كيف تؤثر الأزمة الاقتصادية على احتفالات رأس السنة فى لبنان؟ ارتفاع الأسعار يطفئ شجرة الكريسماس.. واللبنانيون يستغنون عن زينة عيد الميلاد ويقللون تبادل الهدايا.. وكورونا يمنع التجمعات العائلية بعيد الميلاد

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 05:00 م
كيف تؤثر الأزمة الاقتصادية على احتفالات رأس السنة فى لبنان؟ ارتفاع الأسعار يطفئ شجرة الكريسماس.. واللبنانيون يستغنون عن زينة عيد الميلاد ويقللون تبادل الهدايا.. وكورونا يمنع التجمعات العائلية بعيد الميلاد شجرة الكريسماس - أرشيفية
ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يختلف اثنان على أن عام 2020 كان عامًا قاسيًا وصعبًا للغاية على بلد الأرز، لبنان، الذى عانى أزمات متتالية ابتداءً من جائحة فيروس، للانفجار الضخم الذى هز مرفأ بيروت، إلى أزمة اقتصادية خانقة، لفت حبالها حول رقاب الشعب اللبنانى، وهو ما أثر سلبيا على أجواء الكريسماس هذا العام، إذ غابت أجواء الزينة عن الطرقات والساحات، حيث خرجت المدن اللبنانية من لعبة "أعظم شجرة" والمنافسة على "أجمل زينة".

ووفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة اندبندنت عربية، فإن العائلات اللبنانية لم تتمكن من شراء زينة الميلاد، وتأثرت عميقاً بالوضع الاقتصادي والقلق على مصير البلاد، واستغنى البعض عن الشجرة والمغارة، فيما أصرّ آخرون على تزيين المنازل فقط من أجل الأطفال الصغار والأحفاد.

وقالت السيدة كلود عواد، وهى أم لثلاثة أطفال: "الزينة لم تعُد تعنى شيئاً، وبالتحديد في هذا العام والعام السابق"، إلا أنها تركت خيار تركيبها لأحفادها، وكذلك اختيار الزينة من بين المواد والأدوات التي سبق واستخدموها في الأعوام السابقة، واحتفظت بها لارتفاع الأسعار.

شجرة الكريسماس فى لبنان العام الماضى

 

وقارنت السيدة اللبنانية وضع هذا العام بالسنوات السابقة، مشيرة إلى أنهم اعتادوا على التجهيز والتحضيرات قبل العيد بشهر، وكانت تنتشر الفرحة والزينة في كل مكان وكذلك أغاني وتراتيل العيد، موضحة أن هذا العام أصبح كل شيء مؤجلاً ومعلّقاً.

الترشيد الذى اعتمده اللبنانيين هذا العام أمتد أيضا إلى تبادل الهدايا، إذ يستشعر الأهالى الحرج بين رغبتهم في شراء الأغراض التي يتوق الأولاد لاقتنائها وعجزهم عن الوفاء بهذا، في وقت خرجت الأسعار عن السيطرة من مجوهرات، وعطور، وملابس فاخرة، وأغراض شخصية.

 

ووفقا لتقرير الاندبندنت عربية، وجدت العائلات اللبنانية نفسها مضطرة لتقليل هامش تبادل الهدايا والتجمعات العائلية بسبب الوضع الصحى، من جهة، والأزمة الاقتصادية من جهة أخرى.

وقالت كريستين يمين، أن العائلة اعتادت على تبادل الهدايا على نطاق واسع، وعدم اقتصارها على الدائرة القريبة الضيقة، ووصفت أسعار هذا العام بالخيالية، لذلك تم تخفيف الزينة، واكتفت بإهداء الأطفال الصغار لأن "براءة الطفل لا تُقدر القيمة المادية للهدية".

 

كما استنكرت سبب مضاعفة الأسعار بصورة كبيرة لدى المؤسسات التي تمتلك بضائع قديمة في مستودعاتها، وتقول أنها أثناء محاولة شراء نجمة لوضعها على رأس الشجرة أزالت الثمن عنها واكتشفت أن الثمن الجديد يمثل أربعة أضعاف ثمنها العام الماضى.

وامتدت حسابات الورقة والقلم إلى غداء العيد، لأن الميزانية لم تعُد قادرة على تطبيق استراتيجية Cheese and Wine. ، وقالت كلود عواد أن العائلة كانت تجتمع حول "الشومينيه" في منزل الابن البكر الذي كان يعتمد أسلوب الحياة المرفهة، ويُعد "بوفيه" فاخراً يتضمن أفخم الأجبان الأوروبية، والكافيار، وغيرها من الأصناف، وأشارت إلى أنها دخلت في نقاش مع أبنائها من أجل اعتماد النمط اللبناني في المطبخ، والاستعاضة عن الأطباق الأجنبية بالتبولة، والفتوش، والكبيبات، والمعجنات، إلا أنها تؤكد في المقابل أن هناك حدوداً لترشيد النفقات أو "شد الفرامل"، لأن هناك ثوابت لدى العائلة التي اعتادت على الأطباق اللذيذة من المحاشي وأرز بالدجاج.

أعباء تكاليف العيد وصلت أيضا إلى الضيافة والحلويات، فـثمن العلبة الواحدة من الشوكولاتة تجاوز 180 ألف ليرة، الأمر نفسه بالنسبة إلى البقلاوة بالفستق، كما تأثرت أجواء العيد بالزائر الثقيل كورونا، فقد انعكس التباعد الاجتماعي وسادت حالة من فتور العلاقات، وزيارات المعايدة، والطقوس والصلوات الجماعية. ومن المتوقع استمرار هذا الأمر لسنوات، مما سيؤدي إلى تغييرات دائمة في الثقافة والمجتمع.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة