الطاقة الكهربائية من أهم العوامل المباشرة فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، وقد واجه قطاع الكهرباء أزمة حادة، وساهمت فى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة نتيجة عجز في قدرات التوليد، ولذلك وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكومة لتنفيذ خطة عاجلة للخروج من الأزمة من خلال إنشاء مشروعات محطات توليد الكهرباء، والانتهاء من تنفيذ برامج الصيانة، ورفع كفاءة المحطات بنسبة 100%، وتطوير وتحديث شبكات النقل لتفريغ الطاقة الكهربائية المضافة على مستوى الجمهورية.
وحققت مصر طفرة غير مسبوقة فى تنفيذ مشروعات الكهرباء، بحيث تم تنفيذ عدة مشروعات عملاقة أخرى لتوليد الكهرباء عبر محطات متطورة وضخمة، أو باستخدام الطاقة الجديدة حتى بلغ إجمالى التكلفة الاستثمارية لمشروعات قطاع الكهرباء التى تم تنفيذها خلال الفترة من يونيو 2014 حتى نهاية عام 2018 نحو 515 مليار جنيه، بخلاف تكلفة المحطة النووية فى الضبعة.
وفي عام 2015، فازت شركة سيمنس الألمانية بأكبر عقد مُنفّرد تحصل عليه الشركة في تاريخها للتعاون مع مصر من أجل تعزيز قدرات البلاد لتوليد الطاقة الكهربائية، بتكلفة 8 مليارات دولار، وقد قامت الدولة بافتتاح أضخم محطات للكهرباء فى العالم، كما تعمل على بناء منظومة وقطاع طاقة محلي يتسم بالتنافسية وقادر على خدمة الأسواق الأخرى من خلال الاعتماد على أحدث التقنيات
وأوضحت وزارة التخطيط فى تقرير لها انه تم الانتهاء من تنفيذ 416 مشروعاً في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، بتكلفة كلية استثمارية تقدر بنحو 95.6 مليار جنيه، منها 194 مشروعاً بنهاية العام المالي (19/2020)، بتكلفة 33.6 مليار جنيه.
وتصدرت محافظة القاهرة من حيث عدد المشروعات، بنحو 60 مشروعاً، بتكلفة 7.5 مليار جنيه، تليها محافظة أسوان، بعدد 36 مشروعاً، بتكلفة 3.7 مليار جنيه، وأسيوط ب 23 مشروعاً، بتكلفة 9.2 مليار جنيه، ومحافظة البحر الأحمر ب 22 مشروعاً، بتكلفة 9.1 مليار جنيه.
واستخوذ الصعيد والمحافظات الحدودية على 37% من عدد المشروعات المنتهية في قطاع الكهرباء خلال العامين الماضيين، بتكلفة كلية استثمارية تقدر بنحو 33.8 مليار جنيه، موضحة أنه تم تنفيذ 118 مشروعاً بمحافظات الصعيد بتكلفة بلغت نحو 19 مليار جنيه، إلى جانب تنفيذ 35 مشروعاً بالمحافظات الحدودية بتكلفة بلغت 14.8 مليار جنيه.
وتم الانتهاء من تنفيذ 21 مشروعاً بمحافظة الإسكندرية، بتكلفة 1.4 مليار جنيه، البحيرة 16 مشروعاً، بتكلفة 3.5 مليار جنيه، الجيزة 13 مشروعاً، بتكلفة 8.1 مليار جنيه، سوهاج 13 مشروعاً، بتكلفة حوالي 4 مليارات جنيه، دمياط 10 مشروعات، بتكلفة 4.2 مليار جنيه، وبني سويف 9 مشروعات، بتكلفة 1.6 مليار جنيه، مطروح 6 مشروعات، بتكفة 4.8 مليار جنيه، فضلاً عن الإنتهاء من 34 مشروعاً مشتركاً بين أكثر من محافظة، بتكلفة 33.4 مليار جنيه.
ومن أبرزها إنشاء محطة توليد كهرباء جنوب حلوان البخارية قدرة 1950 ميجاوات، تحويل محطة توليد غرب دمياط 2 الغازية للعمل كدورة مركبة بإضافة 250 ميجاوات، لتصبح القدرة الإجمالية 750 ميجاوات، تحويل محطة توليد غرب أسيوط الغازية للعمل كدورة مركبة بإضافة 250 ميجاوات لتصبح القدرة الإجمالية 1500 ميجاوات، تحويل محطة 6 أكتوبر الغازية للعمل كدورة مركبة بإضافة 340 ميجاوات.
كما تم تنفيذ 32 محطة طاقة شمسية بنظام الخلايا الفوتوفلطية في بنبان بأسوان بقدرة 1465 ميجاوات بالتعاون مع القطاع الخاص، إنشاء محطة خلايا فوتوفلطية بكوم أمبو، قدرة 26 ميجاوات بمحافظة أسوان، إنشاء محطات رياح (جبل الزيت 1، 2، 3) بإجمالي قدرة 380 ميجاوات بمحافظة البحر الأحمر، إلي جانب انشاء محطة رياح بخليج السويس، قدرة 250 ميجاوات بالتعاون مع القطاع الخاص.
وعن أهم المشروعات القومية التى تم تنفيذها خلال السنوات الماضية:
محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة
- تم إنشائها عام 2016 على مساحة 175 فداناً بطريق العين السخنة تبعد 42 كيلو من القطامية، وتحاصر المحطة الصخور والجبال، ولا توجد أي بحار أوأنهار.
-تعد أكبر المشاريع التي تم الانتهاء من إنجازها على أرض العاصمة الإدارية، وتعتبر المحطة الأولى من نوعها فى مصر والشرق الأوسط التى يتم إنشاؤها بمنطقة جبلية بعيدًا عن المياة، كما هو معتاد في محطات الكهرباء.
-تكلف بناء هذه المحطة نحو 2 مليار يورو بطاقة إجمالية وصلت 4800 ميجا وات بنظام الدورة المركبة، وقيمة الوقود الذى سيتم توفيره نحو 400 مليون دولار سنوياً، وسيتم ربط المحطة بخط لمحطة محولات التبين، وخط لمحطة محولات العين السخنة، وخط لكل من مدينة بدر 1 وبدر2 ، وعلى خطين بمحطة محولات زهراء المعادي، وتم افتتاح المرحلة الأولى في 2017، وانتهى تنفيذها بالكامل في مايو 2018 ، وتم أفتتاحها فى فى يوليو 2018 .
محطة كهرباء البرلس
محطة البرلس فى المقدمة تمثل احدى المحطات العملاقة وإنتاجها ضعف إنتاج السد العالي، تقع فى شمال الدلتا فى محافظة كفر الشيخ على الطريق الدولي الساحلي وتعد من أكبر محطات الكهرباء المركبة فى العالم، ومن أكبر 3 مشروعات في أفريقيا والشرق الأوسط لتوليد الكهرباء، أحد المشروعات القومية في انتاج الطاقة النظيفة، وسيستفيد من المحطة كافة المشروعات الاستثمارية بالمنطقة، ومنها مشروع المدينة السمكية الصناعية "غليون" ومصنع فصل الرمال السوداء، وتم وضع حجر الأساس لتنفيذها فى 30 سبتمبر 2015، وتقع على بُعد 16 كيلومتر من ميناء البرلس، على مساحة 250 فدانا .
-تم انشائها بتكلفة 2 ملياريورو، وافتتحت مرحلتها الأولى فى مارس 2017 ، وبدأت المحطة بقوة 1600 ميجاوات، وتضاعفت قوة المحطة إلى 3200 ميجاوات، لتصل طاقة المحطة النهائية 4800 ميجاوات فى 2018، وتتضمن تشغيل 5 مولدات بالغاز الطبيعي، وتم تجهيز المحطة بأحدث نظم التشغيل العالمية: فالمرحلة الأولى- الغازية بنظام الدورة البسيطة، والمرحلة الثانية-البخارية بنظام الدورة المركبة، بالإضافة إلى مبنى للتحكم بالمفاتيح، ومبنى التحكم الرئيسى بالمحطة، ومبنى الطلمبات وخطوط السحب وطرد المياه، وفاقد للتبريد من البحر، ومبنى إنتاج وتخزين الهيدروجين، وآخر لإنتاج الكلور، كما تم تزويد المحطة بنظام متكامل لإنذار ومقاومة الحرائق، يعمل أوتوماتيكيًا، وتم تنفيذ المحطة خلال 33 شهر فقط بدلاً من 7 سنوات، وتم تخصيص 21 فدانا من الأراضي المملوكة للدولة لإقامة سور حول المحطة.
وحقق مشروع المحطة العديد من الجوائز التالية :
ـ شهادة تحقيق إنجاز 45 مليون ساعة عمل بدون حوادث .
ـ جائزة أحسن مشروع بنية تحتية لــ Construction Innovation Awards Middle East 2017 بدبي
ـ المركز الثاني الصاعد لجائزة مؤتمر Power Gen International لسنة 2017 – بالولايات المتحدة الأمريكية.
محطة كهرباء بنى سويف (غياضة الشرقية)
من أكبر ثلاث محطات للكهرباء فى العالم، والتى تعد نقلة كبرى فى مجال الكهرباء داخل جمهورية مصر العربى
تقع محطة كهرباء غياضة الشرقية على الطريق الصحراوي الشرقي القديم بنى سويف – المنيا، بالقرب من قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا جنوب المحافظة، وتطل مباشرة من الجانب الغربي لها على نهر النيل، والمحطة مقامة على مساحة 500 ألف متر مكعب .
تساهم محطة كهرباء بنى سويف بنحو 20 % من إجمالى الكهرباء المربوطة على الشبكة القومية للكهرباء، وخاصة أنها تعمل بأعلى كفاءة توليد بالعالم تصل لـ60%، بتكلفة تصل نحو 2 مليار يورو، ضمن اتفاق مبرم بين الحكومة وشركة سيمنز الألمانية.