انتشرت في الأيام القليلة الماضية قصة حب مشتعلة بين الطفل محمد وزميلته الطفلة بسنت التى سرعان ما اشتهرت بـ"قصة حب محمد وبسنت" الطفلان اللذان لا يتعدى عمرهما الـ 6 سنوات، وقام على أثر ذلك والد محمد بتسجيل يوميات ابنه واعترافه له بحبه لبسنت، ومن ثم نشرها علي صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك وأصبح حديث متابعين السوشيال ميديا.
انقسمت الآراء حول القصة بين مؤيد واعتبره نوع من الكوميديا وتسجيل اليوميات، وبين معارض لتناول ذلك النوع من الفيديوهات واعتباره نوع من أنواع التنمر والاستهزاء من مشاعر الطفل، فى حين فكر آخرون ماذا يفعلون لو كانوا مكان الأب؟ ما هو التصرف الأمثل مع اعتراف الطفل بمشاعره تجاه زميلته أو طفلة تعترف بمشاعرها تجاه احد زملائها. الدكتورة إيمان عبد الله أستاذ علم النفس توضح لقراء "اليوم السابع" الطريقة المثالية للتعامل مع قصص حب الطفولة وكيفية تقبلها من أطفالنا في سن صغيرة.
أولاً: التعبير عن المشاعر
من الضروري الاستماع للطفل جيداً حيث يجعله ذلك يتحدث عن مشاعره دون خوف أو قلق، ما يسهل علينا معرفة المشكلة ومن ثم حلها، وقالت أستاذ علم النفس أنه حين يعترف الطفل بمشاعره يجب علينا شرح معنى كلمة حب وكره بطريقة مبسطة لعقله كي يستوعبها، مع التأكيد عليه أن تحدثه في ذلك الأمر ليس عيبًا أو حرامًا، وسؤاله أولاً "حاسس بإيه" لكي نحدد المشكلة.
ثانياً: تقدير المرحلة العمرية
فى المرحلة العمرية قبل المدرسة أي قبل 6 سنوات يكون معنى الحب مختلفًا عند الأطفال، فلا يعنون بذلك حب رومانسي أو ارتباط وإنما يكون معنى الحب أبسط كثيرًا فإذا أحضرت الأم لطفلها طعامه المفضل يعتبر هذا حبًا وإن وبخته على شىء يعتبر هذا كراهية.
ثالثاً: عدم التمييز
لابد على أولياء الأمور تقدير عدم تمييز الطفل بين المشاعر التي يشاهدها في المنزل بين والده ووالدته، ويحاول أن يطبقها بينه وبين زميلته، ومشاعر الصداقة، كما أوضحت أستاذ علم النفس قائلة: "في الفيديو المتداول الولد استخدم لغة أكبر من سنه وده معناه أنه ذكي وبيحاول يقرب من بسنت ويعيش معها على طول زي باباه مع مامته، ومش بطريقة الحب الرومانسي أكتر من انه طفل حب طفلة صديقته".
رابعًا: شرح الأمر للطفل
إذا اعترف الطفل بحبه لزميلته أو العكس لابد من الابتعاد تمامًا عن السخرية منه، ولا نستخدم جمل "يا بتاع فلانة" "الحبيب" "العاشق الولهان"، وتابعت: "من الضرورى أن نشرح مشاعره ونعرفه الصح من الخطأ، وعدم نهره أو نبذه حتى لا يتجنب الحديث معنا، وحتى لا يقع في خطر التحرش الجنسي نتيجة كبت مشاعره وعدم درايته بالافعال الصحيحة للحب وإطاره منذ الصغر".
خامسًا: عدم تداول القصة
أكدت ضرورة تجنب تداول قصة حب الطفل، سواء بين أفراد العائلة أو بين الآباء وبينه، وليس كما فعل والد محمد وجعل من ابنه مادة للسخرية والاستهزاء بمشاعره، فهذا خطأ تربوي فادح، حتى وإن كان الفيديوهات تدور حول نصيحة، فالنصيحة على الملأ تعتبر فضيحة.
كما أن تداول القصة تجعله يفقد الثقة في نفسه ويتحول من شخص يعترف بمشاعره دون خوف، إلى كائن أنطوائي سيكوباتي.
سادسًا: تعليمه كيفيه الحصول على حقوقه
في واقعة محمد وبسنت طلب الطفل من والده عمل محضر في زميل له لأنه قام بضربه من أجل بسنت مشبهاً إياه بالبلطجي وأنه لن يكون جديرا ببسنت، كما قالت أستاذ علم النفس أن رد فعل الأب من نهر الطفل في الفيديو والتأكيد عليه بأنه سينقل من المدرسة قد يسبب للطفل رهبة وخوف، بالرغم من أنه طالب بحقه المنطقي، فكان لابد على الأب تعليمه وتعريفه أن المحاضر تنفذ في الكبار سناً لكنه سيتخذ أجراء قانوني أخر مناسب وهي شكوى الطفل لإدارة المدرسة.
واختتمت حديثها قائلة أنه لا ينبغي علينا زيادة الضغط النفسي على أي طفل، ومعرفة جيداً أن أي مشكلة يتحدث عنها مهما كانت بسيطة وكوميدية قد تكون في نظر الطفل نفسه محور الكون ويتشكل عليها بعد ذلك مراهقته ونضوجه، فإما أن نقدم له درساً تربويًا يجعله رجلاً ناضجاً سوياً، أما أن يجعله تعاملنا مع المشكلة مريض نفسي كتوم غير قادر على الثقة بنفسه أو بمن حوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة