وافق مجلس الأمن الدولى مساء أمس الثلاثاء على تعيين البلغارى نيكولاى ملادينوف مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا، والموافقة على تولى تور وينسلاند منصب مبعوث عملية السلام فى الشرق الأوسط.
ويأتى تعيين البلغارى ملادينوف بعد عشرة أشهر من استقالة اللبنانى غسان سلامة من منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، وذلك بسبب ما وصفه بـ"دواع صحيّة "قبل أن يعبّر عن استيائه من عدم التزام العديد من أعضاء الأمم المتحدة، بمن فيهم أعضاء فى مجلس الأمن الدولى، بقرارات كانوا هم أول من وافق عليها".
وينهى التعيين شهورا من المشاحنات بين أعضاء مجلس الأمن الدولى التى أشعلتها جهود أمريكية لتقسيم الدور فى ليبيا ليدير شخص البعثة السياسية للأمم المتحدة ويركز آخر على الوساطة فى الصراع.
ووافق مجلس الأمن الدولى على هذا الاقتراح فى سبتمبر، لكن روسيا والصين امتنعتا عن التصويت.
وشدد أعضاء مجلس الأمن على أهمية وجود آلية موثوقة وفعالة لمراقبة وقف إطلاق النار بقيادة ليبيا، وأعربوا عن تطلعهم إلى تقرير شامل من الأمين العام عن مقترحات المراقبة الفعالة لوقف إطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة، كما كرر المجلس دعوته لسحب جميع المقاتلين والمرتزقة من ليبيا.
ووفقًا لدبلوماسيين، فإنّ تعيين شخصية أوروبية على رأس البعثة الأممية فى ليبيا يعنى أن منصب "منسّق" البعثة سيؤول حتمًا إلى شخصية أفريقية فى ما يشبه جائزة ترضية للقارة السمراء التى لطالما شدّدت على وجوب أن تكون هناك "حلول أفريقية لمشاكل أفريقية" وحاولت عبثًا، انطلاقًا من هذا المبدأ، إسناد وظيفة المبعوث الأممى إلى دبلوماسى أفريقي.
تدرج "ملادينوف" فى المناصب السياسية منذ عام 2007 وحتى 2015، حيث شغل منصب عضوية البرلمان الأوروبى خلال الفترة (2007-2009)، تم تعيينه وزيرًا للدفاع فى بلغاريا فى الفترة من 27 يوليو 2009 حتى 27 يناير 2010، ليشغل بعد ذلك منصب وزير الشؤون الخارجية فى حكومة رئيس الوزراء البلغارى بويكو بوريسوف (2010 – 2013)، وفى 2 أغسطس 2013 تم تعيينه ممثلا للأمم المتحدة فى العراق.
وكان جوتيريش طرح اسم وزير الخارجية الجزائرى الأسبق رمطان لعمامرة لخلافة سلامة، لكنّ واشنطن رفضت هذا الترشيح، ليعود الأمين العام ويطرح اسم مرشّحة أفريقية أخرى هى الوزيرة الغانية السابقة هنا سيروا تيتيه التى لقى ترشيحها نفس الرفض الأمريكى.
ويشغل ملادينوف (48 عامًا) منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط منذ 2015. وخلال مهمته هذه واجه العديد من التحدّيات: فترات من التوتّر بين غزة وإسرائيل وتسارع الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلّة والانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين وتدهور الوضع الإنسانى فى غزة.
وسيخلف ميلادنوف فى منصب "المنسّق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط" تور وينسلاند (68 عاماً) الدبلوماسى النروجى المتخصّص بقضايا الشرق الأوسط والذى شغل مناصب عدّة فى تل أبيب ورام الله والقاهرة.
وأكد مراقبون أن مهمة ملادينوف لن تكون سهلة فى ليبيا بسبب الانقسام الكبير بين الأطراف سواء سياسيا أو عسكريا، موضحين أن ملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب من أبرز التحديات التى ستواجه المبعوث الأممى الجديد لدى ليبيا، فضلا عن انتشار السلاح بشكل كبير داخل المدن والبلدات الليبية، وإيجاد حد للتدخلات العسكرية التركية فى المنطقة الغربية التى تحولت لقواعد عسكرية لأنقرة.
وأوضح المراقبون أن المليشيات المسلحة وهيكلة المؤسسة الأمنية وتوحيد المؤسسة العسكرية من أحد أصعب الملفات التى ستواجه نيكولاى ملادينوف عقب توليه المهمة، بالإضافة لتنفيذ خارطة الطريق التى تم الاتفاق عليه بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فى ليبيا ديسمبر 2021.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة