قال الدكتور يسرى الهوارى، زوج الدكتورة حامدة حسين السيد، أستاذ جراحة العظام بطب قصر العينى، خلال حفل توقيع كتاب "عاشق الروح" لوالدها الشاعر الغنائى الراحل حسين السيد، عشت يوم وفاة الشاعر حسين السيد عندما ذهبنا إليه في مكتبه لأخذه، وطرقنا الباب ولم يرد علينا أكثر من مرة ولم يرد، حيث ظننا أنه غير موجود، ولكن كان لديه بغبغاء يتحدث بصوته، وعندما سمعنا صوته عرفنا أن الفنان حسين السيد موجود لأن البغبغاء لا يحدث نفسه.
د حامدة حسين السيد خلال حفل توقيع كتاب والدها
وقال: وقتها قمنا بكسر الباب ووجدناه متوفى إثر جلطة اصابته بالمخ، مضيفًا: القاعدة معاه كانت ممتعة، كان غيرنا خالص كان قماشة تانية، وعندما توفى قلت لهم أنتم تمتعتم به، ولكنى "ملحقتش استمتع به".
دحامدة حسين السيد وزوجها الدكتور يسرى الهوارى
من جانبه قال الإعلامى محمود سعد، إن حسين السيد استطاع أن يتواجد في وجداننا جميعًا، ولا أحد لا يحفظ أغانيه، وقد شرفت أن أتعرف عليه وكان إنسانا بدرجة كبيرة، عرفته عندما كنت صحفى في صباح الخير، واستطعت أن أتعلم منه، وكنت إذهب إلى مكتبه في شارع صبرى أبو علم، وكنت صاحبه وأذهب إليه في أى وقت، وكان ساكن في العجوزة وكنت آخذه في سيارتى من صبرى أبو علم إلى بيته لأكثر من مرة، وكان يحكى ذكريات كثيرة عن تاريخه وكان إنسان في منتهى الدقة والبراعة، حسين السيد في صوره الشعرية في منتهى الجمال، وكان معاه معلم اسمه عبد الوهاب، موضحًا أنه كان يهتم بكل تفصيله، لذلك لم يكن يعمل مع أم كلثوم، لأنها كانت تهتم هي أيضًا بكل التفاصيل، وهذا ما جعل أغانيه ما زالت باقية وعايشة، مضيفا أن حسين السيد كان يقدر يسمع جمل موسيقية ثم يبنى عليها الحدوثة والأغاني الدرامية.
احتفال بتوقيع كتاب حسين السيد
من جانبه قال الدكتور حاكم حسين السيد ضحكته كانت تتمتع ببراءة أكثر من براءة ضحكة الأطفال، مضيفًا: بابا عمره ما جاب فنانين في المنزل، وكانت جميع أعماله تتم في المنزل، وكانت يتحرك في وسط البلد، وكان له عالم خاص به.
د حامدة حسين السيد والاعلامى محمود سعد والشاعر جمال بخيت
وقال: كان هناك أشعار يكتبها لنفسه مثل "الحبيب المظلوم" أنا من ظلم الحب كرهته، بس النار بتجدد شوقى، زى الدم أنا بكره سيرته بس بيجرى جوه عروقى، وهناك قصيدة أخرى كتبها عندما تصالح مع حبيبته وعايز يتغزل فيها قال: حبك في عينيه بريء يتوه النور في لمعانه، حبك في القلب حريق وريحه المسك دخانه، حبك قدامى طريق وأهل الجنة سكانه.
ابناء الشاعر حسين السيد
وأشار إلى أن هناك قصيدة كتبها عندما كان يناجى ربه، ولم يكن يعلم أن أحد يسمعه، كتبها "بينه وبين نفسه"، قال: الله يا أعدل من حكم أنا عبد ظالم وانظلم، خلقت لنفسي ذنوب ونسيت إنك خلقتنى من عدم، والرحمة من حق الذنوب لو صادف الذنب الندم، قصدت باب رحمتك ووقفت بين جبلين، جبل الذنوب والندم وركعت بين الاثنين، كل شيء ساعتها في الدنيا اتنسى كنت وحدى جى من دنيا الضياع جيت بشىء سباح على موجة أسى مركبى تاهت، وضاع منها الشراع، حسيت بعين الرضا شايفه وسمعانى، نديت عليك يا مالك روحى ولسانى، الله يا معبود، الله يا موجود، يا واجد الوجود، أقسم بك وعليك، أقسم بين يديك جئت أتوب إليك.
اسرة حسين السيد
وقال الشاعر جمال بخيت، إن الشاعر حسين السيد يعتبر علامة بارزة، ومهمة فى تاريخ الإبداع المصري، لأن تأثير الأغنية أكثر تأثيرًا من جميع الفنون الأخرى لأنها تصل إلى أعمق نقطة في عقل ووجدان الانسان لأنه يحفظها ويرددها ويستدعيها وتواكبه في جميع مراحل حياته فأي حضارة أو قيمة أو معنى نبيل ممكن نتبناه دون وجود دور للغناء فإننا نفتقد كثيرًا جدًا.
وأضاف، حسين السيد شارك مع جيل من الرواد و العمالقة أمثال: أحمد رامى، ويونس القاضي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم تلقى منهم وأضاف للأجيال التالية مثل عبد الوهاب محمد، والأبنودي وسيد حجاب، وعبد الرحيم منصور، وصلاح جاهين، وغيرهم وأدى الدور بأعظم ما يكون.
خلال توقيع كتاب عاشق الروح
وأوضح أنه كتب في كل المجالات مثلا الأغنية العاطفية، مثل أهواك، ومئات الأغاني العاطفية التي لا تعد، ولا تحصى، وكتب أغاني وطنية مثل ناصر، يا حرية، والأغنية الشعبية مثل حارة السقايين كما كتب للطفل مثل ماما زمانها جاية، وللأسرة مثل: ست الحبايب، والأغانى الدرامية مثل: ساكن قصادي وبحبه، والكوميدية مثل: تجربته الرائعة مع فوازير ثلاثي أضواء المسرح لمدة 9 سنوات، وترك إنجاز حوالي 70% من أعمال محمد عبد الوهاب من مؤلفاته، ومستندة على وجدان وجماليات حسين السيد.
الدكتورة حامدة حسين السيد
وقال: أنا سعيد اليوم بأسرة حسين السيد، وأولاده وما فعلته الدكتورة حامدة بالإنجاز العظيم لنشر الجزء الأول من مختارات من أعمال حسين السيد، و في انتظار الجزء الثاني وأتمنى من كل شاعر أن يحاول جمع أعماله في حياته، وعلى كل أسرة لها شاعر رحل، أن يقوموا بتجميع أعماله ونشرها حتى تتعلم منها الأجيال الجديدة، وحتى لا يضيع تراثنا الغنائى والفني وهذا بالنسبة لي يوم سعيد بجد أني أحضر هذه الاحتفالية بكتاب "عاشق الروح" والذى يضم أعمال "حسين السيد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة