دائما ما يرتبط لقب "مرات الأب" فى الأذهان بمشاعر القسوة والعنف والتعذيب، حتى أنه أطلقت العديد من الأمثال الشعبية عن قسوة زوجة الأب، ورسخت هذه الصورة بعض الحوادث والأعمال الفنية، ولكن يبقى دائماً الخير والحنان والاحتواء والعديد من الصفات الطيبة فى كثير من النساء، فلا يتغيرن حتى وإن أصبحت أى منهن يومًا فى موقع "مرات الأب".
وهناك عدد من نجمات الفن وضعتهن الظروف الإجتماعية فى موقع "مرات الأب"، فأعطت كل منهن نموذجًا حيًا للإنسانية بكل معانيها التى لا يغيرها أى ظرف أو موقع يوضع فيه الإنسان، وكن خير مثال لتحطيم بعبع زوجة الأب والصورة التقليدية الراسخة عنها فى الأذهان.
ومن بين هؤلاء النجمات الدلوعة المحبوبة الجميلة دائماً الفنانة الراحلة شادية حبيبة الملايين ومعشوقة الجماهير، التى أصبحت بعد زواجها من الفنان عماد حمدى فى موقع " مرات الأب " لابنه نادر عماد حمدى الذى تحدث عنها فى حوار لليوم السابع .
وقال نادر عماد حمدى أن الفنانة الكبيرة شادية تزوجت والده عام 1953 واستمر زواجهما لمدة 3 سنوات.
وكان الفنان عماد حمدي، متزوجاً قبل زواجه من شادية بالفنانة فتحية شريف بطلة فرقة الريحاني وأنجب منها ابنه نادر.
وقال نادر عماد حمدى: «والدي تزوج والدتي عام 1945 وأنجبني بعد 3 سنوات من الزواج الذي استمر حتى عام 1953، وفي هذا العام أثناء مشاركة أبى في فيلم "قطار الرحمة"، تعرف على الفنانة شادية وتزوجها، ورفضت والدتي الاستمرار معه، فطلبت الطلاق وانفصلا وعمري 4 سنوات».
وتابع: «كانت ماما شادية إنسانة راقية وحنونة، وكانت تعاملنى معاملة طيبة وكأنها أمى وتحنو علي عندما كنت أزور أبي في طفولتي أثناء فترة زواجهما ».
وأضاف: «استمر الزواج بين والدي وماما شادية لمدة 3 سنوات، ووقع الطلاق بينهما عام 1956، بسبب غيرة والدى الشديدة عليها، وبعد انفصالهما انقطعت علاقتي بها حتى عام 68».
يشير نادر عماد حمدي إلى أن التعاون الفني بين والده وشادية توقف لفترة بعد الانفصال، ولكنهما عادا ليعملا معا بعد فترة بفضل تدخل المخرج حلمي رفلة ، الذى كان صديقا لهما، وبالفعل عملا معا فيما يقرب من 16 فيلمًا بعد طلاقهما».
وعن علاقته بشادية بعد طلاق والده منها، قال نادر عماد حمدي: «كان والدي يشاركها بطولة فيلم عن السد العالي وكان التصوير في أسوان، وكنت في السنة الأولى بمعهد سينما وذهبت مع والدي، وقابلت «ماما شادية» وكانت وقتها متزوجة من صلاح ذو الفقار، وذهبت لأسلم عليها، فسألها والدى:«تعرفي ده مين؟»، وعندما عرفتني احتضتنى بشدة وفرحت لرؤيتي».
وأضاف: «أول ما شافتني قالتلى تعالى نكلم ماما، أنا متوقعة منها أي حاجة ولو شتمتنى مش هزعل»، وبالفعل تحدثت مع أمي، وقالت لها سامحيني، ووالدتى قدرت هذه المكالمة جدًا واستمرت علاقة الصداقة بينهما منذ سنة 68 حتى توفيت والدتى سنة 83"
وتابع: «كانت ماما شادية تزورنا في البيت وتدعونا في بيتها، وتصنع لها أمي الطعام الذي تحبه، وكانت تقولى لي دائمًا اعتبرني ماما ولو احتجت أى حاجة كلمنى "
وبحب جارف يكمل ابن الفنان عماد حمدى حديثه عن شادية ، قائلا: وقفت إلى جواري في كل أزماتي وأدين لها بالفضل طوال حياتى، كنت أشكو لها عندما أغضب من والدى أو أريد منه شيئا وكانت تكلمه، وكان والدى يحترم كلمتها وينفذ ما تطلبه».
وبكى نادر عماد حمدى، قائلاً :«ماما شادية كانت شيلاني لمدة 20 سنة من الألف للياء، وقفت إلى جوارى في أزماتى الصحية وعندما أجريت عملية القلب مرتين، وعندما مرضت زوجتي بالسرطان، وبعد وفاة زوجتي كانت تزورنا وتصطحب أبنائي معها وتشترى لهم ملابس وهدايا، ولولاها لم أكن أستطيع استكمال حياتى».
وأضاف: « أبويا لم يترك لى شيئًا لكن ماما شادية كانت أبويا وأمى، و أحن من أبويا عليا وعملتلى اللى أبويا ماعملهوش»، وكانت تقول لي دائمًا: «انت ابني وماتترددش فى الاتصال بيا فى أى وقت، وكانت تعرفني من نبرة صوتي، وبمجرد أن أتحدث معها تعرف أنني أعاني من أزمة، ولا تهدأ إلا بعد أن تساهم في حلها، وظلت علاقتي بها حتى آخر يوم في حياتها».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة