يرفض سيتم وضع أمواله فى المجلس الحسبى فوفقنا على المبلغ.
وأضاف: قمت باستئجار محل بسيط فى منطقة تل الحدادين ، وسلفنى أحد الجيران الصالحين ميزان اعمل به لحين شراء آخر ، وقمت بشراء " عجلة " لكى اذهب بها إلى الجراجات وأصحاب ورش الميكانيكا لاشترى منهم المعادن " الخردة " التى لا يريدونها ، ثم اذهب لبيعها وأقوم بالعودة بالمال لأصحاب تلك الورش لمحاسبتهم ودفع أموال المعادن التى قمت ببيعها ، وكان يوجد ثقة كبيرة بينى وبينهم.
وأوضح : فى يوم من الأيام وأنا سارح بالعجله فى منطقة " عزبة ابو جمالة " التابعة لمدينة طنطا ، شاهدت طائرة بجوار خيام وأربعة جنود هولانديين ، فعندما ذهبت إليهم لم استطع فهم ما يقولون ، فقمت بإيقاف شاب من الشباب الجامعيين وابلغته بأن يتحدث إليهم اننا نريد شراء تلك الطائرة ، وبالفعل وافقوا على اعطائى الطائرة دون أموال نظرا لتهالكها الشديد ، لم أوافق على ذلك وقمت بشرائها بمبلغ 100 جنيه، وقام بإعطائى ورقة بها بالموافقة حتى لا أتعرض للمسائلة القانونية.
وبدأ دخلى يرتفع وحصلت على أموال كثيرة من تقطيع تلك الطائرة التى رزقنى الله بها ، فقررت أن أحدد لنفسى مصروفا يوميا أنفق منه حتى أستطيع تجميع مبلغ من المال لتكبير تجارتى ، كنت أعمل فى اليوم 8 ساعات متواصلين ، وبعد ذلك تزوجت امرأة من أصل طيب ساعدتنى فى تكوين مستقبلى ، حتى أصبحت من أكبر تجار الحديد بالبلد.
وأضاف: بعد سنوات تقابلت مع الفنان نور الشريف فى إحدى المناسبات لإحدى التجار بمدينة دمنهور محافظة البحيرة ، وعندى دخولى المناسبة شاهد الفنان الراحل نور الشريف حفاوة استقبالى من قبل جميع التجار ورجال الأعمال ، فبدأ الجميع يخبره بقصة حياتى وكفاحى ، فابلغنى الفنان الراحل بأنه يريد مقابلتى داخل منزلى بمدينة طنطا لأمر هام ، وبالفعل استقبلته فى منزلى وابلغنى بأنه يريد أن يقوم بتجسيد شخصيتى فى مسلسل وعرض قصة حياتى به ، على الفور وافقت .
وتابع : بدأ الفنان الراحل يتردد إلى أكثر من مرة للتعرف على قصة حياتى ، حتى بدأ فى تصوير المسلسل الرائع " لن اعيش فى جلباب أبى " والذى استمتعت كثيرا عندما شاهدته ، ثم قام الفنان نور الشريف بالاتصال بى لمعرفة مدى رضائى عن المسلسل من عدمه ، ومنذ ذلك الوقت وأصبحنا أصدقاء نتلاقى دائما فى المناسبات بخلاف الاتصالات التليفونية بيننا .
واختتم حديثة قائلا: "لم أرغب من الدنيا فى أى شىء آخر ، فلقد وهبنى الله الحظ الوفير والرزق الواسع ، حتى أصبحت من أكبر تجار الحديد والمعادن فى جميع محافظات الجمهورية، الجميع يلقبوننى بـ"شيخ الحدادين"، لم يتبق لدى سوى تقديم المساعدة لمن يحتاجها وإرضاء الله عز وجل ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة