نواصل الاحتفال بالسيد المسيح، بقراءة كتاب "سيرة السيد المسيح" لابن عساكر الدمشقى، تحقيق سليمان على مراد، والذى يتناول سيرة سيدنا عيسى عليه السلام حسبما ذكرها التراث الإسلامى.
يقول الكتاب:
عن الضحاك عن ابن عباس فى قوله "واذكر فى الكتاب مريم" يقول قص ذكرها على اليهود والنصارى ومشركى العرب، إذا انتبذت من أهلها، يعنى خرجت من أهلها، مكانا شرقيا، قال: كانت خرجت من بيت المقدس مما يلى الشرق، فاتخذت من دونهم حجابا، وذلك أن الله لما أراد أن يبتدئها بالكرامة ويبشرها بعيسى وكانت قد اغتسلت من المحيض فتشرقت فجعلت بينها وبين قومها حجابا يعنى جبلا فكان الجبل بين مجلسها وبين بيت المقدس.
فأرسلنا إليها روحنا، يعنى جبريل، فتمثل لها بشرا سويا، فى صورة الآدميين، سويا يعنى معتدلا شابا أبيض الوجه جعد قططا حين أخضر شاربه.
فلما نظرت إليه قائما بين يديها قالت: إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، وذلك أنها شبهته بشاب كان يراها ونشأ معها يقال له يوسف من بنى إسرائيل، وكان من خدم بيت المقدس، فخافت أن يكون الشيطان استزله فمن ثم قالت: أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، يعنى إن كنت تخاف الله.
قال جبريل وتبسم: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا، يعنى لله مطيعا غير بشر.
قالت: أنى يكون لى غلام أو ولد ولم يمسنى بشر، يعنى زوجا لأن الأنثى تحمل من الذكر، ولم أك بغيا، أى مومسة.
قال جبريل كذلك، يعنى هكذا، قال ربك، وهو على هين، يعنى خلقه من غير بشر وهو من غير زوج وهو يخلق ما يشاء، ولنجعله آية للناس، قال يعنى عبرة للناس.
قال ابن عباس: والناس ها هنا للمؤمنين خاصة، ورحمة منا، لمن صدق بأنه رسول الله، وكان أمرا مقضيا، يعنى كائنا أن يكون من غير بشر، ونعلمه الكتاب، يعنى يخط الكتاب بيده، والحكمة، يعنى الحلال والحرام، ونعلمه الكتاب والحكمة والسنة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل، وأجعل على يديه الآيات والعجائب فحملته.
قال ابن عباس: فدنا جبريل فنفخ فى جيفها، فدخلت النفخة جوفها فاحتملت كما تحمل النساء فى الرحم والمشيمة، ووضعته كما تضع النساء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة