"سمراء" سيدة على درب الصابرين.. قضت عمرها فى العمل بالأراضى الزراعية حتى بعد وفاة زوجها.. ربت أبنائها وزوجاتهم وانتصرت على السرطان وأصيبت بالعمى.. وتتمنى مساعدة ابنها فى الزواج وإجراء عملية جراحية لإعادة بصرها

الإثنين، 14 ديسمبر 2020 05:30 م
"سمراء" سيدة على درب الصابرين.. قضت عمرها فى العمل بالأراضى الزراعية حتى بعد وفاة زوجها.. ربت أبنائها وزوجاتهم وانتصرت على السرطان وأصيبت بالعمى.. وتتمنى مساعدة ابنها فى الزواج وإجراء عملية جراحية لإعادة بصرها كشف طبى على العيون
الفيوم _ رباب الجالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيدة بسيطة فى الخمسين من عمرها تجلس على بساط من الرضى بمنزل متواضع لا تمتلك به سرير لتلقى جسدها المنهك من العمل الشاق لسنوات طويلة عليه لا ترى شيئا بعد إصابتها بالعمى لكن قلبها مبصر وبصيرتها مستيقظة وحيائها يجعلها بمجرد أن تسمع صوت قادما لبيتها حتى لو سيدة تنادى بأعلى صوتها على ابنتها وزوج ابنتها لتعطيها منديلها لتغطى رأسها ثم تسدل فوقه خمارها وتبدأ فى الرحاب بضيفها حتى تمسك يديه بيديها الإثنين فى قبضة قوية تعتذر فيها عن ضيق حالها وعدم قدرتها على النظر إليه.

سمراء-تتمني-زواج-ابنها-الأخير-وإجراء-جراحة-لعينيها

وقالت سمراء محمد عبد اللطيف، إنها تزوجت وهى فى سن صغير وكان زوجها مسن وأنجبت منه ثلاث أطفال وكان لا يستطيع العمل فكانت تعمل فى الأراضى الزراعية بمهام الرجال الشاقة خاصة بعد وفاته وترك لها ابنائها الثلاثة فى سن صغير، فكانت تعمل بالحصاد وجمع الطماطم وجمع النباتات الطبية والعطرية وتمسك بأدوات الزراعة المصنعة من الخشب والحديد وتمسك بالفأس وتعمل بكامل قوتها مثلها مثل أى رجل يعمل بالحقل وكانت تربى المواشى وكانت تحصل على ما تحصل عليه من أجرها وتنفقه على إطعام ابنائها وكسائهم والذهاب بهم للأطباء.

وتابعت سمراء: "كافحت لسنوات طويلة حتى كبر ابنائى وزوجت ابنى الأكبر وكانت أسعد لحظة فى عمرى شعرت حينها إنني أحصد فرحى بعد شقائى لسنوات خاصة أن ابنى بدأ يعمل باليومية ويساعدنى فى الإنفاق على المنزل وبعدها بسنوات قليلة تمكنت أنا وهو من تجهيز ابنتى مثل أى عروسة وشهدت يوم عرسها وكانت سعادتى لا توصف".

سمراء-تحكي-رحلة-كفاحها-لليوم-السابع

ولفتت سمراء، إلى أنها منذ 6 سنوات أصيبت بسرطان الغدد الليمفاوية وكانت صدمة كبيرة لها وتعرضت لعملية جراحية كبيرة ثم جلسات الكيماوى الشاقة، ولكنها كانت لديها يقين بالله أنه سيشفيها ويخرجها من هذه المحنة مثلما كان معها دائما طوال سنوات عمرها التى قضاها بمفردها تبكى فى ليالى طويلة لا تعلم أن كان غدا سترزق بعمل يمكنها من الإنفاق على أبنائها أم لا.

وبالفعل أكدت سمراء، أنها تعافت من المرض اللعين وشفيت منه ووصف لها الأطباء أقراص تستمر فى تناولها لسنوات حتى لا يعود إلى جسدها هذا المرض الخبيث، وبدأت تعود لحياتها الطبيعية وتعمل بالأراضى الزراعية وكل حلمها وطموحها أن تتمكن من مساعدة ابنها الأصغر للقيام بتكليف زواجه حتى تشعر أنها فعلت كل ما بوسعها تجاه ابنائها.

سمراء-تكشف-اصابتها-بالسرطان

ولكن لم يكن السرطان هو المرض الوحيد الذى واجهته سمراء فبعد عامين من التعافى منه أصيبت بمرض فى عينها حيث كانت مصابة بمياه بيضاء تحولت إلى مياه زرقاء وأجرت جراحة ولكنها لم تكن ناجحة وفقدت سمراء بصرها لتقعد ضريرة فى فرشتها ورغم أن طبيب كبير فى تخصص العيون أعطاها أمل فى عودة بصرها إذا انتظمت على المتابعة معه، مؤكدا أن لها عملية جراحية كبرى إلا أن تكاليف السفر والعلاج منعتها من ذلك، وأكدت أن قلبها ملئ بالرضا وكل أملها فى الحياة أن يتزوج ابنها الأصغر حينها تشعر أنها قضيت رسالتها، قائلة " أنا راضية بأمر ربنا وقضاءه، الإحساس الوحش اللى حساه هو تقصيرى نحو ابنى لان أيام ماكنت بصحتى كنت بجرى وأكافح وأساعدهم دلوقتى مش بقدر".

 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة