قالت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريبن بالخارج، إن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، أحسنت إدارة أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، خلال عام 2020، وتجاوزت تحديات العام بل وحولتها إلى نجاحات، مذكرة بأنه وسط تلك المحنة وما نتج عنها من إغلاقات وتعطيل للحياة لم تتوقف البلاد عن الإنتاج ومضت قدمًا بخطى جادة وثابتة في طريقها نحو تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة الشاملة (رؤية مصر 2030) .
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم - في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، حول إنجازات وزارة الهجرة خلال عام 2020 - ضرورة التوقف قبل أن يطوي هذا العام الاستثنائي آخر صفحاته لاستعراض نجاحات الدولة المصرية بكافة مؤسساتها لمجابهة هذا الوباء الذي تسبب في أزمة صحية عالمية غير مسبوقة وكبد بلدان كثيرة خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة.
وأبرزت جهود وزارة الهجرة الحثيثة والمضنية خلال عام 2020، حيث بذلت منذ بداية الجائحة العديد من الجهود والمساعي لحماية مواطنينا بالخارج، واحتواء تداعيات الأزمات الناجمة عن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها كل دول العالم.
عودة العالقين والمتضررين بالخارج بسبب الجائحة
وفي هذا الصدد، استعرضت ما قدمته الوزارة لأبنائنا بالخارج على إثر الأزمة، حيث تم تشكيل غرفة عمليات وإطلاق خط ساخن للتواصل مع المصريين بمختلف دول العالم ممن تواجههم مشاكل لمغادرة البلاد والعودة إلى أعمالهم في ضوء الإجراءات التي اتخذتها عدد من البلدان للحد من انتشار الفيروس، بجانب تخصيص بريد إلكتروني ورقمي تواصل عبر تطبيق (واتس آب) للاستفسارات والشكاوى، وإعداد نموذج تسجيل عبر الإنترنت لتلقي بيانات المواطنين العالقين بسبب الأزمة، ووردت إلى غرفة العمليات الآلاف من الاستفسارات والشكاوى التي تم تحليلها وتصنيفها وفقًا لطبيعتها والدول المعنية بها، وتم التنسيق والتواصل مع مختلف الوزارات وبعثاتنا الدبلوماسية للتعاون في حل تلك المشكلات.
وأضافت أنه بالفعل تم تسيير رحلات استثنائية لإعادة المواطنين العالقين في الكويت والسعودية والأردن والسودان والمغرب وتونس بالإضافة لسياح مصريين عالقين في ماليزيا والمالديف وإندونيسيا عقب تعطيل الطيران خلال تواجدهم بهذه الدول، وكذلك إعادة عدد من الطلاب بأوكرانيا بعد توقف الدراسة بها، وعالقين بتشاد ونيجيريا وكينيا لتواجدهم في رحلات عمالة طارئة؛ كما تواصلت مع سلطات الطيران المدني لإتاحة الفرصة للمصريين بالخارج الراغبين في الرجوع إلى مصر لتغيير موعد العودة ليصبح قبل تنفيذ قرار الدولة المصرية بتعطيل حركة الطيران منها وإليها بدءًا من يوم 19 وحتى يوم 31 مارس 2020، كما ساعدت الوزارة على إعفاء المعتمرين المنتهية تأشيراتهم أو المتأخرين عن العودة إلى وطنهم خلال المدة النظامية لموسم العمرة من الآثار القانونية والالتزامات المالية المترتبة على تأخرهم، وتم أيضًا تنظيم رحلات طيران إلى ولايتي نيويورك وواشنطن وكذلك رحلتين جويتين من لندن إلى القاهرة.
وأشارت إلى إطلاق وزارة الهجرة مبادرة مجتمعية بعنوان "خلينا سند لبعض" بين أرجاء الجاليات المصرية في دول العالم، لمساعدة ودعم المصريين العالقين بالخارج، عقب قرار وقف الطيران الاستثنائي وعودة المصريين بالخارج، وإلى اتصالاتها برموز الجاليات المصرية والجهات المعنية في عدد من الدول لحل المشكلات الإنسانية سواء المتعلقة بحالات مرضية حرجة أو أطفال أو لم شمل الأسرة، مبينة أنه نظرًا لعدم وجود جالية مصرية في كينيا، فإنها تحدثت مع قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي بدوره وجه الأنبا بولس أسقف عام الكرازة بأفريقيا بتوفير الدعم والمساعدات المالية وتلبية احتياجات المصريين العالقين لحين استئناف الرحلات الاستثنائية المخصصة لعودتهم مرة أخرى.
ولفتت وزيرة الهجرة إلى أن مصر لم تكتف بإعادة أبناءها العالقين بسبب حالة الإغلاق التي شهدتها مختلف دول العالم في محاولة لوقف تفشي الوباء، بل أصدرت القيادة السياسية توجيهات باستيعاب العمالة المصرية العائدة من الخارج والمتضررة من تفشي الوباء، والعمل على دمج هذه العمالة بالمشروعات القومية في مختلف المحافظات، ولذلك أطلقت وزارة الهجرة مبادرة "نورت بلدك"، بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، لتكوين قاعدة بيانات دقيقة تتضمن المعلومات الرئيسية عن العائدين من الخارج والمتضررين على إثر الجائحة، والمهن التي يمتهنونها والمهارات المتوفرة لديهم، مما يساهم بشكل مباشر في توفير البرامج التدريبية المتلائمة مع مهارة وكفاءة كل منهم وتعزيز تلك المؤهلات، بما يسهم في خلق فرص عمل مناسبة لهم والاستفادة من خبراتهم في مجموعة من البرامج التي تساعد على التنمية الشاملة، في إطار خطة الدولة للاستثمار في العنصر البشري.
وتابعت أن الوزارة طرحت استمارة إلكترونية بعنوان "نورت بلدك" على الموقع الرسمي للوزارة، وتم توزيعها أيضًا على العائدين من الخارج خلال فترة الحجر بالمدن الجامعية، مما أعطى فرصة كبيرة لعدد أكبر منهم لملئ الاستمارة، كما وقعت بروتوكول تعاون، في إطار المبادرة، مع شركة "فيرنبرو جلوبال" للاستثمار لتوفير فرص عمل وتشغيل للعمالة المصرية العائدة إلى الوطن، بسبب تأثر الدول التي كانوا يعملون بها، ويقضي البروتوكول بتوفير فرص عمل للعائدين من الخارج من أبناء محافظة الغربية محل المشروعات المملوكة للشركة وعلى رأسها المنطقة التجارية واللوجيستية "داون تاون دلتا" والتي تعد أول وأكبر منطقة تجارية ولوجيستية على مستوى محافظات مصر، وفقًا لاحتياجاتها والوظائف الشاغرة لديها.
مؤتمرات "مصر تستطيع"
وفي هذا الإطار، قالت وزير الهجرة إن إشراك المصريين المغتربين بمسيرة التنمية المستدامة التي تخوضها مصر، كانت أيضًا على قائمة أولويات الوزارة خلال 2020، لاسيما من خلال مؤتمرات "مصر تستطيع"، حيث شهد الربع الأخير من العام سلسلة اجتماعات مع ممثلي عدد من الوزارات والجهات المعنية بالصناعة والاستثمار، بمشاركة رجال صناعة من المصريين بالخارج؛ للتحضير إلى النسخة السادسة من مؤتمرات "مصر تستطيع" والتي ستعقد في ربيع 2021 تحت عنوان "مصر تستطيع بالصناعة" في إطار جهود الدولة وتكليف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بربط العقول والطيور المهاجرة بقضايا وهموم وطنهم وللاستفادة من خبراتهم ومقترحاتهم في تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030"، وهو جزء من الأهداف التي حققها المؤتمر في دوراته الخمس الماضية.
واعتبرت الوزيرة نبيلة مكرم أن "مؤتمر مصر تستطيع بالصناعة" المرتقب يعد فرصة واعدة لاستعراض مقومات وقدرات الصناعة المصرية في مختلف القطاعات إلى جانب جذب استثمارات المصريين في الخارج للاستثمار في السوق المصرية.
الهجرة غير الشرعية
وفيما يتعلق بجهود "مكافحة الهجرة غير الشرعية"، أفادت الوزيرة نبيلة مكرم بأنه مند إطلاق السيد الرئيس لمبادرة "مراكب النجاة" خلال منتدى شباب العالم في ديسمبر 2019، وتكليف سيادته لوزارة الهجرة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتفعيل تلك المبادرة، عملت الوزارة طوال عام 2020 على تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة للمبادرة من خلال توعية المجتمع بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والتعريف بسبل الهجرة الآمنة، مع توفير البدائل الإيجابية من تدريب وفرص عمل وريادة الأعمال للشباب بالمحافظات التي تنتشر بها ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والبالغ عددها 14 محافظة وهي: الفيوم - البحيرة - الغربية - المنوفية - القليوبية - الدقهلية - الشرقية - كفر الشيخ - بني سويف - المنيا - أسيوط - الأقصر - قنا وسوهاج؛ وبالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، تم تخصيص 250 مليون جنيه بميزانية الدولة 2021؛ لدعم تنفيذ المبادرة في 70 قرية على مستوى الجمهورية.
وللتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، أردفت الوزيرة أنها قامت خلال هذا العام، بزيارة محافظات الفيوم، والبحيرة، والغربية والتقت خلالها بـ 20 ألف فرد من خلال اللقاءات الجماهيرية المباشرة بسيدات وشباب وطلاب المحافظات، بجانب تنفيذ جولات في عدد من القرى المنتجة بهذه المحافظات لدعم أصحاب الحرف بها، معربة عن اعتزامها استكمال تلك الزيارات الميدانية في الـ 11 محافظة المتبقية من المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية بواقع 5 قرى لكل محافظة، منبهة من أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية مسألة متعلقة بتنمية المحافظات التي توليها القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا.
واستكمالاً لتنفيذ المبادرة والتوعية المجتمعية، أوضحت أنه تم عقد دورات تدريبية وتثقيفية وتوعوية لشباب وطلبة التعليم الفني، وكذلك للرائدات الريفيات والصحيات والاجتماعيات ومكلفات الخدمة العامة ضمن حملات "طرق الأبواب"، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، ونجحت الحملة في الوصول إلى 3 ملايين مواطن في 3 محافظات، وتدريب وتأهيل وتثقيف أكثر من 1000 شاب من الجنسين في 8 مراكز بمحافظة الغربية، بالتنسيق مع برنامج إصلاح التعليم الفني والتدريب المهني (TVET)، وتقديم دورات توعية وتثقيف لعدد 45 من الميسرات في المدارس المجتمعية بمحافظات قنا، والأقصر، وأسيوط، ومرسى مطروح عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وتستهدف 5000 أسرة بهذه المحافظات، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي بمصر ووزارة التربية والتعليم.
وفي إطار "مراكب النجاة"، نوهت بانه تم الإعداد لإطلاق مشروع تأهيل الشباب للعمل بالوظائف الإلكترونية، وتستهدف المرحلة الأولى 1000 شاب يتم تدريبهم عن بعد، للعمل في مجال التسويق والبيع الإلكتروني وخدمة العملاء وريادة الأعمال بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي بمصر والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا؛ كما طرحت الوزارة أيضًا أغنية رسمية للمبادرة بعنوان "يا راسم حلم مش محسوب" بصوت الفنان "محمد فؤاد"، وحققت مشاهدة تجاوزت 20 مليونًا خلال شهر، وكذلك تم تصوير 5 أفلام قصيرة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والتعريف بالجهود التي تبذلها الدولة، بجانب إطلاق صفحات بعنوان "المبادرة الرئاسية .. مراكب النجاة" على مواقع التواصل الاجتماعي ووصلت لما يزيد عن ١٠ ملايين مستخدم ومتابع، مع إعداد مطبوعات عينية دعائية بإجمالي 5000 مطبوعة خاصة بالمبادرة.
وبمشاركة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أشارت الوزيرة إلى افتتاحها للمركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، بتمويل 2 مليون يورو، والذي يعد الأول من نوعه في مصر وجاء ضمن برنامج "التنمية من أجل الهجرة" وهو البرنامج العالمي الذي تشترك فيه مصر وألمانيا فيما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة 2030، ويهدف إلى عرض فرص العمل المتاحة في السوق الألماني، وإدماج العائدين من الخارج في المجتمع المصري اقتصاديًا واجتماعيًا.
كما وقعت وزيرة الهجرة، بروتوكول تعاون مع كل من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لنشر التوعية الدينية بمخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية بالمحافظات الأكثر تصديرًا لها.
وأعادت الوزيرة التذكير: "منذ عام 2016 وحتى اليوم لم تخرج مركب واحدة محملة بمهاجرين غير شرعيين من سواحلنا مما يمثل نجاحًا للدولة ولكل الوزرات والأجهزة التي نسقت وتعاونت في هذا الشأن وعلى رأسها وزارة الدفاع والداخلية والخارجية والتضامن الاجتماعي والأزهر والكنسية ومنظمات المجتمع المدني، وهو ما يثبت للعالم أجمع نجاح استراتيجية مصر في السيطرة على تلك الجريمة التي تعاني منها الكثير من الدول".
واستمرارًا لنجاح المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، وبتكليف من القيادة السياسية، ألقت السفيرة نبيلة مكرم الضوء على تدشين وزارة الهجرة وبرنامج الأغذية العالمي، في ختام عام 2020، منصة التعليم الإلكتروني "بداية ديجيتال"، للتدريب المهني وخدمات التوظيف الالكتروني، بما يتماشى مع خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، ولتوفير الفرص الآمنة للشباب، ومنحهم الأمل وغلق أبواب الهجرة غير الشرعية، وتتولى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تقديم الدورات التدريبية باعتبارها أحد الشركاء الرئيسيين لبرنامج الأغذية العالمي وشريك في هذه المبادرة المشتركة.
ملتقيات الشباب من أبناء الجيلين الثاني والثالث
من جهة أخرى، قالت وزيرة الهجرة إن عام 2020 شهد عددًا من ملتقيات شبابنا بالخارج، حيث انطلق في شهري يناير ومارس الماضيين، الملتقيان التاسع عشر والعشرون لأبناء الجيل الثاني والثالث لوفدين من أستراليا وكندا، وذلك بالتعاون مع وزارات الدفاع والداخلية والشباب والبيئة والسياحة والآثار، وتم تنظيم عدة دورات في الأمن لنشر الوعي الثقافي والقومي بين أبناء الشعب المصري وخاصة المقيمين بالخارج، بجانب زيارات ميدانية إلى كل من بانوراما 6 أكتوبر والكلية الجوية وقيادة قوات الصاعقة، لتعريف الشباب على أحدث أساليب تدريب أفراد الجيش وعلى الدور البطولي الذي تقوم به القوات المسلحة الباسلة بمختلف أسلحتها، فضلاً عن زيارة لهؤلاء الشباب إلى أكاديمية الشرطة للاطلاع على جهود رجال الأمن ودورهم في الحفاظ على الأمن الداخلي للدولة المصرية وحماية المواطنين، بالإضافة إلى زيارة مجمع الأديان بمنطقة مصر القديمة وخان الخليلي، وجولة موسعة بكل من مسجد عمرو بن العاص، ولمجموعة من الكنائس والأديرة أبرزها الكنيسة المعلقة.
كما نظمت الوزارة لهذه الوفود الشبابية زيارة إلى المتحف المصري بميدان التحرير وأهرامات الجيزة، وكذلك إلى الأقصر وأسوان ومحمية وادي الريان بالفيوم، وأيضًا إلى مقر جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر؛ للاطلاع على المنتجات المختلفة والمصنوعة بأيادي شابة مصرية.
وأضافت أن وزارة الهجرة نظمت أيضًا زيارات لوفد شبابي من المصريين بالخارج إلى مشروع طريق ومنتجع الجلالة، لمتابعة المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر، وإلى العاصمة الإدارية الجديدة تضمنت جولة في زيارة الحي الحكومي، ومسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد السيد المسيح، ومنطقة الأبراج والمنطقة السكنية.
ولفتت إلى تقديم الوزارة لعرض خاص للفيلم السينمائي البطولي "الممر" ، للشباب أبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين المقيمين بالخارج، فضلاً عن الاتفاق على ترجمته إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكذلك ترجمة الحلقات الثلاث الأخيرة من المسلسل البطولي "الاختيار" ونشره على منصات الوزارة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك حتى يتمكنوا من معرفة ومتابعة بطولات الجيش المصري وتضحياته، في الوقت الذي تقوم فيه الدولة المصرية بمعركة بطولية كبيرة ضد الإرهاب.
برنامج "شباب مصر الدارسين بالخارج
وفي إطار إنجازات وزارة الهجرة هذا العام، تحدثت السفيرة نبيلة مكرم عن أهمية "مبادرة شباب الدارسين بالخارج" التي أُطلقت في يونيو الماضي لتكون أولى البرامج التي تقدمه الدولة للشباب المصري الدارسين في الخارج، من أجل تعزيز صلتهم بالوطن وللاستفادة من المهارات والعلوم التي اكتسبوها، وفي أواخر أغسطس 2020، بدأت وزارة الهجرة في تنظيم عدة زيارات مهمة ومحورية لوفد شباب الدارسين بالخارج سواء لمؤسسات دينية وحكومية أو مواقع عسكرية أو أماكن سياحية، وبالإضافة إلى ذلك، تم توفير فرص تدريب للطلاب الدارسين بالخارج في عدد من الوزارات وخلال فترة إجازاتهم في مصر، من بينها وزارات الهجرة والتخطيط والبيئة والشباب والرياضة، بهدف التعرف عن قرب على بيئة العمل في مصر وعلى فرص العمل المتاحة بها في كافة المجالات المناسبة لتخصصاتهم.
مشاركة المصريين بالخارج في الاستحقاقات الدستورية
وحول انتخابات مجلسي الشعب والشورى، شددت وزيرة الهجرة على أهمية الاستحقاقات الدستورية التي شهدها عام ٢٠٢٠، والتي شارك فيها أبناء مصر بالخارج عبر آلية البريد السريع في سابقة هي الأولى من نوعها، آخذين في الاعتبار ما يمر به العالم من تداعيات لفيروس "كورونا" والتي قد تعيق ذهاب المواطنين لمقرات الاقتراع في السفارات أو القنصليات، منوهة بأنه كان بإمكان الدولة المصرية إلغاء تلك الاستحقاقات في الخارج نظرًا لظروف تفشي الوباء بمختلف الدول إلا أنها حرصت على أن تستمع إلى أصوات ابناءها بالخارج من خلال استحداث آلية التصويت بالبريد.
وأكدت نبيلة مكرم أن وزارة الهجرة وبالتعاون مع القائمين على العملية الانتخابية وعلى رأسها اللجنة الوطنية للانتخابات، عملت على تيسير الأمور أمام الناخبين المصريين بالخارج وشكلت غرفة عمليات من فريق وزارة الهجرة لتلقي كافة أسئلة واستفسارات الناخبين المصريين بالخارج على مدار أيام التصويت.
مبادرات وخدمات وأنشطة للمصريين بالخارج
واعتبرت أن من أبرز مبادرات عام 2020 هي المبادرة القومية "اتكلم عربي" التي أطلقتها وزارة الهجرة للحفاظ على الهوية المصرية وربط شباب المصريين بالخارج بالوطن، ليجيدوا التحدث باللهجة المصرية، فلا يشعرون بالاغتراب عند التحدث مع أقرانهم أو أقاربهم، وحظيت تلك المبادرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث كلف سيادته وزارة الهجرة بالعمل على البث المباشر للأحداث المصرية المهمة (سياسية، رياضية، ثقافية وفنية..) والمعلومات الصحيحة الخاصة بالشأن المصري، وكذلك التذكير والتعريف بالمناسبات الوطنية والدينية وتوقيتاتها.
وأضافت أنها حرصت على المشاركة في احتفاء منظمة "يونسكو" باليوم العالمي للغة العربية (في 18 ديسمبر من كل عام)؛ لاستعراض محاور مبادرة "اتكلم عربي" ومناقشة التحديات التي تواجه لغتنا والتعريف بمبادرات تعزيز دورها كحاضنة للثقافة وناقلة للمعارف، وكيفية تبسيطها لأجيالنا الصغيرة بالخارج وكذا تعريفهم بالعادات والتقاليد العربية والمصرية لتعزيز انتمائهم لوطنهم الأم وارتباطهم به.
كما شهد عام 2020، إطلاق وزارة الهجرة لتطبيق "كلم مصر" الخاص بالهواتف المحمولة، باللغتين العربية والإنجليزية، موضحة : "ليصبح أداة جديدة ضمن أدوات الوزارة المختلفة في تعزيز التواصل مع أبناء مصر بالخارج باستخدام التقنيات الحديثة"؛ ويحتوي التطبيق على خريطة تفاعلية بأماكن السفارات والقنصليات المصرية، وعلى عدد من النوافذ تساعد المستخدم على التواصل السلس مع الوزارات والهيئات المعنية، كروابط دليل وزارة الصحة ودليل الإسكان للمصريين بالخارج ودليل خدمات قطاع الأحوال المدنية ودليل وزارة الدفاع للتجنيد، وكذلك مجال التعليم العالي، والخدمات المقدمة للطلبة المصريين بالخارج، وشركات إلحاق العمالة المصرية بالخارج، ويمكن لمستخدمي التطبيق التواصل مع وزارة الهجرة وإرسال الشكاوى والاستفسارات عن طريق رسالة نصية أو من خلال قسم "اتصل بنا"، وذلك بجانب مبادرة "إسأل واقترح"، كما يوفر خاصية الدخول على بوابة الشكاوى الحكومية وخريطة الاستثمار الصناعي في مصر، بالإضافة إلى روابط مركز الأزهر العالمي للفتوى، وشهادة "بلادي" الدولارية، وآليات الاستثمار في مصر؛ ويقدم التطبيق أيضًا متابعة كل ما يتعلق بأخبار وأنشطة الوزارة المختلفة، وكذلك تغطية كافة أخبار الدولة المصرية في كل المجالات وأهم الأحداث على مختلف المستويات، فضلاً عن عدة روابط تتعلق بمستجدات انتشار جائحة "كورونا" حول العالم لمواكبة الظرف العالمي الاستثنائي، يمكن للمستخدم تصفح المجلة الشهرية للوزارة "مصر معاك".
وضمن جهود هذا العام، سلطت الوزيرة الضوء على إصدار فيلم وثائقي قصير بعنوان "النيل حياتنا" بعدة لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والصينية والروسية فضلاً عن اللغة الأمهرية التي يتحدث بها الشعب الإثيوبي واللغة السواحيلية لغة عدد كبير من شعوب القارة الأفريقية، وذلك في إطار حرص وزارة الهجرة على دعم قضايا الدولة المصرية والترويج لها خارجيًا وسط أبنائها.
واختتمت السفيرة نبيلة مكرم عرضها لأبرز نشاطات وجهود وزارة الهجرة خلال العام 2020 الحافل بالأحداث بالتأكيد على عودة مصر إلى الريادة في محيطها الإقليمي والدولي خلال السنوات القليلة الماضية، ما انعكس على وضع المواطن المصري بالخارج وجعله يرى أن بلاده كسبت رهان التنمية ومكافحة الإرهاب، مستعيدة الأمن والاستقرار ومحققة قفزة اقتصادية وتقدمًا في مختلف المجالات بما في ذلك تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة الهادفة إلى وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة بالعالم.