رغم استمرار المفاوضات بين لندن وبروكسل للتوصل إلى اتفاق ينظم العلاقة الأمنية والتجارية بين الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة بعد خروج الأخيرة من التكتل قبل الموعد النهائى لبريكست فى 31 ديسمبر الجارى، قلل الجانب البريطانى من إمكانية التوصل إلى اتفاق وسط تحذيرات من تأثير الخروج بدون صفقة على الاقتصاد البريطانى المتضرر بالفعل من تأثير أزمة كورونا، وخاصة بعد اكتشاف سلالة جديدة للفيروس فى بريطانيا، وقرار عدد من الدول بحظر السفر من وإلى بريطانيا.
تكدس الشاحنات
ولكن يبدو أن الأوضاع تزداد سوءا بعدما ضربت سلالة جديدة من فيروس كورونا أجزاء من المملكة المتحدة، تم إثبات أنه أسرع انتشارا بنسبة 70%، وهو ما دفع 40 دولة حتى الآن إلى حظر السفر لمنع انتشار هذه السلالة.
وبعد تحذيرات من أن الحدود والموانئ البريطانية ستتعرض لتكدس الشاحنات والفوضى فى 1 يناير بمجرد الخروج لاسيما وإن كان بدون اتفاق، شهدت الحدود بالفعل تأخر الشاحنات وتكدسها على مسافة 8 كيلومتر ولكن ليس بسبب الخروج، وإنما بسبب حظر السفر ودخول الشاحنات من بريطانيا إلى فرنسا والدول الأوروبية لتزيد بذلك الضغوط على الاقتصاد البريطانى قبل 10 أيام فقط على الانسحاب من التكتل الأوروبى.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن صدى سلالة فيروس كورونا الجديدة فى المملكة المتحدة طغى على المعابر الحدودية بعد أن فرضت فرنسا حظرا على الشاحنات.
وأشارت الحكومة البريطانية، إلى إن هناك محادثات مع فرنسا، لإنهاء حظر على الشحن من شأنه أن يزيد فوضى موانئ المملكة المتحدة، وقال المتحدث باسم بوريس جونسون إن جرانت شابس وزير النقل، كان على اتصال مع نظيره الفرنسي بشأن الحظر المفروض لمدة 48 ساعة على ناقلات الشحن من بريطانيا، على أمل تحديد طريقة للمضى قدما "فى الساعات القليلة المقبلة".
وترأس جونسون اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية، اليوم الإثنين، وتم عقد مؤتمر صحفى لإطلاع الأمة على آخر المستجدات.
وقالت الصحيفة، إن رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون يواجه ضغوطًا شديدة لفرض إغلاق وطنى آخر فى غضون أيام، حيث حظرت أكثر من 40 دولة وصول الوافدين من المملكة المتحدة فى محاولة لمنع نوع جديد سريع الانتشار من فيروس كورونا.
وحذر المستشارون العلميون الحكوميون من أن التقاعس عن العمل قد يكلف عشرات الآلاف من الأرواح، ويخاطر "بكارثة اقتصادية وبشرية واجتماعية" ، مع انتشار السلالة الجديدة في جميع أنحاء المملكة المتحدة وخارجها.
وحثت الحكومة المواطنين على تجنب شراء الطعام بدافع الذعر، حيث فشلت فرنسا في رفع الحظر المفروض على الشحن والركاب من المملكة المتحدة يوم الإثنين على الرغم من المناشدة الشخصية من رئيس الوزراء، الذى طلب من إيمانويل ماكرون تنحية "قلقه" بشأن السلالة الجديدة من كوفيد -19.
وفى حديثه بالمؤتمر الصحفى، سعى جونسون لطمأنة قادة العالم الآخرين بأن بريطانيا قد استجابت بسرعة، حيث قال: "آمل أن يرى الجميع أنه بمجرد إطلاعنا كحكومة على سرعة انتقال هذه السلالة الجديدة ... قدمنا جميع المعلومات الضرورية إلى منظمة الصحة العالمية. وقد اتخذنا إجراءات فورية وحاسمة في اليوم التالي للحد من انتشار المتغير داخل المملكة المتحدة".
اجواء المطارات قبل عيد الميلاد
وقال جونسون إن التأخير فى الشحن أثر على نسبة صغيرة من المواد الغذائية التي تدخل المملكة المتحدة. وقال: "كما قالت المتاجر البريطانية، فإن سلاسل التوريد الخاصة بها قوية ومتينة، لذا يمكن للجميع الاستمرار في التسوق بشكل طبيعي". ومع ذلك، أبلغ بعض المتسوقين عن وجود قوائم انتظار ورفوف فارغة في محلات السوبر ماركت.
وأصر داونينج ستريت -الحكومة- على أن الإجراءات التى تم فرضها في عطلة نهاية الأسبوع، والتي وضعت لندن ومناطق في جنوب وشرق إنجلترا في مستوى 4 يشبه الإغلاق، لكنها تركت الناس في أماكن أخرى لا يزالون قادرين على الاختلاط في يوم عيد الميلاد، يمكن أن تتحكم في انتشار البديل.
لكن الرسالة من مسؤولي الصحة والعلماء كانت مختلفة تمامًا. في بيان مشترك ، قال مديرو الصحة العامة في مانشستر الكبرى إن أي شخص يصل من منطقة من المستوى 4 أو من ويلز ، وهو أيضًا قيد الإغلاق، يجب أن يعزل نفسه لمدة 10 أيام على الأقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة