دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
تحتاج فقط لثوانى فارقة لتكون كفيلة بتغيير التاريخ وكتابة لحظات فارقة فى مشوار أى فريق، وتحويل مسار بطولاته وألقابه، فى الساحرة المستديرة، وإن تحدثنا عن الأهلى والزمالك، وكواليس اللحظات الفارقة فى تاريخهما فيكفى أن نستعيد ذكريات بطولة الدورى الممتاز موسم "2002-2003" التى تعد الأغلى فى تاريخ القلعة البيضاء والمعروف باسم "دورى سيد عبد النعيم"، حيث كان المارد الأحمر متصدرا بطولة الدورى حتى الأسبوع الأخير برصيد 66 نقطة، ويسير بخطى ثابتة نحو التتويج ببطولة الدورى، وكان فى احتياج للفوز بالمباراة الأخيرة أمام نادى إنبى الفريق الصاعد حديثًا للبطولة، إلا أن إنبى كان يُجهز مفاجأة غير متوقعة قلبت كل الموازين فى اللحظات الأخيرة، حينما فاز على أبناء قلعة الجزيرة بهدف دون رد، ليحول هذا الفوز وجهة بطولة الدورى من الجزيرة إلى ميت عقبة، وتمكن الزمالك فى نفس التوقيت، من الفوز على الإسماعيلى باستاد القاهرة، لتتوج القلعة البيضاء ببطولة الدورى هذا الموسم فى سيناريو درامى لم يتوقعه أبرز المتشائمين من جماهير الأهلى ولا أبرز المتفائلين من جماهير الزمالك.
وعن هذه اللحظات، يروى حازم إمام نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، ذكرياته عن بطولة الدورى التى توج بها الفارس الأبيض موسم 2003 فى أجواء مثيرة للغاية بعد صراع شرس مع الأهلى حتى المباراة الأخيرة من الموسم، قائلاً: "للأمانة وقتها كان أقصى أمنيات لاعبى الزمالك أن يتعادل الأهلى ونلجأ لمباراة فاصلة بحسب لائحة اتحاد الكرة آنذاك، الأهلى يلعب على ملعبه ووسط جماهيره ومع الاحترام لإنبى يواجه نادى صاعد حديثًا للدورى الممتاز وكل الظروف مهيئة لحصد اللقب للقلعة الحمراء، ويومها سألت خالد الغندور هو احنا ممكن نكسب الدورى".
وتابع حازم إمام حديثه عن التتويج التاريخى للزمالك: "كنت أجلس على الدكة وكنت الوحيد الذى أملك هاتفًا محمولاً فيه راديو ووضعت سماعة الأذن لأتابع مباراة الأهلى مع إنبى وأشاهد مباراة الزمالك أمامى مع الإسماعيلى وفجأة سجل سيد عبد النعيم هدفًا فى الأهلى قلت بلاش نفرح الأهلى متعود يسجل هدفين فى آخر دقيقة، كنت مرعوب الأهلى يعملها"، متابعًا: "من كل قلبى بجد لازم الزملكاوية اللى راحوا الماتش ده فى الملعب يتعلق صورهم فى النادى بجد ظروف صعبة جدًا، جو حر بطريقة مبالغ فيها وفرصة الفوز بالبطولة صعبة جدًا ومع ذلك أصروا وراحوا يساندونا ومؤمنين بقدراتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة