أكرم القصاص - علا الشافعي

دراسة تزعم: المناخ سبب تدمير حضارات الأنهار فى آسيا الوسطى وليس جنكيز خان

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 11:00 م
دراسة تزعم: المناخ سبب تدمير حضارات الأنهار فى آسيا الوسطى وليس جنكيز خان صورة تعبيرية
كتب إيهاب محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زعمت دراسة جديدة نشرت فى المجلة العلمية "ناشيونال أكاديمى ساينس"، أن تغير المناخ وليس جنكيز خان هو المسئول عن القضاء على حضارات الأنهار في آسيا الوسطى قبل 700 عام، وفقًا للدراسة، أجرى باحثون بريطانيون تحقيقا في قنوات النهر حول بحر آرال في آسيا الوسطى، والتي كانت تاريخيا كتلة شاسعة من المياه، ولكنها الآن تمثل جزءا صغيرا من حجمها السابق.

الدراسة
الدراسة

 

ومنذ مئات السنين، كان بحر أرال وأنهاره الرئيسية مركز حضارات الأنهار المتقدمة، التي استخدمت الري بمياه الفيضانات في الزراعة، ورغم أن غالبية الناس يعتقدون ارتباط تدهور المنطقة بالغزو المدمر من قبل الإمبراطورية المغولية في أوائل القرن الثالث عشر، بقيادة جنكيز خان، إلا أن البحث الجديد في ديناميكيات الأنهار على المدى الطويل وشبكات الري القديمة، يظهر أن تغير المناخ وظروف الجفاف كانت وراء السبب الحقيقي.

F2.large

 

وأعاد الخبراء بناء آثار تغير المناخ على الزراعة بمياه الفيضانات في المنطقة، جزئيا باستخدام التأريخ الإشعاعي لقنوات الرى، ووجدوا أن تناقص تدفق الأنهار الناجم عن ظروف الجفاف كان مهما للقضاء على هذه الحضارات المزدهرة سابقا.

 

وقال معد الدراسة البروفيسور مارك ماكلين، مدير مركز لينكولن للمياه وصحة الكواكب في جامعة بيل: "يظهر بحثنا أن تغير المناخ، وليس جنكيز خان، كان السبب النهائي لانهيار حضارات الأنهار المنسية في آسيا الوسطى، وجدنا أن آسيا الوسطى تعافت بسرعة بعد الغزوات في القرنين السابع والثامن الميلاديين بسبب الظروف الرطبة المواتية، لكن الجفاف الذي طال أمده أثناء وبعد الدمار المغولي اللاحق قلل من قدرة السكان المحليين على الصمود ومنع إعادة إنشاء الزراعة القائمة على الري على نطاق واسع".

 

وبدأ حوض بحر ارال في آسيا الوسطى بالانكماش في الستينيات وجف إلى حد كبير بحلول عام 2010، فيما وصفته اليونسكو سابقا بـ "مأساة بيئية"، ولكنها كانت ذات يوم بحيرة شاسعة تقع بين كازاخستان وأوزبكستان، وتغطي مساحة تبلغ نصف مساحة إنجلترا، وكان نهراها الرئيسيان أموداريا وسير داريا، مركزا لحضارات النهر المتقدمة ومحورا رئيسيا لطرق الحرير على مدى أكثر من 2000 عام.

 

وكانت طرق الحرير هي الطرق البرية التاريخية التي استضافت تجارة الحرير المربحة، وربطت شرق آسيا وجنوب شرق آسيا بجنوب آسيا وبلاد فارس وشبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا وجنوب أوروبا، وركزت الدراسة على المواقع الأثرية وقنوات الري في واحة أوترار، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي كانت في السابق مركزا تجاريا على طريق الحرير، يقع في نقطة التقاء نهري سير داريا وآريس في جنوب كازاخستان الحالية.

 

ودرس الباحثون المنطقة لتحديد متى تم التخلي عن قنوات الري والديناميكيات السابقة لنهر آريس، الذي تغذي مياهه القنوات، وأعاد البروفيسور ماكلين وزملاؤه بناء آثار تغير المناخ على الزراعة بمياه الفيضانات في المنطقة منذ حوالي 700 عام، ووجدوا أن التخلي عن أنظمة الري يتطابق مع مرحلة تآكل قاع النهر بين القرنين العاشر والرابع عشر، والتي تزامنت مع فترة جفاف مع انخفاض تدفقات الأنهار، بدلا من أن تتوافق مع الغزو المغولي.

 

ويظهر تحليل أنماط الأنهار التاريخية والمواقع الأثرية أن المنطقة انتعشت سريعا بعد الغزوات في القرنين السابع والثامن، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الظروف الرطبة المواتية، ولكن من المحتمل أن يكون الجفاف الشديد الذي أعقب الدمار المغولي في وقت لاحق، منع إعادة إنشاء الزراعة القائمة على الري على نطاق واسع.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة