أجرى "اليوم السابع" أول حوار مع مايكل حداد سفير النوايا الحسنة، قبل مشاركته في مسيرة بسفح الأهرامات بمصر لمسافة 5 كيلومتر، للدعوة إلى إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في كل الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية دون حواجز.
أكد حداد أن مسيرة مصر هي الأولى له خارج بلده لبنان في إطار مبادرته "خطوات لنتخطى جائحة كوفيد 19"، والتي تهدف إلى زيادة الوعي وتعبئة الموارد للمساعدة في التخفيف من الآثار السلبية للجائحة على الفئات الأكثر ضعفًا والدعوة إلى التعافي الأخضر والشامل للجميع ما بعد الجائحة وينظم المسيرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
وإلى نص الحوار:
من هو مايكل حداد؟ وكيف وصل ليكون سفيرا للنوايا الحسنة للأمم المتحدة الإنمائي ؟
شاب لبنانى تعرض لحادث في سن السادسة، أصابه بالشلل، حيث فقد 75% من وظائفه الحركية. قيل لي إننى لن أمشي مرة أخرى أبدًا ولكننى لم أكن مستعدا لقبول هذا مطلقا.
وقعت مئات المرات وأحاول إيجاد طرق لتحقيق التوازن والوقوف، لأبتكر طريقة حركية خاصة التي قمت بتحسينها لاحقًا باستخدام هيكل خارجي عالي التقنية لتثبيت الصدر والساق.
أدائي في اختيار الحركة ألهم العاملين بالبحث العلمى في الطب والهندسة من قبل جامعتين رائدات في العاصمة اللبنانية بيروت، ووعدت بابتكارات قد تساعد عددًا لا يحصى من الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية مماثلة.
وساعدت التحديات والخطوات التي قمت بها حتى 14 سنة والتي اعتبرها العلماء استخدام لقوة الدماغ لإعطاء طريقة علمية استطعت من خلالها التأقلم على وضع الإعاقة ومؤخرا استطاع العلم أن يقرأ هذه الطرق التي يستخدمها العقل وستساعد هذه التحديات بالتنسيق والمجتمع العلمي لاكتشاف كيفيه أن يتخطى الانسان الإعاقة وكيفيه أن يطور أداءه، ما يعطى مساحة للمجتمع العلمى لدراسة هذا الأداء وتطويره التقنيات لدعم عدد كبير من الأشخاص من ذوي الإعاقة وتطوير الأجهزة التقويمية لتلبى احتياجات ذوى الاحتياجات الخاصة.
هل هناك دعم من جهات علمية لإفادة أكبر عدد من ذوي الإعاقة بتجربتك ؟
أنا أمشي ليتمكن البحث العلمي من تطوير تقنيات تساعد ذوي الإعاقة وهناك شراكة مع أكثر من جامعة وأكاديميات بحثية عالمية لمساعدة مليار رجل وسيدة وطفل من ذوى الإعاقة على مستوى العالم لتطوير تقنيات حديثة لمساعدتهم وتحدى إعاقتهم ومن ثم يتم دمجه في المجتمع ويكون عضوا عاملا ليصبحوا أشخاصا فاعلين في مجتمعاتهم.
أكبر التحديات التي واجهتك؟ وأول مجازفة قمت بها للتغلب على الإعاقة؟
أول تحد واجهته أن أفيق على واقع بأن المشي والاستقلالية شيء مستحيل ولكن بالإيمان والإرادة لا يوجد مستحيل.. الحياة بالنسبة لى كانت حقل تجارب أتعلم فيه، واستطعت بعد هذه التحديات الصغيرة أن أرى أن كل شيء هينا وبدأت مبادرات وتحديات أقوى أولها كانت السير في غابات الأرز بلبنان من مشرق لتنورين بجبال لبنان لمسافة 19 كيلو متر والتي من خلالها واجهت السقوط آلاف المرات وجاءت المرة الثانية بتسلق صخرة الروشة والتحدى الثالث جاء بالسير على الثلج والتسلق لأكبر قمة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهى قمة القرنه السوداء " بلبنان "
تأثير انفجار بيروت الذي هز العاصمة اللبنانية على ذوي الهمم؟
كارثة انفجار بيروت ليس أول معاناة للشعب اللبناني خلال الفترة الماضية فلبنان واجه انهيار اقتصادى وبعده تداعيات الإغلاق مابعد ظهور جائحة كوفيد -19 وجاء بعدهم انفجار بيروت ليدمر ثلثى العاصمة اللبنانية وأثرت كل هذه الصعوبات على كل أطياف الشعب اللبناني والمتواجدين في لبنان من كل دول العالم والتأثير الأكبر كان على ذوى الهمم والذين يشكلون 900 ألف من أبناء لبنان بما يعادل من 12 % إلى 13% من الشعب اللبناني بالإضافى الى عدد كبير من اللاجئين في لبنان من عدد كبير من دول العالم، والأهم الآن بالنسبه لنا هو إعادة إعمار لبنان بشكل صحيح واستقبال كل أخواتنا العرب وكل الناس بدول العالم وهذه هي الرسالة التي تبنتها مسيرة بيروت .
اخيم إشتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكد "علينا أن نعمل من أجل جعل مليار شخص من ذوى الهمم ليكون بناء في المجتمع "
وماذا قدمت مبادرة "نداء بيروت" لذوى الهمم؟
قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتنسيق والاسكوا واليونيسف وعدد من وكالات الأمم المتحدة بإطلاق مبادرة لدعم لبنان ككل وخاصة ذوى الاحتياجات الخاصة، وقدمت 1.5 مليون دولار لمستشفي "كورنيتنا" الحكومية وهي المستشفى التي تدمرت من الانفجار، لتعود للعمل في مساعدة الأشخاص المتضررين من كوفيد-19.
وماهى خطة سفير النوايا الحسنة لدعم لبنان في مواجهة التحديات التي أضافها فيروس كورونا وكذلك انفجار بيروت؟
كسفير للأمم المتحدة الإنمائي نعمل على برنامج واسع النطاق حاملا شخصيتى العربية ليس كلبنانى وسنقوم بمبادرة تنطلق من مصر وستنتقل إلى كل البلدان العربية وهى" خطوات بمناطق أساسية ورمزية في كل دول العالم لتوصيل رسالة توعية عن أهداف أساسية وهي التعافى من كوفيد-19 ودعم الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، واهمية مواجهة التغير المناخى وأهداف التنمية المستدامة .
وماهى أهم المبادرات الخاصة بذوى الهمم ؟
قادرون باختلاف هي المبادرة الأهم لذوى الهمم ومن أهم الأدلة على أهمية مصر وما تقدمه لذوى الهمم من دعم والذى اعتبره قدوة لجميع الدول العربية للسير على خطى القيادة المصرية وأهمية تسليط الضوء على أهمية دمج ذوى الهمم بالمجتمع
وعلى كل دول العالم والجهات المهتمة أن تضع يدها مع القيادة المصرية وتقدم الدعم الكامل للدولة التي تنطلق منها المبادرة المهمة لدمج ذوى الإعاقة والتي تهدف لتطوير التقنيات التي تساعد ذوى الإعاقة على الاندماج في مجتمعاتهم لتنطلق منها إلى كل العالم العربي ومصر كان لها دور قيادى في هذه المبادرة التي لن تكون انطلاقه لذوى الهمم في مصر فقط ولكن لجميع ذوى الهمم في العالم العربي.
وما هي رسالتك لكل الجهات المعنية بذوي الهمم؟
على كل الدول الاهتمام بتطوير التقنيات التي تساعد ذوى الهمم على الاندماج في المجتمع والتي تحقق حلم الملايين منهم بالسياحة في العالم ومنهم من يتمنى رؤية الأهرامات وأبو الهول وزيارة الأقصر فهذة التقنيات ستساعد ذوى الهمم على أن يتمكنوا من رؤية العالم ومنها الأماكن السياحة الجذابة في مصر التي تنطلق منها فكرة دمج ذوى الهمم ومساعدتهم من خلال التقنيات الحديثة وأن مصر تتقبل كل ذوي الهمم وتعمهم وتساعدهم والذى يصل عددهم لمليار في كل دول العالم
هدف المسيرة ولماذا تم اختيار مصر؟ وما هي الرسالة التي تريد تقديمها بهذه المسيرة؟
تهدف مسيرة مصر إلى إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة الى تسليط الضوء على أهمية التقنيات المساعدة في توسيع آفاق الاستقلالية والمشاركة العامة لذوي الإعاقة من خلال السير لمجموعة من الرياضيين والرياضيات المصريين من ذوى الإعاقة وقادرون باختلاف السير لمسافه 5 كيلو متر بسفح الهرم
وأود أقدم التحية للشعب المصري والدولة المصرية والقيادة الحكيمة فى مصر التي تسلط الضوء والاهتمام على الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وتؤكد كل يوم بخطوات حقيقية دمج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المصري"
وأكد حداد في تصريحاته أوجه شكر خاص للقيادة الحكيمة والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الذى قام بإطلاق مبادرة قادرون باختلاف وأكثر من ذلك بإطلاق 2018 عام لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًا إلى مدى أهمية مصر في المنطقة العربية وفى العالم قائلا: مصر من اهم البلدان العربية ونعتبرها قدوة للبلدان العربية "
انطلاق مسيرة غدًا لذوى الإعاقات تعطى رسالة أمل كبيرة للشعب العربي وهى الرسالة الأهم وسعيد بكونى موجود ومشارك في هذه المسيرة بقوة وأن أكون جزءا من هذه الرسالة والتي يتم إطلاقها من قلب مصر ومن قلب العالم العربي للعالم كله والمسيرة تنطلق من مصر لتؤكد كقدوة للوطن العربي والعالم على اهتمام الوطن والمواطن العربي بكل أهداف التنمية المستدامة وبناء الإنسانية ورؤية 2030 كخطة أساسية سنصل لها كعرب مع كل العالم "
ماهى رسالتك من خلال مسيرة الأهرامات؟
أود أن أكد بمسيرة غدًا أن مصر اتخذت قرارها بدمج ذوى الهمم ودعمهم ومدى اهتمامها بتطوير التقنيات واستخدام التكنولوجيا لدمج ذوى الهمم وتسهيل كونهم جزءا بناء في المجتمع داعيًا جميع ذوى الهمم في العالم لزيارة مصر والتعرف على تاريخ وحضارة الدولة المهتمة بدمج ذوي الهمم والاهتمام بتقنيات تساعدهم على مواجه الإعاقة.
ماهو دورك كسفير للنوايا الحسنة لدعم وتسريع إجراءات التصدي للآثار السلبية لكوفيد-19 في المنطقة العربية وحول العالم؟
هناك العديد من حملات التوعية التي يدعمها برنامج الأمم المتحدة الانمائى ونعمل على إطلاق العديد من المبادرات التي تساعد على مواجهة جائحة كوفيد -19 وخاصة التي تساعد ذوى الهمم وأن الأمم المتحدة الإنمائي يقود حملة واسعة النطاق لمرحلة التعافى المجتمعى بالتنسيق وجميع الوكالات الأممية وإيجاد برامج معينة لدمج ذوى الهمم
التغير المناخى قضية تواجه العالم ماهى المبادرات التي قادها مايكل حداد للتوعية بمخاطر التغير المناخى ؟
التغير المناخى من أهم الصعوبات والتحديات التي واجه العالم وهى أهم الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة في أهداف التنمية المستدامه وإذا ماتحركنا عاجلا سندفع ثمن كبير اذا لم يكن نحن فسيكون أبناؤنا لأن الحياة كلها تتأثر ومع خطواتى ومواجهة التحديات عرفت أن الإعاقة الحقيقة بالأرض وعلينا أن نكسر الحواجز الموجود بالمجتمع للحفاظ على الإنسانية لحماية الأرض وهو ما أكدته جائحة " كوفيد-19 " والتي أكدت أن البشر والإنسانية كلها واحد وليس بينهم حدود أو حواجز وهو المبدأ الذى أكد عليها الأمين العام للأمم المتحدة بأن جائحة كوفيد -19 تهدد البشرية بأكملها، وفى حالة وصولنا بالتغير المناخى الى نقطة اللا عودة سندفع الثمن غاليًا، وأن الأشخاص ذوي الإعاقة هم الأكثر تأثرًا بالتغير المناخى غهم الأكثر تأثرًا بكوفيد –19 ليس صحيا فقط ولكن اقتصاديا أيضًا
هل هناك خطط لمبادرات مستقبلية لدعم قضية التغير المناخى؟
هناك "مسيرة في القطب الشمالي من أجل العمل المناخ PoWCA مما يمثل تحديًا للمساعي الرياضية للمشي لمسافة 100 كيلومتر عبر القطب الشمالي.
الغرض من هذه المسيرة القطبية هو لفت الانتباه إلى واحدة من أخطر عواقب تغير المناخ - الذوبان السريع للغطاء الجليدي القطبي والدعوة إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الحالة الطارئة العالمية، ولتنظيم هذا التحدي الصعب أعمل على تعزيز قدرتى على المشي والتدريب البدني والعقلي الشاق لأداء "مسيرة القطب الشمالي من أجل العمل المناخ" والتى كان الموعد المحدد لهذه في يونيو 2020 إلى أنه في ظل وجود جائحة كوفيد-19، الذي اجتاح العالم اضطررنا إلى تأجيلها إلى عام 2021.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة