الفكر الإخوانى الذى ينبثق منه الأفكار المتطرفة، والماكينة المنتجة للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، ليس هذا فحسب بل الفكر الإخوانى يرسخ لفكرة السيطرة على الدولة، أيا كانت هذه الدولة ويتوغل بداخلها ويستحوذ على مفاصلها لتصبح الدولة عبارة عن فرع من فروع التنظيم الدولى للإخوان، وهذا ما كشفت عنه وثيقة للبرلمان الألمانى عن أن تنظيم الإخوان الإرهابى، وبعض التنظيمات التركية تسعى لتقويض النظام الديمقراطى وتأسيس دولة دينية بالبلاد، بألمانيا.
وأوضحت الوثيقة المؤرخة بـ3 نوفمبر ونشرتها صحيفة "العين الإماراتية" أن الجماعات المتطرفة مثل الإخوان وميللى جورش – حركة تركية- تسعى لتأسيس دولة دينية وتقويض النظام الديمقراطي".
وتابعت، "تضم حركة ميللى جورش التركية والجمعيات المرتبطة بها حاليًا حوالى 10000 عضو فى ألمانيا، فيما تملك جماعة الإخوان حوالى 1000 من العناصر الأساسية فى ألمانيا".
وأضافت الوثيقة "تنظر السلطات الأمنية فى ألمانيا إلى الحركات الإخوانية على أنها تهديد أكبر على المدى المتوسط من تنظيمات داعش والقاعدة".
وتمارس جماعة الإخوان نفوذا على المجلس المركزى للمسلمين، وهو المنظمة المظلية الأساسية للمسلمين فى ألمانيا، وفق الوثيقة، ويتجلى تأثير الإخوان فى ألمانيا أيضًا فى العديد من المدارس ومراكز الثقافة، والمساجد، وفق الوثيقة.
وتأتى هذه الوثيقة فى وقت تشن فيه دول أوروبية حملات قوية لمكافحة الإخوان الإرهابية، فيما قال خبراء أوروبيون أن أيديولوجية جماعة الإخوان هى أساس كل الأفكار الإرهابية ووعاء كل التنظيمات المتطرفة التى ظهرت خلال العقود الماضية.
قال فولفرام رايس، أستاذ الدراسات الدينية فى جامعة فيينا والخبير فى شؤون الإخوان، أن "أيديولوجية الإخوان هى أساس الأفكار الإرهابية".
وأضاف أن "القيادى الإخوانى سيد قطب وضع فى ستينيات القرن الماضى الأسس الأيديولوجية للعديد من الجماعات الإرهابية التى ظهرت بداية من السبعينيات". وفقا لتصريحات نقلتها "العين الإماراتية" فيما عدنان أصلان، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة فيينا النمساوية: "لا أرى أى فرق بين داعش والإخوان، وبدون الإخوان، ما كان هناك داعش أو القاعدة؛ فالتنظيم هو المصدر الأيديولوجى للحركات الإرهابية".
وأشار إلى أن "هناك وعيا متزايدا بخطورة الإخوان على الديمقراطية وتماسك وأمن المجتمعات فى أوروبا" مضيفا: "بعض الحكومات، مثل الحكومة النمساوية، لن تتسامح مع هذه المنظمة مجددا".
وتتشكل فى الوقت الراهن موجة عاتية تجرف تنظيم الإخوان الإرهابى، وتنهى عصر الملاذات الآمنة فى القارة العجوز.
وتمتلك الإخوان شبكة متشعبة تضم مئات المؤسسات والمساجد وآلاف القيادات فى القارة الأوروبية، وتصنف فى معظم دول القارة وخاصة ألمانيا على أنها "معادية للديمقراطية والدستور"، وسط مطالبات شعبية وحزبية بحظرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة