تواصلت اليوم، الثلاثاء، فعاليات اليوم الثانى للدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بثلاث محاضرات، محاضرة للدكتور نبيل السمالوطى أستاذ علم الاجتماع العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، تحت عنوان "أهمية دراسة علم الاجتماع للأئمة والخطباء"، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الدراسات العليا الأسبق، تحت عنوان "الفهم المقاصدى للسنة النبوية"، والدكتور هانى تمام الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان "الأدب مع رسول الله"، وبمراعاة الاجراءات الاحترازية، والضوابط الوقائية، والتباعد الاجتماعى.
وفى بداية محاضرته أكد الدكتور نبيل السمالوطى أن الوظيفة الأساسية للداعية وللإمام بناء شخصية الإنسان، والسمو بها من خلال غرس القيم الإنسانية، والأخلاق الإسلامية، مبينا أن شخصية الإنسان لها أبعاد ومحاور خمسة: جانب عقلى، ووجدانى، واجتماعى، واجتماعى، وجانب روحى.
وأكد السمالوطى أن بناء شخصية الإنسان مهمة عظيمة تحتاج لتضافر جهود مؤسسات الدولة بداية من دور الحضانة، ففى الست سنوات الأولى من عمر الإنسان تبدأ الصحة النفسية من خلال البذور التى يتم طرحها عليه فى هذه المرحلة الخطرة، فالذى نبت نباتا حسنا يخرج نباته بإذن ربه، والذى خبث لا يخرج إلا نكدا، مبينا أن للإسلام جوانب خمسة: العقيدة، والشريعة، والأخلاق والقيم، والحضارة، السيرة النبوية والتاريخ الإسلامى، مضيفا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسس دولة مدنية حديثة فى المدينة المنورة، تقوم على التعددية وقبول الآخر .
وخلال محاضرته، قال الدكتور عبدالله النجار إن شرع الله تعالى هو قمة التجرد والبعد عن الهوى، لأن الله سبحانه لا تنفعه طاعة الطائعين ولا معصية العاصين، يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِى الْحَمِيدُ"، وهذا ما يعطى للشرع الإسلامى الدوام والاستقرار، وما ذكره الفقهاء من تقسيم الحقوق إلى نوعين: حق الله تعالى وحق العباد. إنما هو إضافة تشريف وتكريم للحق بإضافته لله تعالى، مبينا سيادته أن مردود الأوامر والنواهى تعود لنفع العباد، وكلها تصب فى مصلحتهم .
وأكد أن النصوص متناهية ومحصورة بينما الوقائع والأحداث غير متناهية وغير محصورة، فلكل عصر ولكل جيل قضاياه وظروفه التى هى بلا شك تختلف عن قضايا وظروف الأجيال السابقة، ولا بد من العمل على استخراج الأحكام لكل مستجد من الأحداث، ولا مناص لتحقيق هذا من النظر فى المآلات والمقاصد والغايات والأهداف، فإن الله تعالى لم يخاطب أحجارا ولا موتى، وإنما منح الإنسان جوهرة العقل الذى لولاه ما كان لإرسال الرسل فائدة، وليس الفهم المقاصدى والنظر فى المآلات ببدع من القول، مستشهدا بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تظهر هذه المعانى السامية.
وخلال محاضرته أكد الدكتور هانى تمام أنه لا شك أن السنة جاءت شارحة ومبينة ومتممة للقرآن الكريم، يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"، وأن حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- جزء لا يتجزأ من عقيدتنا، وأنه شرط من شروط صحة الإيمان.