تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن التاريخ علم الشعوب والدول، أنّ المجتمعات لا تُخرّب ولا تتهاوى، إلّا بفعل أبنائها، أو بتواطؤ منهم، وأنّ الآخر الأجنبي، الذي يتربّص بهذه المجتمعات، لن يجد إليها سبيلاً ومدخلاً للتخريب، ما دامت جبهاتها الداخلية متماسكة ومتضامنة حول المبادئ الأساسية، التي دونها تستحيل الحياة المجتمعية، وفي غيابها تتداعى الدول.
عادل درويش
عادل درويش: النقد الهدام ومصل "كورونا"
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن لم يمر يوم على بدء تطعيم كبار السن في بريطانيا بمصل مقاومة "كوفيد – 19"، إلا وبدأت جوقات المنتقدين الإنشاد. الأمر معتاد في المجتمعات الديمقراطية المفتوحة، خاصة بنسخة القرن الـ 21 من المقولة الديكارتية من عصر التنوير "أنا أنتقد، إذن أنا موجود".
ولم يتضح بعد ما إذا كان المصل الجديد الذي أنتجته "فايزر" الألمانية في بلجيكا، (أو بقية الاثني عشر مصلاً الذي قرب استخدامها)، تقي من انتقال العدوى بين الأشخاص، أي هل تعمل مثل درع تقي الجسم من دخول فيروس كورونا إليه؟...
أم يقتصر دورها على عمل "بروفة" العدوى للجسم، مثل المناورات بالذخيرة الحية، استعداداً للقاء العدو؟
في هذه الحالة يستعد جهاز المناعة في جسم الإنسان بالأسلحة التي لديه، وهي الأجسام المضادة في حال دخول الفيروس إلى الجهاز التنفسي والأوردة الدموية، فيحاصر الخلايا التي اخترقها الفيروس ولا تتطور إلى مرض "كوفيد – 19".
ولأن الأمصال الجديدة عجلت معامل الأدوية بإنتاجها بسبب الضغوط التي تتعرض لها المجتمعات، فسيستغرق الأمر سنوات للإجابة عن السؤال عن قدرة المصل على منع نقل العدوى، لأن المصل الذي يحقق النتيجتين سيكون حجر الفلاسفة لعلماء طب القرن الـ21. وهذا سبب تعجب العقلاء من إنشاد جوقة نقد معروفة تظهر على أي مسرح سياسي، أو اجتماعي أو ثقافي، أو أدبي، لتنتقد المجتمع وكل ما هو مألوف فيه من مؤسسات وظواهر. فكل شيء لديهم، من البيئة إلى الاستثمارات والبنوك والصناعة إلى نظام التعليم ومؤسسة الأسرة والزواج، هو سبب البلاء.
الهاشمى نويرة
الهاشمي نويرة : تونس.. أمل ضعيف وخراب محقق
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إن التاريخ علم الشعوب والدول، أنّ المجتمعات لا تُخرّب ولا تتهاوى، إلّا بفعل أبنائها، أو بتواطؤ منهم، وأنّ الآخر الأجنبي، الذي يتربّص بهذه المجتمعات، لن يجد إليها سبيلاً ومدخلاً للتخريب، ما دامت جبهاتها الداخلية متماسكة ومتضامنة حول المبادئ الأساسية، التي دونها تستحيل الحياة المجتمعية، وفي غيابها تتداعى الدول.
وفي تونس، كان الزّعيم التاريخي الحبيب بورقيبة، سبّاقاً للتنبيه لهذه المسلّمة التاريخية، وقد يكون الخوف من الوقوع في مثل هذا السيناريو، دفعه إلى سلوكيات لا ديمقراطية، رغم قناعاته الليبيرالية، وفكره الحداثي والتنويري.. وهذا الكلام، هو من باب التفسير، وليس لتبرير السياسات والمواقف.
بورقيبة وعى بصفة مبكّرة واستباقية، أنّ المعارك الكبرى التي تخوضها تونس، لن تكسب دون مساهمة فاعلة من كلّ الأطراف المجتمعية والسياسية، وهو ما يفسّر الوفاق الاستراتيجي بينه واتّحاد العمّال، بقيادة الزعيم النقابي نور الدين حشّاد، وهذا توافق لم يُغيّب أبداً الخلافات والتناقضات الكثيرة والكبيرة بين الطرفين.
الاتحاد العام التونسي للشّغل (اتحاد العمّال)، كان لذلك شريكاً أساسياً في المعركة، من أجل استقلال تونس في مارس 1956، ثمّ في بناء الدولة الوطنية الحديثة، حيث كان أوّل برنامج اقتصادي واجتماعي وسياسي للحكومة التونسية، هو من إنجازه. وأمّا أكبر المعارك التي خاضها الاتحاد، فهي المعركة من أجل الديمقراطية، والتي انطلقت مع الرسالة التاريخية التي أرسلها الزعيم النقابي أحمد التليلي في 25 يناير 1966، إلى الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، مطالباً فيها بإرساء الديمقراطية، وبمراجعة طرق الحكم التي تتجه في تقديره بالبلاد إلى آفاق مسدودة، ومعتبراً فيها أنّ نظاماً يفرض نفسه على الشعب بالقوّة، هو نظام محكوم عليه بالفشل.
ناجى صادق شراب
ناجي صادق شراب: أمريكا وإيران والمفاوضات
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن المفاوضات هي القاسم المشترك بين الولايات المتحدة وإيران. لكن التساؤلات أي مفاوضات؟ وماذا يريد كل طرف منها؟ وهل ستقتصر المفاوضات على أمريكا وإيران فقط؟ وما هو دور الدول الأخرى؟ تساؤلات كثيرة تنتظر أي عملية تفاوضية جديدة، ولن تكون مجرد لقاء بالعودة للاتفاق النووي السابق ورفع العقوبات وإغلاق الملف. هذه مجرد أضغاث أحلام سياسية.
لنبدأ بالموقف الأمريكي وهو الفاعل الرئيسي الذي بيده مفتاح الملف بكامله. إدارة الرئيس ترامب لم تنف الحاجة للتفاوض، لكنها كانت أكثر وضوحاً وقوة في التعامل مع الملف بدءاً بالانسحاب منه في مايو 2018، وما تبع ذلك من ممارسة أقصى العقوبات بهدف عودة إيران لطاولة التفاوض كما تريد. وما يهم هنا أن إدارة ترامب فرضت واقعاً سياسياً على إدارة بايدن، فلا يمكن تجاهل هذه العقوبات، ولا تجاهل تأثيرها. ولن يختلف الموقف الأمريكي في عموميته في التعامل مع هذا الملف الذى يحظى بأولوية قصوى في المرحلة القادمة. الرئيس المنتخب بايدن وقبل فوزه أعلن أكثر من مرة عزمه العودة للاتفاق ولكن بشروط جديدة. ولعل أهم تصريحاته رفضه أن تتحول إيران إلى دولة نووية، وطالب بتمديد القيود على إنتاجها للمواد الانشطارية ودورها الإقليمي في المنطقة.وإذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم للاتفاق النووي فإن الولايات المتحدة ستنضم إلى الاتفاق كنقطة انطلاق لمتابعة المفاوضات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة