لا يزال الصراع يشتد فى إقليم تيجراى شمال أثيوبيا الممتد منذ 4 فبراير الماضي وتسبب فى تهجير آلاف الأثيوبيين والفرار إلى الحدود السودانية ونزح الآلاف إلى مناطق اخرى هربا من الصراع.
هروب الآلاف إلى الحدود السودانية مع عدم جاهزية المنطقة لاستقبال هذا العدد الكبير من اللاجئين تسبب فى تكدس مخيمات اللجوء وسط تحذيرات أممية ودولية من العاملين بالمجال الإنساني من تفشي وباء كورونا بين اللاجئين.
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذرت من الحاجة الملحة لمواقع توطين اللاجئين الإضافية ، حيث وصل مخيم أم راكوبا في ولاية القضارف إلى أقصى طاقته الحالية البالغة 10 آلاف شخص.
فيما أعرب كل من مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانيه "أوتشا" والعاملين في المجال الإنساني عن قلق بالغ إزاء محنة المدنيين في منطقة تيجراي ، وخاصة في عاصمتها ميكيلي ، في أعقاب التطورات الأخيرة المبلغ عنها في المدينة.
ووفق الأمم المتحدة حتى قبل بدء القتال الأخير، عانى المدنيون في ميكيلي، التي يسكنها ما يقرب من نصف مليون شخص، لمدة أسابيع من نقص الوقود والنقود والسلع الأساسية، كما تضررت البنية التحتية المدنية، ووردت تقارير عن نقص حاد في الإمدادات الطبية في ميكيلي وعبر منطقة تيغراي اللازمة لعلاج المصابين خلال الاشتباكات.
ومن جانبهم، أفاد العاملون في المجال الإنساني بأن الأشخاص المتضررين قد أجبروا على الاعتماد على المياه غير المعالجة للبقاء على قيد الحياة بعد الأضرار والدمار الذي لحق بالبنية التحتية للمياه.
ودعا مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانيه الى استعادة الإمدادات والخدمات الأساسية على الفور في ميكيلي وعبر منطقة تيجراي ، مؤكدا انه تعمل الأمم المتحدة والشركاء مع جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية.
وأشار التقرير الى ان الصراع في منطقة تيجراي الإثيوبية دفع الالاف الى الهجرة نحو السودان، حيث أبلغ العاملون في المجال الإنساني بالسودان عن تحديات استجابة معقدة ويلتمس ما يقرب من 45500 شخص الآن اللجوء في البلاد ، معظمهم من الأطفال.
ولفت التقرير إلى أنه يعمل العاملون في المجال الإنساني على توسيع نطاق الاستجابة ووصل الجسر الجوي الأول للمفوضية بمساعدة الطوارئ إلى الخرطوم خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ومن جانبه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم امين عام الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو جوتيريش تلقى اتصالًا هاتفيًا من أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا ، لإطلاعه على الوضع في البلاد.
وأضاف دوجاريك أنه من جانبه أكد الأمين العام مرة أخرى على الحاجة إلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان ، فضلا عن وصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني. كما قال الأمين العام إن إثيوبيا بحاجة إلى مصالحة حقيقية دون تمييز وفي بلد يجب أن يشعر فيه كل مجتمع بالاحترام وأن يكون جزءًا من إثيوبيا.
ولفت دوجاريك إلى أن الأمين العام تحدث أيضا مع إلين جونسون سيرليف ، رئيسة ليبيريا السابقة. والتى أبلغته بالاتصالات التي أجرتها بين مبعوثي الرئيس سيريل رامافوزا بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي - و يواكيم شيسانو ، الرئيس السابق لموزمبيق ، وكجاليما موتلانثي ، الرئيس السابق لجنوب أفريقيا لافته الى ان تلك المناقشات التي قاموا بها اجرت بعدها اجتماعات مع السلطات الإثيوبية ، لا سيما مع رئيس وزراء إثيوبيا ، أبي أحمد.
فيما أعرب الأمين العام عن قلقه البالغ إزاء عواقب الصراع الإثيوبي على السكان المدنيين وانتشار خطاب الكراهية وتقارير التنميط العرقي. وأعرب الأمين العام عن دعم الأمم المتحدة الكامل لمبادرة الاتحاد الأفريقي بقيادة الرئيس رامافوزا.