أجبر وباء كورونا ألمانيا على الإغلاق مرة أخرى، بشكل أكثر صرامة، خاصة بعد أن ارتفع عدد الوفيات اليومى، ليصل إلى 952 حالة وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لتبدأ ألمانيا اليوم الأربعاء تطبيق إغلاق صارم للحياة العامة فى جميع أنحاء البلاد للحد من انتشار الوباء.
واعتبارا من اليوم وحتى 10 يناير المقبل، على الأقل، ستُطبق اللوائح ذات الصلة فى جميع الولايات الألمانية، حيث تنص هذه اللوائح على وجوب إغلاق متاجر البيع بالتجزئة، باستثناء المتاجر المخصصة للاحتياجات اليومية، بالإضافة إلى إغلاق المدارس أو تعليق إلزام الحضور، ولم يعد مسموحا بفتح صالونات تصفيف الشعر وخدمات العناية بالجسم، كما ستظل التجمعات الخاصة مقصورة على أسرتين فقط بحد أقصى خمسة أفراد، ولا يتم احتساب الأطفال دون 14 عاما من بينهم.
وكان الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، قد أعلن فى خطاب متلفز الاثنين الماضى، أن ألمانيا ستطبق بداية من الأربعاء أغلاقا هو الأكثر صرامة فى تاريخ البلاد، مؤكدا خطورة الوضع الوبائي.
وقال شتاينماير فى كلمته: "بدءًا من يوم الأربعاء، ستكون حياتنا العامة والخاصة مقيدة بشدة أكثر من أى وقت مضى فى تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية، فالوضع مريع، وآلاف الوفيات فى أسبوع، وتفشى الوباء، الذى بات يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة، لا يمكننا تجنب الإجراءات الصارمة".
وأوضح الرئيس الألمانى أن الاحتفالات بعيد الميلاد والسنة الجديدة 2021، ستكون مختلفة عما كانت تأمله السلطات، فالأسابيع المقبلة ستكون فترة مرهقة لكثير من الناس
وشدد شتاينماير على أن هذه القيود تهدد الحياة الاقتصادية ، لكن الهدف الرئيسى يجب أن يكون تقليل عدد المصابين فى أسرع وقت ممكن، ثم المحافظة على معدل منخفض لانتقال العدوى.
وسجلت ألمانيا مستوى قياسيا جديدا فى عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد فى غضون 24 ساعة، وارتفع إجمالى الوفيات بالفيروس فى ألمانيا منذ بدء الجائحة إلى 23 ألفا و427 وفاة. وبلغ عدد الإصابات الجديدة التى تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 27 ألفا و728 إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
ويبدو أن ضغوط ألمانيا قد نجحت فى دفع الهيئة الأوروبية للأدوية لتقديم موعد تقريرها بشأن التصريح باستخدام لقاح بيونتيك- فايزر، والبدء بالتطعيم فبل عيد الميلاد، وأبدت ميركل عن ارتياحها لإمكانية بدء التطعيم الأسبوع المقبل.
حيث أعلنت الهيئة الأوروبية للرقابة على الأدوية فى امستردام اليوم الثلاثاء أنها ستطرح تقريرها بشأن التصريح بلقاح كورونا من إنتاج شركتى فايزر الأمريكية وبيونتيك الألمانية، فى ال21 من الشهر الجارى أى قبل ثمانية أيام من الموعد الذى كان مقررا سلفا.
وباتت موافقة الهيئة على اللقاح مؤكدة، وهو ما يمكن معه أن يتم السماح بتداوله قبل عيد الميلاد، وبعد ذلك يجب أن تعطى المفوضية الأوروبية موافقتها رسميا وهو إجراء شكلى ويمكن أن يتم فى غضون يوم واحد ليصبح الطريق بذلك ممهدا أمام إجراء تطعيمات جماعية مضادة لكورونا فى جميع دول الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الهيئة أنه لن يكون هناك أى تنازلات فى معايير السلامة، "وتضمن الموافقة على الطرح فى السوق أن لقاحات كوفيد19- تستوفى نفس المعايير المرتفعة للاتحاد الأوروبى المطبقة على كافة اللقاحات والأدوية".
وفى الوقت الذى صدر تصريح طارئ بتداول اللقاح فى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، فإن الاتحاد الاوروبى لا يزال ينتظر صدور ضوء أخضر من الهيئة الأوروبية للأدوية، وتعكف الهيئة منذ أسابيع على مراجعة البيانات العلمية المقدمة من الشركتين عن التجارب السريرية لهذا اللقاح.
و نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن مصادر مقربة من الحكومة الألمانية قولها إن مكتب المستشارة أنجيلا ميركل ووزارة الصحة الألمانية يضغطان على كل من الهيئة الأوروبية للأدوية والاتحاد الأوروبى لكى تتم الموافقة على استخدام هذا اللقاح بحلول 23 ديسمبر وليس 29 من الشهر ذاته، كما كان مقررا.
وتندرج هذه المعلومات فى سياق تصريح أدلى به يوم الأحد وزير الصحة الألمانى ينس شبان وأبدى فيه امتعاضه من تأخر عملية الترخيص لهذا اللقاح، مؤكدا فى الوقت ذاته أن التجهيزات الضرورية لعملية التطعيم قد أعدت فى بلاده.
وقال شبان إن جميع بيانات بيونتيك متاحة، وقد أصدرت بريطانيا والولايات المتحدة التراخيص بالفعل، ويجب أن تراجع البيانات وأن تصدر الموافقة من جانب الهيئة الأوروبية للأدوية فى أسرع وقت ممكن،وحذر شبان من أن الثقة بقدرة الاتحاد الأوروبى على التحرك هى الآن على المحك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة