يرحل الإنسان ويترك كل ما كان عزيزًا لديه أو مرتبطًا به فى الدنيا، يترك أحبابه وأصدقاءه وأبنائه وأقاربه، وأشياءه الغالية التى ربما لم يفارقها طوال حياته.
ومن أكثر الأشياء التى يرتبط بها البشر فى العصر الحالى الهواتف المحمولة التى أصبحت لا تفارق أيادى البشر ولم يقتصر استخدامها على تبادل المكالمات فقط بل أصبحت تقوم بوظائف ومهام الكاميرا وجهاز التسجيل والكاسيت والفيديو والترجمة والكتاب والبحث عن المعلومة والخبر، فأصبحت لا تفارق يد الإنسان طوال أوقاته.
ومع رحيل الإنسان ربما قد لا يصدق أحبابه والمقربون منه أنه لم يعد هناك وسيلة للتواصل معه مرة أخرى، ولن يتحدثون معه أو يروه ويسمعون صوته، ربما يعاود البعض الاتصال به متمنيًا أن يرد، أو حتى لمجرد أن يستمع إلى نغمة ورنين هاتفه، وربما تغلق هذه التليفونات ووتفقد الحياة بعد رحيل أصحابها، أو يحصل على أرقامها آخرون لا علاقة لهم بصاحبها الأصلى، وأحيانًا يحتفظ الأبناء وأقرب الأحباب بهذا الهاتف ولا يفرطون فيه ويعتبرونه شيئًا من أثر أحبابهم الراحلين، وحين تطلب الهاتف تجده ما زال ينبض بينما رحل صاحبه عن الحياة.
ومع رحيل عدد كبير من كبار النجوم هذا العام نتساءل هل ما زالت هواتفهم تعمل، وهل يحتفظ بها عدد من المقربين منهم لتنبض بالحياة بعد رحيل أصحابها، أم أنها أغلقت أو ذهبت أرقامها لغيرهم؟
قادنا الحنين إلى نجوم كنا نتواصل معهم دائمًا وكانت تأتينا أصواتهم تحمل البهجة وفيض الذكريات الجميلة، فاتصلنا بأرقام هواتفهم بعدما رحلوا عن عالمنا، وكان من بينهم هؤلاء النجوم الفنان الكبير حسن حسنى الذى رحل عن عالمنا بعد عطاء فنى كبير فى 30 مايو الماضى، فرد على الهاتف ابنه هشام الذى حرص على أن يحتفظ بهاتف والده وأن يرد عليه دومًا حتى وإن ندر أن يتصل به أحد.
أما تليفون الفنانة والمنتجة الكبيرة ماجدة الصباحى التى رحلت عن عالمنا فى بداية عام 20 20 وتحديدًا فى 16 يناير الماضى فحرصت ابنتها غادة نافع على الاحتفاظ بهاتف والدتها وشحنه دائمًا، على الرغم من أنها تبكى إذا رن صدفة أو مرات قليلة، ورغم ذلك تصر أن يبقى نابضًا وعن ذلك قالت لـ"اليوم السابع"، باكية: طبعًا لازم تليفون ماما وبيتها يفضلوا مفتوحين حتى لو هى مش هترد ولا تستقبل ضيوفها أو من يتصلون بنفسها".
وكما كانت الفنانة عزيزة كساب ترد دائمًا على تليفون زوجها الفنان الراحل المنتصر بالله طوال فترة مرضه الطويل، لتطمئن من يسألون عنه، ما زالت تحتفظ بهاتفه وتشحنه دائمًا وتحتفظ بنفس النغمة التى وضعها الفنان الراحل بصوت البابا شنودة وهو يلقى الشعر لترد على من يتصلون على الرقم بعد رحيله فى 26 سبتبر الماضى.
أما الفنانة الكبيرة شويكار والتى اعتادت دائمًا أن ترد بنفسها على هاتف منزلها لتتواصل مع من يتصلون بها، كما تبادر بالتواصل من خلاله مع كل أصدقائها فى الوسط الفنى حتى بعد أن ابتعدت عن الأضواء قبل رحيلها بسنوات، حيث لم تكن تستخدم الهاتف المحمول، وعندما تتصل برقمها الأن تسمع صوت "الأنسر ماشين" الذى كانت تستخدمه حين تكون مشغولة أو نائمة بأنها "غير متاحة الأن".
وأصبح تليفون الفنانة الكبيرة نادية لطفى والذى كانت ترد دائمًا عليه حتى وهى فى المستشفى وفى أشد لحظات المرض لتطمئن محبيها "غير موجود بالخدمة" بعد رحيلها فى 4 فبراير الماضى، وهو نفس حال تليفون الفنانة الكبيرة رجاء الجداوى التى رحلت عن عالمنا فى 5 يوليو الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة