وصلت طائرة الوفد الأمريكي الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مطار الرباط سلا الدولي، في أول رحلة تجارية مباشرة من تل أبيب إلى الرباط عقب استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
وقالت وسائل إعلام مغربية إن الوفدان الأمريكي والإسرائيلي توجها إلى ضريح محمد الخامس بالرباط من أجل الترحم على الملكيْن الراحليْن الحسن الثاني ومحمد الخامس، وبعد ذلك التوجه إلى قصر الضيافة بالرباط من أجل توقيع اتفاقيات بين الحكومة المغربية ونظيرتها الإسرائيلية ولقاء الملك محمد السادس.
ورحب دافيد فيشر، السفير الأمريكي في الرباط بأول رحلة جوية تجارية مباشرة من إسرائيل إلى المغرب، بعد إعلان الرئيس ترامب التاريخي عن تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأضاف السفير الأمريكي قائلاً: "تربط كل من المغرب وإسرائيل علاقات قوية مع الولايات المتحدة. إنه لشرف لي أن أكون حاضراً اليوم عندما يرحب ممثلو الحكومة المغربية بالوفد الرسمي القادم من إسرائيل."
وأقلعت أول رحلة جوية متوجهة إلى المغرب من مطار بن جوريون بتل أبيب، اليوم الثلاثاء، وعلى متنها وفد إسرائيلي وأمريكي يترأسه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، برفقة مائير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومى.
ونشرت وٍسائل إعلام مغربية مقطع فيديو لوصول الطائرة الإسرائيلية التي تقل الوفدين الإسرائيلي والأمريكى في أول رحلة تجارية بين الرباط وتل أبيب.
وتوشحت الطائرة الإسرائيلية برمز "خميسة"، المستوحى من الثقافة المغربية، إلى جانب عبارة "السلام" بالعربية والعبرية والإنجليزية، وأعلام المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال كوشنر قبيل إقلاع الطائرة، إن المغرب وإسرائيل يريدان تعزيز التقارب بينهما، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عمل على إنشاء سياسة مختلفة في الشرق الأوسط.
ويعد مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دورا رئيسيا في تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وولد "بن شبات" في المغرب عام 1966، التحق بجهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" وعمل في لواء الجنوب عام 1989، وهو مستشار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومحسوب على "صقور التيار الديني القومي".
"بن شبات" هو الابن الثاني لعائلة مكونة من 14 شخصا، وهو مرافق دائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في اللقاءات الحساسة وغالبا ما يتم تكليفه بمهمات تتسم بالسرية البالغة.
ولعب "مئير بن شبات" دورا بارزا في استئناف الاتصالات الدبلوماسية مع المغرب، وإعادة فتح مكاتب الاتصال، لاسيما وأن الرجل يمتلك سجلا حافلا في القضايا الاستراتيجية والأمنية ويوصف في الصحافة العبرية بأنه الرجل ذو التأثير الواسع الذي يتجنب الأضواء، وهو مسؤول عن جميع القضايا الخارجية والأمنية.
من جهته، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فيدمان، إن ما يجري راهناً هو تغيير سياسي كبير في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المرتقب أن يلي استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، التوقيع على اتفاقيات عدة، بحسب برنامج الزيارة في الرباط.
وبحسب الديوان الملكي المغربي، فإن هذا الاستئناف يشمل تسهيل الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وتطوير العلاقات في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي.
وسيجري كوشنر، الذي يصل قادماً، هذه المرة مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة، كما سيتوسط توقيع المغرب وإسرائيل على اتفاقيات ثنائية تشمل قطاعات السياحة والنقل الجوي والاستثمار والصناعة والاقتصاد وقطاعات أخرى تعود بالمصلحة على الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وهذه هي الزيارة الثانية في أقل من سنتين يجريها كوشنر إلى المغرب، يترجم فيها الوفد الأمريكي الجهود التي قادتها إدارة ترامب لسنوات.
وحسب المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط، والذي كان جزءاً من الوفد الأمريكي إلى المغرب، لم تظهر أي مؤشرات لاتفاقيات السلام التي توسطت فيها الإدارة الأمريكية، لكن ذلك لا يعني أنها لم تكن مستعدة للمضي قدماً في نهج جديد.