كشف معهد "إدوارد جينز"، السيناريوهات المتوقعة لأثر السلالة الجديدة من فيروس كورونا على اللقاحات المضادة، وأضاف، المركز أن اللقاحات تستهدف بروتين فيروس كورونا المسمى "سبيك" المعروفة بـ( جين S) لكونه يوجد فى أكثر من مكان بالفيروس، مؤكدًا أن التغيير فى هذا البروتين (جين S) لا يتم بشكل سريع، لافتًا إلى أن السيناريو الأول لأثر السلالة الجديدة من الفيروس على اللقاح هو أنها لن تؤثر إطلاقا على اللقاحات، وذلك إذا كانت الطفرة الجديدة فى الفيروس أثرت بشكل طفيف على بروتين "سبيك".
أما السيناريو الآخر فهو أن الطفرة الجديدة أدت لتغير جذرى فى بروتين "سبيك" المعروف بـ(جين S) وحينها سيكون هناك احتمالان أولهما إما سيؤدى هذا التغير الجذرى إلى جعل الفيروس غير قادر على إحداث العدوى، وسيكون ذلك فى مصلحة اللقاحات أو سيؤدى التغير الجذرى لتحورات خطيرة تجعل كل الأجسام المضادة لا تتعرف على أى جزء منها، وسيكون حينها الفيروس قادرًا على إحداث العدوى، مؤكدًا أن فرص حدوث ذلك ستكون قليلة.
وشدد على ضرورة اكتشاف الطفرة الجديدة لفيروس كورونا، من خلال دراسة تسلسل المادة الوراثية للفيروس وتحديد نسبة التحور فيها سواء كان فى شفرة واحدة أو اثنتين أو أكثر من ذلك، ومدى تأثير ذلك على بروتين الفيروس، وبناءً على ذلك سيتحدد إذا ما كانت الطفرة بسيطة أم لا.
يأتى ذلك فى وقت دخل عدد من البلدان على مستوى العالم فى مواجهة مع سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، ما أدى إلى اتخاذ تلك البلدان إجراءات احترازية جديدة.
وأظهرت المعلومات المتاحة عن السلالة الجديدة خلفية علمية محدودة عن الفيروس فى صورته الجديدة، إلا أن محاولة مكافحة الجائحة والاحتكاك بحالات الإصابة منحت العلماء بعض المعالم المميزة للسلالة الجديدة.
يعتقد العلماء أنها نشأت فى رئة مصاب فى بريطانيا، وأظهرت البيانات أن حالات الإصابة المسجلة بالسلالة الجديدة من الفيروس بكل من الدنمارك وأستراليا وهولندا، جميعها لأشخاص قادمين من بريطانيا.
ومن جانبه أكد البروفيسور المتخصص فى جهاز المناعة فى إمبريال كوليدج، أن الفيروس المتحور يبدو أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 و70%.
وأشار البروفيسور فى كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية، جون إدموندز، إلى أن السلالة الجديدة معدية بشكل أكثر من السلالة السابقة.
وأكد عدد من العلماء قدر السلالة الجديدة على تطوير طفرات جينية، يمكن أن تعير جانبًا من سلوك الفيروس، وبالأخص ما يتعلق بقدرته على إصابة الخلايا البشرية بشكل أكبر من ذى قبل.
وذكر المتخصص الفرنسى فى علم الوراثة، أكسل كان، أنه تم رصد 300 ألف سلالة حتى الآن من "كوفيد 2" بالعالم، مشيرًا إلى أن التحور الأبرز يكون فى "شويكة" الفيروس الموجودة على سطحه، والتى تسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية.
وفى هذا السياق، قال البروفيسور فى جامعة ليفربول، جوليان هيسكوكس، أن فيروسات كورونا تتحوّر بشكل مستمر، وبالتالى ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة، مؤكدًا أن الأهم هو معرفة ما إذا كان لدى تلك السلالة خصائص تسمح لها بالتأثير على الصحة البشرية.
وقال نائب المدير العام للمختبر الأوروبى للبيولوجيا الجزيئية، إيوان بيرنى، أن اللقاحات تم اختبارها مع العديد من أنواع الفيروس المنتشرة، مشيرًا إلى أن كل المعطيات تؤكد إمكانية عمل تلك اللقاحات ضد سلالات جديدة من الفيروس.
وتكمن خطط المواجهة العلمية للسلالة الجديدة، فى القيام بتنمية السلالة الجديد فى المختبر لمعرفة كيفية استجابتها عن طريق النظر ما إذا كانت تنتج نفس استجابة الجسم المضاد وكيفية تفاعلها مع اللقاح، حيث قد تستغرق هذه العملية أسبوعين تقريبًا، وهو ما يعنى أن العلماء لن يسيروا طريق الوصول إلى لقاح من بدايته كما حدث خلال العام الجاري.