حالة من القلق تنتاب دوائر السلطة داخل باريس، بعد إعلان إصابة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بفيروس كورونا، خاصة وأن الرئيس قد خالط خلال الأيام القليلة الماضية الحكومة الفرنسية بأكملها، بخلاف رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) وعدد من الأعضاء، ما يضع النخبة الحاكمة في دائرة الاشتباه.
وأثبتت الفحوصات عدم إصابة رئيس الوزراء الفرنسى جون كاستيكس، بفيروس كورونا، على الرغم من أنه كان أحد حالات المخالطة الأيام الماضية.
ومن ناحيته، أعلن مكتب السيدة الأولى الفرنسية، أن بريجيت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسي، في الحجر الصحي لكن دون ظهور أي أعراض لفيروس كورونا، لتدخل بذلك الحجر للمرة الثانية بعد اشتباه سابق في إصابتها يعود إلى شهر أكتوبر الماضي.
وقال مسؤول بالإليزيه لوسائل إعلام فرنسية، إن إيمانويل ماكرون لغى كل رحلاته للخارج بما فى ذلك زيارته المقررة للبنان، وأضافت الرئاسة الفرنسية، أن ماكرون لا يزال يدير البلاد، وكل اجتماعاته ستعقد عبر الفيديو.
ووفقاً لصحيفة لو فيجارو الفرنسية، فقد تناول رئيس الدولة الغداء مع رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء الكتل البرلمانية فى قصر بوربون يوم الثلاثاء الماضى، ولم يتم وضع الوزراء الحاضرين في العزل وهو ما ينذر بإصابات أكثر.
وتساءلت لو فيجارو، هل ستضطر الجمهورية بأكملها إلى عزل نفسها؟ فبعد دقائق فقط من الإعلان الصادر عن قصر الإليزيه، والذي أشار إلى إصابة إيمانويل ماكرون بفيروس كورونا ، أعلن رئيس الوزراء جان كاستكس أنه كان أيضًا " يضع نفسه في العزل"، حيث كان الرجلان يتناولا العشاء معا مساء الثلاثاء.
وقال الإليزيه في بيان له، أنه يتعين على إيمانويل ماكرون الآن عزل نفسه لمدة سبعة أيام، كما يتم وضع الخطوط العريضة لخطته من أجل العمل عن بعد.
وتأتي المعلومات مباشرة من قصر الإليزيه، ان نتيجة اختبار إيمانويل ماكرون إيجابية لفيروس كوفيد -19، وأن زوجته السيدة الأولى هى أكثر الأشخاص على اتصال به، وأنه لم تثبت إصابتهما من قبل.
وقال البيان "وفقا للتعليمات الصحية التي تم تطبيقها على كل شيء، بما فيهم رئيس الجمهورية سيتم عزل نفسه لمدة سبعة أيام، وسوف نستمر في العمل وضمان نشاطاته عن بعد".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد الوفد المرافق له لـ Le Figaro أن الرئيس قد خضع للاختبار عدة مرات منذ بداية الوباء، وأنه لم يتم تشخيص إصابته بعد.
وعلى الرغم من أنه من المفترض أن يحترم رئيس الدولة إيماءات الحاجز فى جميع الظروف، فإن جميع الأشخاص الذين تحدث معهم جسديًا في الأيام الأخيرة يعتبرون الآن "حالات اتصال" محتملة.
وتناول المسئولين في الجمعية الوطنية الغداء في الإليزيه يوم الثلاثاء الماضى، وهذا هو الحال بشكل خاص مع ريتشارد فيران، رئيس الجمعية الوطنية، بالإضافة إلى 9 رؤساء الكتل البرلمانية في قصر بوربون، الذين تم استقبالهم جميعًا لتناول طعام الغداء في الإليزيه ظهر الثلاثاء.
ومن جهة أخرى، قالت الصحيفة، لا يعتبر الوزراء "حالات اتصال" بالرغم من حضورهم المجلس يوم الأربعاء، ومن بينهم كريستوف كاستانير ، باتريك مينيولا، أوليفييه بيشت ، داميان أباد ، فاليري رابو ، جان لوك ميلينشون ، جان كريستوف لاجارد ، أندريه تشاسيني ، وبرتراند بانشر.
وبحسب CNews ، تلقى جميع أعضاء الحكومة الذين شاركوا فى مجلس الوزراء ومجلس الدفاع يوم الأربعاء رسالة من الإليزيه تفيد بأنهم " ليسوا" حالات اتصال بسبب المسافة والأقنعة وإيماءات الحاجز التي قد طبقت.
وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية أمس الأربعاء، 17615 إصابة جديدة مؤكدة بكوفيد-19 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فى ارتفاع حاد عن 11532 حالة الثلاثاء و14595 قبل أسبوع.
وهذا أعلى رقم يومى للإصابات منذ 21 نوفمبر، ويأتى بعد يوم واحد فقط من فرض السلطات حظر تجول محل حجر عام شامل خففت إجراءاته الصارمة فى مطلع ديسمبر.
وسجلت الوزارة كذلك 289 وفاة جديدة بفيروس كورونا في المستشفيات في الساعات الأربع والعشرين الماضية، انخفاضا من 307 الثلاثاء، والعدد الإجمالى لإصابات كورونا في فرنسا 2.41 مليون حالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة