وصفه النقاد بـ"فارس القصة القصيرة"، وقال عن نفسه أنه "تشيخوف القصة العربية القصيرة" ورغم قدرته على الإبداع فى أكثر من لون وقالب أدبى، إلا أن كان دائما مخلصا لأثيرته "القصة القصيرة" أنه الأديب الكبير يوسف إدريس، وقدم إدريس خلال حياته الأدبية أكثر من 15 مجموعة قصصية، لعل من أبرزها مجموعة "قاع المدينة" الصادرة عن مركز كتب الشرق الأوسط، فى عام 1964.
ومجموعة " قاع المدينة" تضم 4 قصص هى "هى.. هى لعبة، أبو الهول، الجرح، قاع المدينة" وتتناول الحياة والشخصيات والبيئة المصرية والحس الوطنى فى فترة من فترات تاريخ مصر الهامة، من خلال عدد من القصص القصيرة، وحاول صاحب "أرخص الليالى" أن يحاكى أناساً بسطاء عصفت بهم جبروت أوصياء المجتمع و الحياة ,يوصف الواقع المثقل بالبؤس والشقاء ,حاول جاهداً أن يكون محامى الدفاع عن شريحة كبيرة من المجتمع المصرى تغوص فى الوحل والفقر والرذيلة ,أمسك العدالة متلبسة بالجرم المشهود وهى تشارك فى دفع البعض لممارسة عدة جرائم منها جريمة البغاء.
قاع المدينة
ويصور فيها "إدريس" بكثير من الصدق والأصالة الواقعية، تفاصيل علاقة اجتماعية هى عند الكاتب كما أرى أو كما كان استقبالى الخاص لها، وسيلة، للتعبير ولو على نحو مجازي، عن الصراع الاجتماعى الطبقى فى مصر.
فى "قاع المدينة" يغوص بها يوسف إدريس فى مراتب الهرم الاجتماعى من أعلى قمته حيث منزل القاضى الشاب "الأستاذ عبدالله" إلى أدنى درجات الفقر فى بيت الخادمة "شهرت" حيث تبدأ القصة بفقدان القاضى لساعته والتى ليس لها أى قيمة لكنَّ فكرة اختفاءها أو سرقتها كانت مثيرة للجدل لرجلٍ فى مركزه وبعد تفكير عميق خلُص إلى أنَّ السارقة هى خادمته فداهمها هو وأحد أصدقائه فى بيتها الذى لا يرقى إلى مسمى بيت لتنهار وتعترف بالسرقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة