تمر اليوم الأربعاء، ذكرى رحيل الشيخ طه الفشنى، الذى اشتهر بعذوبة صوته ورقة أدائه، فكان جديرًا لأن يصبح كروان القرآن الكريم ويتربع على العرش مع الكبار فى دولة القراءة.
ولد الشيخ طه الفشنى عام 1900م، بمدينة الفشن إحدى مدن محافظة المنيا - تتبع الآن بنى سويف فى أسرة متدينة، والتحق بكتاب القرية وبه حفظ القرآن الكريم كاملاً، ثم التحق بمدرسة المعلمين بالمنيا، وحصل فيها على دبلوم المعلمين، ورحل بعدها إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة دار العلوم العليا، ولكن الأحداث السياسية التى كانت تمر بها مصر وقتها واندلاع ثورة 1919 حالت دون ذلك، فتوجه إلى الأزهر الشريف، والتحق ببطانة الشيخ على محمود، واشتهر بعدها بتميزه فى أداء التواشيح الدينية.
فى بداية حياته ولدى وصوله إلى القاهرة قادمًا من بلدته بمحافظة بنى سويف تلقته شركة اسطوانات يونانية وأنتجت له أسطوانتين أغانى إلا أنه سرعان ما عاد لموهبته وحبه الأول لتلاوة القرآن الكريم.
رتل "الفشنى" القرآن الكريم بقصرى "عابدين ورأس التين"، بصحبة الراحل الشيخ مصطفى إسماعيل لمدة 9 سنوات كاملة، وعندما بدأ التلفزيون إرساله فى مصر كان الفشنى من أوائل قراء القرآن الكريم الذين افتتحوا إرساله وعملوا به.
حفظ القرآن ثم تعلم القراءات، وتدرج الشيخ طه في دراسته الدينية والعامة وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين سنة 1919. حضر الشيخ طه إلى القاهرة، والتحق ببطانة الشيخ علي محمود، ثم ذاع صيته بأنه قارئ ومنشد حسن الصوت، التحق بالإذاعة المصرية سنة 1937، وعين قارئاً ل جامع السيدة سكينة سنة 1940 وحتى وفاته عام 1971.
اختير رئيسًا لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنة 1962. كان الشيخ طه صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه فلم يكن يعلوه فيه أحد، وهو أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ علي محمود. من أشهر التواشيح كانت ميلاد طه يا أيها المختار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة