أكرم القصاص - علا الشافعي

مأساة أسرة سويدية توفى 3 من أبنائها × 3 سنوات بسبب مرض غامض أصابهم بالخرف.. الأم: قضينا أياما فى كابوس دائم.. الأب: سافرنا لدول كثيرة ولم يستطع أحد شرح ما يحدث لأطفالنا.. والدولة تكرمهما بجائزة أبطال 2020.. صور

السبت، 19 ديسمبر 2020 08:00 م
مأساة أسرة سويدية توفى 3 من أبنائها × 3 سنوات بسبب مرض غامض أصابهم بالخرف.. الأم: قضينا أياما فى كابوس دائم.. الأب: سافرنا لدول كثيرة ولم يستطع أحد شرح ما يحدث لأطفالنا.. والدولة تكرمهما بجائزة أبطال 2020.. صور الأطفال ضحية المرض الغامض
كتب محمد تهامى زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أوضاع مأساوية تعرض لها "ميك سيدروث" وزوجته هيلين وميك سيدروث، اللذان فقدا ثلاثة من أولادهما على مدار 3 أعوام، بسبب مرض غامض ومجهول أصابهم، حيث توفى أولادهما الأطفال "فيله" و"إيما" و"هوجو" دون أن يعرف الأطباء السبب، ما جعل السلطات فى السويد تكرمهما بحصولهما على جائزة أبطال الرعاية فى السويد للعام 2020 خلال حفل الأبطال السويديين فى 17 ديسمبر الحالى، تقديراً لكفاحهما من أجل أطفالهما وأطفال العالم.

الأطفال الثلاثة
الأطفال الثلاثة

ووفقا لموقع صحيفة أفتونبلادت السويدية، قال الأب: "سافرنا إلى الخارج لرؤية متخصصين لكن لم يستطع أحد شرح ما يحصل لأطفالنا"، حيث كان الطفل "فيله" مثل أى طفل آخر، حتى سن الثالثة عشرة من عمره، حين أصيب فجأة بأعراض الخرف التى تصيب المسنين، فلم يعد يتعرف على جدته رغم أنه يلتقى بها بشكل دائم، كما وجد صعوبة فى التحكم بجسده

3e979e6a-9540-4840-9f35-dd232117f66b
 
 
بينما قالت الأم هيلين: "ذهبنا إلى أطباء مختلفين هنا فى السويد، لكن لم يستطع أحد تشخيص أسباب ظهور هذه الأعراض التى تصيب عادة كبار السن فقط"، وأخبرنا الأطباء أنه لا داعى للقلق من أن ما يكون ما يصيب فيله مرضًا وراثيًا، غير أنهم قالوا إن المرض ربما يكون قاتلاً، ولم يتأثر الشقيقان هوجو وإيما الأصغر سنًا بالمرض فى ذلك الوقت.
 

وتضيف الأم هيلين: "أسوأ شيء فى عدم معرفة التشخيص، هو أننا لم نكن نعرف كيف يمكننا مساعدة فيله"، مشيرة إلى أنهم قضوا أياماً وليال فى كابوس دائم، محاولة العثور على معلومات حول الأمراض النادرة والبحث عن عيادات فى الخارج يمكن أن تساعدهم.

09276760-23e9-4c39-a719-68ef5a754392

 

بدوره، أضاف الأب "ميك": "قررنا فى وقت مبكر عدم التخلى عن البحث عن التشخيص والعلاج، ذهبنا مع الأطفال إلى متخصصين فى بريطانيا والولايات المتحدة والنمسا، وأجروا فحوصات مكثفة لكنهم لم يعثروا على شيء، وفى الوقت نفسه ساءت حالة فيله كثيراً"، وبحسب موقع Alkompis، اعتقد الوالدان بأن ابنهما تعرض لعدوى واشتريا منزلاً أكبر، يمكن أن يتكيف مع احتياجات الطفل، لكن حين أصبح عمره 16 عاماً، لم يعد جسده يتحمل، فانتهى الكابوس الدائم نهاية مأسوية بوفاة الطفل عام 1999.

1
 
 
1

 

وقالت الأم "هيلين": "أدركنا حينها أن هناك كثيراً من الأطفال الذين كانوا مرضى ولم يتم تشخيص مرضهم، وأردنا مساعدة الآباء والأطفال الآخرين على تجنب المرور بما مررنا به"، مضيفة: "بعد أسبوع أُجبروا على معايشة الكابوس نفسه مرة أخرى، حيث أصيبت الطفلة إيما فجأة بمرض خطير وانتهى بها الأمر فى غيبوبة دون أن يتمكن الأطباء من معرفة السبب، وفى العام التالى، دُفنت إيما البالغة من العمر ست سنوات بجوار شقيقها الأكبر فيله، وبعد عامين، توفى هوجو عن عمر عشر سنوات، فيما يعتقد الأطباء اليوم أنه أصيب بمرض الدماغ نفسه الذى قضى على شقيقيه".

مؤتمر للأطباء ووجود والدة الأطفال
مؤتمر للأطباء ووجود والدة الأطفال

 

وأضافت الأم: "كان أمرًا مروعًا جدًا أن نرى الأطفال يزدادون سوءاً ولا نستطيع فعل شيء لمساعدتهم، لا أستطيع أن أتخيل كيف تمكنا من الاستمرار بعد وفاة الأطفال"، وأشار الموقع السويدى، إلى أنه يبدو أن ما ساعد الوالدين على التحمل، بقاء الابنة الكبرى التى لم تصب بالمرض، إضافة إلى تأسيسهما صندوق على اسم الابن، لمساعدة الأطفال المرضى الذين لم يتمكن الأطباء من تشخيص أمراضهم، وقال الأب: "أدركنا فى وقت مبكر أننا ربما لن نكون قادرين على إنقاذ أطفالنا، لكننا أردنا الكفاح لمساعدة الآخرين".

Helene-Cederroth-Mikk-Cederroth-Willefonden-Odiagnostiserade-sjukdomar

 

الأطفال الثلاثة

الأطفال الثلاثة

 

وكان هدف الوالدان إنشاء مؤتمر عالمى للأمراض غير المشخصة، حيث يمكن للباحثين من جميع أنحاء العالم تبادل الخبرات ومساعدة بعضهم فى إيجاد حلول للحالات الصعبة، وكان للمؤسسة التى تحمل اسم الابن الأكبر، ثمانية مؤتمرات عالمية، وكان من بين المشاركين "آن نوردجرين"، مسؤولة البحث حول الأمراض النادرة فى معهد كارولينسكا، التى قالت: "ما فعله ميك وهيلين للأطفال الذين يعانون من تشخيصات غير واضحة لا يقدر بثمن، لقد نجحا فى جمع الباحثين لمناقشة الحالات الصعبة ومعرفة كيف يمكننا المضى قدماً".

558c1cf4-2c19-4ddc-87e7-ccb375155620

 

وحظى عمل ميك وهيلين، غير الربحى، بإشادة من قبل الباحثين فى جميع أنحاء العالم وكذلك من قبل أولياء أمور الأطفال المتضررين، وهو ما دفع السلطات فى السويد تكرمهما بحصولهما على جائزة أبطال الرعاية فى السويد للعام 2020 خلال حفل الأبطال السويديين فى 17 ديسمبر الحالى، تقديراً لكفاحهما من أجل أطفالهما وأطفال العالم.

131529447_3772762162782043_6623044990656858600_n
 
 
وأوضح الموقع السويدى، أنه يصاب حوالى 30 طفلاً فى السويد بمرض دماغى لا يمكن تشخيصه، ويقدم الصندوق دعماً لهذه العائلات، من خلال مجموعات الدعم للأولياء الأمور والمخيمات العائلية والمساعدة فى تأمين احتياجات الأطفال من كراس متحركة وغيرها، حيث تقول الأم هيلين: "التشخيص أساسى جداً فى السويد، كثير من الأطفال المصابين بأمراض خطيرة لا يُسمح لهم حتى بإعادة تأهيلهم لأنه ليس لديهم تشخيص واضح. ونتيجة لذلك، لا يمكنهم الوصول إلى المساعدات التى يحتاجونها، لذا فإننا نورع أدوات كثيرة مثل دراجات المعاقين أو أحواض الاستحمام التى تناسب احتياجاتهم".
 
11
 

وأشارت الأم هيلين، إلى أن حصولها على لقب بطلة السويد فى الرعاية للعام 2020 "تعنى الكثير"، خاصة لجميع الأطفال غير المشخصين وأسرهم، قائلة: "كثير من الناس لا يعرفون أن هناك أمراضاً خطيرة لم يتم تشخيصها، لذلك نحن سعداء جداً لأن المجتمع يلاحظ ذلك، إنها معاناة كبيرة للعائلات وهم يواجهون أوقاتاً عصيبة بشكل خاص الآن أثناء وباء كورونا، لأن جميع الأطفال معرضون للخطر".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة