تختلف العادات والتقاليد من مكان لآخر مع اختلاف البيئة والطبيعة التى تسيطر على الحياة بجميع أشكالها المختلفة، ويقطن أطراف مصر ابناء القبائل المختلفة سواء فى شمالها أو جنوبها وشرقها وغربها، ومن بين تلك القبائل قبائل البجا التى تسكن الصحراء الشرقية، الجنوب الشرقى من مصر وهم قبائل البشارية والعبابدة قاطنى "حلايب وشلاتين"، تختلف عاداتهم وتقاليدهم فى كل شىء عن مناطق قبلية أخرى فى مصر، ومن بين تلك الاختلافات اختلافهم فى إقامة حفلات الزفاف عندهم.
يقول عبد الرحمن سر الختم، أحد ابناء البشارية بحلايب وشلاتين، أن حفلات الزفاف ثلاث أيام متوالية، اليوم الأول يطلق عليه اسمه سونكاب وهو يوم خاص بالسيدات الفتيات فيما بينهم ولا يتدخل فيه الرجال اطلاقا يقومون بسماع أغانى تراثية ترجع لقبائل البجا والرقص فيما بينهم، ويتم ربط سعف النخل بالصوف الملون كنوع من أنواع الزينة ودليل على أن تلك البيت به زفاف، بينما اليوم الثانى وهو يوم الحنة وهو يوم خاص لأهل العريس والعروسة فقط ومن الممكن أن يحضره البعض من أصدقاء العريس.
وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن فى هذا اليوم يكون هناك سيدة يطلق عليها لقب الحنانة فى ذلك اليوم دورها أن تضع الحنة للعريس على يده وهى تكون من أهله أمه أو أخته أو عمته أو خالته، حيث يجلس بجوارها وتقوم بتحنيته ويضع أصدقاؤه أيضا الحناء، ولابد أن يرتدى العريس الزى الرسمى للقبيلة وهو السروال والسديرى والبوجا.
وأوضح أن هناك شابا يطلق عليه لقب وزير العريس خلال الثلاث أيام الزفاف، يلازم العريس طوال الثلاث أيام ولا يتركه اطلاقا، ويقوم بخدمة العريس ويجهز له كل شىء لا يترك العريس يقوم بأى عمل لأن ذلك فأل شؤم إذا قام العريس بشىء بنفسه، يكون وزير العريس أعزب، ويعتقد أهل الجنوب أن الذى يقوم بدور وزير العريس سيكون عليه الدور فى الزفاف أى أن مرافقه العريس فائل طيب.
تابع : أن اليوم الثالث من الزفاف له عدة أسماء فالاسم فى لغة أهل البجا يسمى "قورماى نقول" وهى تعنى يوم كشف الرأس وهو اليوم الذى يرى فيه العريس زوجته بعد أن يقوم بكشف رأسها وإزاحة الشال الأحمر التى ترتديه، ويسمى أيضا بيوم العقد وهو الذى يكتب فيه عقد الزواج وفى أغلب الأحيان يكون يوم الجمعة، حيث عقب صلاة الجمعة يجتمع المدعوين ويقدم أهل العريس الطعام ومشروب الجبنة ويبدأ حفل الزفاف من العصر حتى الليل.
وأوضح "سر الختم" أن العريس يرتدى أشياء فى الزفاف تميزه عن غيره أولها الطاقية، حيث يعتقد الكثير هناك أن تغطية الرأس تبعد الحسد، وكذلك يرتدى فى يده قطعة قماش صغيرة من الصوف على أصبعه تسمى الخاتم وكانت قديما من الحرير ويرتدى العمد وأصحاب المقام ويعتقدون انها تيسر الرزق فيما بعد للعريس، كما يمسك العريس فى يده الكورباج للتميز ليكون مميزا بين الحضور، ويمسك فى بعض الاحيان السيف كدليل على الفروسية.
من جانبه قال أبو عبيدة الشناوى، إن فى أغلب الأحيان تكون الاحتفالات فى الأفراح لأهالى الجنوب تراثية ويرقصون فى اليوم الثالث يوم العقد رقصات الهوست وتربال وهى رقصات معروفة ومشهورة بين أهل البجا، حيث إن تستمر الحفلات لحظات متأخرة من الليل فى أغلب الأفراح بالمنطقة.
واضاف أبو عبيدة لـ"اليوم السابع"، أن يكون فى الأيام الثلاثة من الزفاف قبل إقامة الحفل الأخير تم تخصيص منزل من القبيلة أو أقرباء العريس أو أصدقاءه للإقامة به هو ووزيره وأصدقاءه ليتم تجهيزه للعرس وارتداء الملابس والتزيين وخلافه، ومن العادات أن يقدم العريس شنطة العروسة بها عطور وهدايا فى أول أيام الزفاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة