"الشغل مش عيب.. المهم الواحد ياكل لقمته بعرق جبينه" هذه الكلمات يمكن لها أن تختصر قصة سامح يوسف، أحد الشباب بمدينة دمنهور بالبحيرة، والذى لم يستسلم للظروف المادية، وشبح البطالة، وتفتق ذهنه عن فكرة تبدو غريبة عن المجتمع البحراوى، حيث قام بتحويل سيارته الخاصة إلى "كافية" متنقل لتقديم المشروبات الساخنة والحلويات.
فعندما تطأ قدميك ميدان الاستاد بوسط مدينة دمنهور، لابد أن يلفت نظرك تلك السيارة الملاكى التى تفوح منها أبخرة القهوة "الاكسبرسو" النفاذة التى تعبئ المكان بأكمله لترتفع درجة فضولك للتعرف على هذه التجربة الإبداعية بامتياز.
ويروى سامح يوسف قصته من البداية، ويقول: "أنا زى كتير من الشباب حاولت الحصول على فرصة عمل، ولم أوفق، خاصة مع الظروف الاقتصادية التى سببتها أزمة كورونا.. فحاولت أن اجتهد وأبحث عن حلول غير تقليدية لتوفير مصدر رزق لأسرتى".
وأضاف: "فكرت أن أحول شنطة سيارتى إلى مشروع كافية متنقل خاصة مع وجود خبرة بسيطة فى هذا المجال، لأنى كنت أعمل فى كافيه بالإسكندرية، وتم الاستغناء عنى من أجل توفير العمالة".
وأوضح سامح فوزى، أنه لم يستسلم للظروف الاقتصادية التى مرت به خلال الفترة الماضية، وقال: "مينفعش أقعد عاطل فى البيت ..مين اللى هيصرف على أسرتى وعلى ابنتى الصغيرة اللى عمرها 3 سنوات، فكان لابد أن أتصرف بأى بطريقه لتأمين التزاماتى المعيشية.. واتكلت على الله واشتريت ماكينة قهوة إيطالى وسخان كهربائي وحوض صرف، بالإضافة إلى مستلزمات المشروبات وبدأت أعمل فى مشروعى".
وعن مدى إقبال المواطنين على مشروعه الصغير، أكد فوزى :"الحمد لله بدأ الإقبال يزيد، والناس تأتى خصيصا كى تشرب القهوة الاكسبرسو من يدى، خاصة مع تطبيق كافة الإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا".
وعن العقبات التى تواجهه خلال إتمام مشروعه، أكد سامح فوزى أن أهم العقبات التى تواجهه ارتفاع أسعار الكهرباء التى يحصل عليها بنظام الممارسة، وكذلك عدم تقنين أوضاعه، ذلك الأمر الذى يمكن أن يقضى على أحلامه وينهى مشروعه للأبد".
وطالب صاحب المقهى المتنقل من المسئولين النظر إليه بعين الرحمة وتقنين أوضاعه بأى صورة ممكنة، ومساعدته فى الوقوف بسيارته بمحافظة الإسكندرية، نظرا لإقامته بها مؤخرا، وذلك حرصا على مستقبل أسرته وأولاده .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة