عقوبات رادعة أقرها الكونجرس، ووقعها الرئيس دونالد ترامب مساء الجمعة، رداً على شراء تركيا منظومة الدفاع الجوى الروسية "أس 400"، وهى العقوبات التى قالت عنها مجلة فورين بوليسى فى تقرير لها ليل الجمعة، أنها شهدت توافق بين إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والكونجرس بخلاف ما هو متبع من جدل بين الطرفين.
ووافق مجلس الشيوخ الأمريكى على مشروع قانون الموازنة الدفاعية المعدل، والذى تضمن عقوبات على كلاً من روسيا وتركيا، مع السماح لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بتحويل طائرات "إف 35"، التى كانت مخصصة لتركيا إلى "مشترين آخرين".
وتأتى العقوبات الأمريكية بعد ساعات من تسريبات عن عقوبات مماثلة من الاتحاد الأوروبى ضد شركات وكيانات تركية رداً على التنقيب عن الغاز فى المياه الإقليمية القبرصية، وغير ذلك مما يعتبره الاتحاد انتهاكاً بحق الدول الأعضاء.
وفي تقرير لها، قالت شبكة بلومبرج الأمريكية، إن ترامب وقع بالفعل على "حزمة إجراءات"، أوصى بها وزير خارجيته مايك بومبيو بشأن التعامل مع تركيا، وهي الإجراءات التى لم تحددها الشبكة، لكنها أكدت فى الوقت نفسه فرض عقوبات رادعة على تركيا بموجب قانون مكافحة "أعداء أمريكا" المعروف باسم "CAATSA".
وبحسب بلومبرج، قاد قرار تركيا شراء منظمة S-400 تكلفة بالغة على انقرة، حيث تم استبعادها بشكل أساسى من برنامج F-35 الذى تقوده الولايات المتحدة بعدما كانت قد خططت لشراء حوالى 100 من مقاتلات الجيل التالى، التى بنتها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، وبينما تواصل تركيا تصنيع بعض المكونات الرئيسية للطائرة المقاتلة من المتوقع أن ينتهى هذا فى عام 2022.
ويتمثل أحد مخاوف الولايات المتحدة الرئيسية فى إمكانية استخدام S-400 لجمع معلومات استخبارتية حول قدرات التخفي لطائرة F-35.
وكانت العلاقة بين واشنطن وأنقرة مشحونة بعدد من المشاكل التي تتجاوز قرار تركيا شراء معدات عسكرية متطورة من روسيا، ويختلف البلدان أيضًا حول دعم الولايات المتحدة للمسلحين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين، كما اشتبكت تركيا أيضًا مع الولايات المتحدة فى صراعها مع قبرص واليونان حول الحدود البحرية فى شرق البحر المتوسط.
وبحسب تقرير آخر نشرته فورين بوليسى، اليوم الجمعة، حذرت وزارة الدفاع الأمريكية من أن منظومة إس -400 ستعرض مقاتلة إف -35 للخطر باستخدام رادارها لفحص الطائرة بشكل سلبى، مما يسمح للنظام الروسى بتحديدها وإسقاطها بسهولة أكبر فى القتال.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن القانون الذى يستند إليه ترامب فى فرض العقوبات يمنحه مرونة بشأن مدى صعوبة تضييق الخناق على تركيا من أجل البيع، بما فى ذلك منع الصادرات، أو منع بعض المسؤولين من إجراء معاملات مع الولايات المتحدة، أو إيقاف البنوك الأمريكية، أو المؤسسات المالية الدولية من تقديم القروض، وهى خطوة قد تسبب أضرارًا كبيرة للاقتصاد التركى.
العقوبات الأمريكية، تزامنت مع صفعة أوروبية وجهتها قمة الاتحاد التى عقدت على مدار يومى الخميس والجمعة، إلى النظام التركى، حيث تم فرض عقوبات طالت الشركات والكيانات المشاركة فى أعمال التنقيب الجائر عن الغاز فى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وعلقت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية على العقوبات الأوروبية، قائلة إن دول أوروبا مطالبة بإيجاد نهج مشترك لكبح جماح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للتعاون مع الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة جو بايدن.
وقالت المجلة في تقريرها إن صبر واشنطن قد نفذ من الممارسات التركية فى الشرق الأوسط، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو فى اجتماع الناتو الأخير من هجوم حاد على نظيره التركى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة