أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب عن تقديم حزمة تحفيز جديدة للاقتصاد، قبل قرابة شهر من الرحيل عن البيت الأبيض، وسط معارضة من الحزب الديمقراطي لملامح تلك الحزمة، التي اعتبرتها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "عرقلة رئاسية لمحادثات الكونجرس".
وأعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قدمت حزمة تحفيز جديدة قيمتها 916 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد المتضرر من جائحة كوفيد-19.
وقال منوتشين، في تصريحات تلفزيونية الأربعاء، إن "الحزمة الجديدة تشتمل على أموال للمجتمعات المحلية وحماية للشركات من الملاحقات المتعلقة بكوفيد-19، وهي كانت نقاطا شائكة بين الجمهوريين والديموقراطيين"، مشيراً إلى أن "هذه الحزمة تزيد قليلا عن قيمة خطة مساعدات تبلغ 908 مليارات دولار، اقترحتها مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين".
الخطة الجديدة تم تقديمها إلى رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، التي اجتمع معها منوتشين، بعدما شدد الرئيس المنتخب، جو بايدن، على الحاجة إلى مساعدة الأسر الأكثر ضعفا والشركات على الخروج من هذا الوضع.
وتواجه المناقشات التي يجريها أعضاء الكونجرس نقطتي خلاف رئيسيتين تتركز في حماية الشركات من بعض الدعاوى القضائية، لا سيما في حالات إصابة موظفين بفيروس كورونا، وهي نقطة يدافع عنها الجمهوريون، وتقديم مساعدة للولايات والمجتمعات المحلية وهو أمر يطالب به الديمقراطيون.
انتقدت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية، نانسي بيلوسي، والزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ تشارلز شومر ما اعتبروه عرقلة رئاسية لمحادثات إغاثة كورونا مع التأكيد على "التقدم" في المفاوضات بعد ان تقدم ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في الشيوخ بمقترح جديد لحزمة اقتصادية للدعم.
وقالت بيلوسي وشومر في بيان مشترك، إن المفاوضات التي تجريها مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب من الحزبين - والتي يعتمد عليها العرض الجديد البالغ 916 مليار دولار الذي قدمه البيت الأبيض - يجب السماح لها بالاستمرار دون تدخل ، حتى مع إبراز دعم ماكونيل. لمثل هذا الاقتراح، وقال القادة الديمقراطيون: "في حين أنه من التقدم الذي وقع فيه الزعيم ماكونيل على عرض بقيمة 916 مليار دولار يستند إلى إطار عمل الحزبين، يجب ألا يُسمح لاقتراح الرئيس بعرقلة محادثات الكونجرس بين الحزبين الجارية".
في المقابل، أشاد زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي بخطة منوشين، موضحا إن تأثير الميزانية سيصل إلى نحو 160 مليار دولار.
وقال مكارثي، الذي أوضح أن خطة منوشين ستوفر مدفوعات بقيمة 600 دولار للأفراد، وهي تركز على الأشياء التي يجب أن تكون هناك، ونصف المدفوعات المقترحة في قانون HEROES الخاص بالديمقراطيين في مجلس النواب. وأضاف: "لدينا أموال هناك لتوزيع لقاح الفيروس ، لقد تم توسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص للشركات الصغيرة هناك" ، في إشارة إلى تمويل جولة جديدة من قروض برنامج حماية شيكات الرواتب.
كما أشار مكارثي إن اقتراح البيت الأبيض هو "منتج أفضل بكثير" لأنه يتضمن أحكامًا أقوى لحماية المسؤولية للشركات من خطة الحزبين التي كشف عنها مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأسبوع الماضي
وتعيد خطة البيت الأبيض إحياء فكرة جولة جديدة من المدفوعات المباشرة للأشخاص الذين يصل دخلهم إلى 99 ألف دولار ، وهو اقتراح بدا ميتًا قبل ساعات عندما قال كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إنه سيكون من الصعب إرسال المزيد من الشيكات دون رفع تكلفة حزمة الإغاثة. فوق هدفهم البالغ 1 تريليون دولار، ومن جاتبها حذرت بيلوسي وشومرمن أن خطة البيت الأبيض ستقطع الكثير من برنامج التأمين ضد البطالة لإفساح المجال للفحص المباشر.
وقال منوتشين في بيان إنه قدم خطة البيت الأبيض نيابة عن الرئيس ترامب، وقال: "كجزء من هذا الاقتراح ، سنموله باستخدام 140 مليار دولار من الأموال غير المستخدمة من برنامج حماية شيكات الرواتب و429 مليار دولار من أموال الخزانة"، مضيفًا أنه "راجع" الاقتراح مع رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، ماكونيل ومكارثي.
وقال: "إنني أتطلع إلى تحقيق اتفاق بين الحزبين حتى نتمكن من توفير هذه الإغاثة الاقتصادية الهامة للعمال والعائلات والشركات الأمريكية".
قدم منوتشين عرض البيت الأبيض الجديد بعد فترة وجيزة من تصريح ماكونيل للصحفيين بعد غداء مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ بأنه يجب على المفاوضين إسقاط اثنتين من أكثر القضايا إثارة للجدل من حزمة الإغاثة الجديدة: حماية المسؤولية للشركات والمنظمات الأخرى والتمويل الفيدرالي الجديد للولاية و الحكومات المحلية.
