بعد أيام طويلة من المفاوضات الشاقة بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، توصل قادة الكونجرس إلى اتفاق حول حزمة إغاثة بقيمة 900 مليار دولار، والتي من شأنها أن تقدم مساعدات فورا للأمريكيين والشركات لمساعدتهم على التعامل مع الدمار الاقتصادى للوباء وتمويل توزيع اللقاحات.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن الاتفاق سيوفر أول ضخ كبير من الأموال الفيدرالية للاقتصاد منذ إبريل الماضى مع كسر المتفاوضين جمود حزبى استمر ثلاثة أشهر وأفسد المحادثات السابقة، مما ترك ملايين الأمريكيين والشركات بدون مساعدة فيدرالية مع تفشى الوباء. وفى حين أن الخطة تمثل نصف حجم قانون التحفيز الذى تم سنه فى مارس الماضى، والذى كان قيمته 2.2 تريليون دولار، إلا أنه واحد من أكبر حزم الإغاثة فى التاريخ الحديث.
وقال السناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورى فى مجلس الشيوخ: "يمكننا أخيرا أن نعلن ما احتاجت بلادنا لسماعه منذ فترة طويلة جدا.. فالمزيد من المساعدة فى الطريق".
وكان من المتوقع أن يتم دمج الاتفاق مع إجرار للإنفاق الشامل من شأنه أن يبقى الحكومة ممولة خلال ما تبقى من السنة المالية، حتى سبتمبر القادم، مما يعنى قانونا بقيمة 2.3 تريليون دولار سيكون آخر تشريع يقوم بتمريره الكونجرس قبل انتهاء جلساته هذا العام. وجاء الاتفاق بعد ساعات من المفاوضات المحمومة خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل ساعات من نفاذ التمويل من الحكومة وقبل أسبوعين من انعقاد الكونجرس بتشكيلته الجديدة فى 3 يناير المقبل.
ولم يتم الكشف عن نص الاتفاق بعد، إلا أنه من المتوقع أن يشمل تقديم 600 دولار لدعم ملايين الأمريكيين الذين يجنون ما يصل إلى 75 ألف دولار سنويا، وسيحيى تقديم إعانات بطالة فيدرالية قيمتها 300 دولار أسبوعيا على مدار 11 أسبوعا، ويمثل كلاهما نصف المبلغ المنصوص عليه فى قانون التحفيز الأصلى.
كما انه سيواصل ويوسع المزايا للعمال المؤقتة ومن يعملون لحسابهم الخاص، وسيمد المدفوعات الفيدرالية للأشخاص الذين انتهت استحقاقتهم المنتظمة.
ويمكن أن يقدم الإجراء أيضا أكثر من 284 مليار دولار للشركات، ويحيى برنامج قروض فيدرالى للشركات الصغيرة والذى انقضى خلال الصيف. ويوسع من يستحق المساعدان ليشمل الصحف المحلية والمنظمات غير الربحية وهيئات البث الاذاعية والتلفزيونية ويخصص 15 مليار دولار لدور السينما المستقلة والمؤسسات الثقافية الأخرى التي دمرتها قيود كورونا.
كما من المتوقع أن يوفر الاتفاق المليارات لاختبار وتتبع كورونا وتوزيع اللقاحات، و82 مليار دولار للمدارس والكليات، و13 مليار دولار فى لمساعدة زيادة التغذية. كما من المتوقع أن يقوم بمد وقف الطرد المقرر أن ينتهى هذا العام.
من جانبها، قالت نانسى بيلوسى رئيس مجلس النواب الأمريكي فى خطاب للديمقراطيين أمس الأحد: " لقد توصلنا الآن إلى اتفاق حول مشروع قانون سيسحق الفيروس ويضع الأموال فى جيوب العائلات العاملة التي تعانى"، ووصفت قانون الإغاثة بانه خطوة أولية مهمة.
وتقول نيويورك تايمز إن القانون سيحمل توقيع ترامب، لكنه سيكون أكثر تأثيرا بكثير على الرئيس المنتخب جو بايدن الذى يواجه مهمة صعبة لتحقيق التعافى الاقتصادى. وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن الذى ضغط سرا على المشرعين للتوصل إلى تسوية من شأنها أن توفر على الأقل مساعدة متواصلة بعد أشر من عدم تحرك الكونجرس، من المتوقع أن يسعى إلى حزمة إغاثة اقتصادية أخرى كبيرة بعدما يتولى مهام منصبه فى يناير المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة