شهدت مؤخرا عدد من الدول من بينها استراليا وفرنسا، وقف تجارب لقاحاتها المحلية المضادة لفيروس كورونا، لعدة أسباب من بينها ظهور حالات وفاة أو إصابات بين المتطوعين فى التجارب السريرية، أو عدم تحقيق مناعة بنسبة كاملة لدى شريحة كبيرة من المتطوعين فى التجارب فى مراحلها الأولى أو الثانية.
وأعلنت الحكومة الأسترالية وقف تجارب لقاح لفيروس كورونا الأسترالي الجديد، الذى طورته شركة CSL وجامعة كوينزلاند، عندما ظهرت على بعض المتطوعين في الاختبارات السريرية الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز.
وأكدت الشركة الحكومة الأسترالية أن تطوير اللقاح لن يتقدم إلى المرحلة الثانية والثالثة من التجارب، وقال البيان إن المرحلة الأولى من التجارب ستستمر، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا استراليان".
في الوقت نفسه، يؤكد مطورو اللقاح أنه لا يوجد أي سبب لنقل عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، مشيرين إلى أن نتائج الاختبار كانت خاطئة وأن اللقاح أثبت فى المرحلة الأولى من الاختبارات، أنه فعال في توليد المضادات الحيوية.
وقالت شركة CSL وجامعة كوينزلاند إن علاج هذا الخلل سيستغرق سنة تقريبا، الأمر الذي تطلب إلغاء الاختبارات.
من جانبه، قال بريندان مورفي، الأمين العام لوزارة الصحة الأسترالية: "من المرجح أن يكون اللقاح ناجحا. لكننا علمنا وبثقة أننا لم نرغب في حدوث مشاكل".
وأضاف قائلا: "هذه الاختبارات التي أظهرت إصابة لدى بعض المتطوعين بشكل خاطئ ربما أحدثت بعض التشوش والنقص في الثقة، واصفا قرار الإلغاء بأنه "مدمر" بعد 11 شهرا على "الجهود الحثيثة لإنجاح هذا المشروع،".
فيما أشار سانجايا سيناناياكي، خبير الأمراض المعدية في الجامعة الوطنية الأسترالية إلى أنه "بصفة عامة، نحو 90% من اللقاحات لا تصل على الإطلاق إلى السوق".
أما النكسة الثانية فقد تعرض لها لقاح سانوفى الفرنسى الذى تنتجه كل من شركة GSK و Sanofi، حيث تأخر فى اللحاق بسباق اللقاحات العالمية التي تتنافس لتحقيق أكبر نسبة من الفاعلية للقضاء على فيروس كورونا المستجد.
202007060844284428
ومن أهم العراقيل التي ساهمت في تأخر إنتاج اللقاح لمدة قد تصل إلى نهاية عام 2021، أنه لم ينجح في تحقيق استجابة مناعية قوية لكبار السن في التجارب المبكرة، مما يعنى أنه لم يشكل حماية لهم من الفيروس، حيث كشفت التجارب السريرية عن تراجع الاستجابة المناعية لدى كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما.
وفسر الباحثون هذه الأزمة لدى لقاح سانوفى، أن كبار السن يملكون جهازا مناعيا بطيئا مقارنة بالشباب، لذا قد يحتاجون جرعات عالية من اللقاح حتى يحصلوا على مناعة ضد الفيروس.
ويعتمد لقاح سانوفى على التكنولوجيا القائمة على الحمض النووي المستخدمة لإنتاج لقاح الإنفلونزا الموسمية الخاص بشركة Sanofi ، وقد تم دمجه مع تقنية GSK المساعدة.
سباق محموم ومنافسة شرسة بين شركات التكنولوجيا الحيوية والأدوية لتطوير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، فمنها من يصل أولا، ويحقق الفاعلية ومنها من يتوقف فى منتصف الطريق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة