أكرم القصاص - علا الشافعي

وزير الأوقاف السودانى يؤكد وحدة مصير القاهرة والخرطوم.. نصر الدين مفرح فى حوار لـ "اليوم السابع": نسعى للاستفادة من تجربة مصر فى تجديد الخطاب الدينى ونبذ العنف والتشدد.. ويؤكد: تعرضت للضرب والاعتقال سنوات طويلة

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 06:21 م
وزير الأوقاف السودانى يؤكد وحدة مصير القاهرة والخرطوم.. نصر الدين مفرح فى حوار لـ "اليوم السابع": نسعى للاستفادة من تجربة مصر فى تجديد الخطاب الدينى ونبذ العنف والتشدد.. ويؤكد: تعرضت للضرب والاعتقال سنوات طويلة نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • يوجد فى مصر 4 ملايين لاجئ سودانى

  • شيخ الأزهر خصص 200 منحة دراسية مجانية
  • الإسلام والمسيحية دخلت السودان عن طريق مصر

  • الإخوان حولت الحج والعمرة لبيزنس ومجاملات لأتباعهم
  • لا يمكن فصل الدين عن السياسة

  • استرداد عقارات وقفية استولت عليها الإخوان بقيمة 397 مليون دولار
  • قطعنا الطريق على أئمة الإخوان ومن يدعو للتشدد والتكفير لن يصعد المنبر

  • فقدنا 2 مليون سودانى بسبب الحروب
  • دعوتى لعودة اليهود للسودان لا يتعارض مع موقفنا من القضية الفلسطينية

  • نسعى للاستفادة من تجربة مصر فى تجديد الخطاب الدينى


"شكرًا للمصريين لوقوفهم الدائم مع شعبنا".. بهذه العبارة عبر نصر الدين مفرح، وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى، عن شكر بلاده وتقديرهم لمصر لوقوفها إلى جانب السودان على مر التاريخ لاسيما فى السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن بلاده تسعى منذ نجاح الثورة التى اندلعت فى ديسمبر عام 2018، وتولى الدكتور عبدالله حمدوك رئاسة الحكومة الانتقالية، فى أغسطس عام 2019، إلى تحقيق مبادئ الثورة وهى "حرية، سلام، وعدالة"، ووضع إطار عام وسياسية واضحة للدولة.

مفرح أضاف فى حوار لـ "اليوم السابع"، على هامش زيارته مصر لمشاركة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إطلاق الدورة التدريبية المشتركة لأئمة السودان ومصر، أن التعاون مع مصر لم يأت من فراغ، فين البلدين مشتركات كبيرة جدا، مثل العمق التاريخى والجغرافى فما تتأثر به السودان تتأثر به مصر والعكس، والإسلام والمسيحية دخلت السودان عن طريق مصر ، ومعظم أئمة و دعاة وفقهاء السودان درسوا وتلقوا تعليمهم عن علماء الأزهر الشريف.
 

انفتاح السودان على العالم

وأوضح مفرح أن الحكومة الحالية فى بلاده تنتهج سياسة الانفتاح على العالم الخارجى، عكس عقود الماضية التى سيطرت فيها جماعة الإخوان و جثمت على صدر البلاد سنوات طويلة حاولت أدلجة الخطاب الإسلامى وبسبب الممارسات السيئة جدا حدث انغلاق للسودانيين والحكومة السودانية على العالم الخارجى، وأصبحنا فى قائمة الدول الراعية للإرهاب، لذلك أول وجهة اتجهت بلاده لها للتعاون هى مصر.

ويضيف وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى:"فى زيارة وزير الأوقاف المصرى للسودان لمشاركتنا لتجديد الخطاب الإسلامى اتفقت رؤانا على أن المنهجية العلمية فى استنهاض همم الأئمة والدعاة وإيصال الأهداف الاستراتيجية الكبرى للوزارتين هو المنهجية العلمية، وهذه المنهجية العلمية فى إدارة مؤسسات الدولتين اتفقت رؤانا وأفكارنا و وسائلنا فيها لذلك نركز على الورش والتدريب لرفع قدرات الأئمة والدعاة للتفاعل مع قضايا المجتمع ونسعى للاستفادة من تجربة وزارة الأوقاف والأزهر الشريف فى تجديد الخطاب الدينى وتأسيس خطاب إسلامى متجدد يواكب متطلبات المرحلة والعصر".

وزير الاوقاف السودانى مع الزميل على عبد الرحمن
وزير الاوقاف السودانى مع الزميل على عبد الرحمن
 

ولفت مفرح، إلى أن النظام السابق "نظام عمر البشير"، سادت فى عهده 3 أنواع من الفساد، أولها فساد الخطاب الإسلامى، قائلاً:"حاول النظام السابق أدلجة الخطاب الإسلامى ليسير فى اتجاه منغلق ومكرس لتقزيم الخطاب الإسلامى وتمنهج بأيديولوجية واحدة وخطاب تكفير ما جعل هناك احتراب فى السودان، وما جعلنا نفقد مئات الآلاف من الشباب بسبب هذا التمنهج والأخطر أن فصل جنوب السودان كان بسبب العنصرية التى أحدثتها الجماعة الإسلامية، كما أنهم فسدوا فى مجال الأوقاف فما وجدوا مالا إلا وفسدوا فيه".

وتابع مفرح:"النظام السابق، حولوا الحج والعمرة لسلعة تباع وتشترى ، فكانت الجماعة والحركة الإسلامية تخصص جزءا كبيرا من رحلات الحج والعمرة لعشيرتهم وجماعتهم فمثلا السودان لها 32 ألف حاج يتم طرح فقط للعامة 16 إلى 18 ألف رحلة والبقية يتم بيعه فى السوق ولذويهم، كما أنه أى وقف خيرى عام كانوا يستولون عليه"، لافتا إلى أنه منذ توليه الوزارة وخلال 8 أشهر استرد 48 عقار وقفى بقيمة 397 مليون دولار كانت تابعة للحركة الإسلامية وجماعة الحركة الإسلامية، مؤكدا وجود عشرات الأوقاف التى يجرى العمل على استردادها.

نصر الدين مفرح، وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى
نصر الدين مفرح، وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى


"فاتورة كبيرة سددها السودانيون طوال العقود الثلاثة الماضية اقتصادية ودينية واجتماعية وسياسية".. بهذه العبارة أكد نصر الدين مفرح أن بلاده عانت الكثير خلال حكم النظام السابق، قائلاً:"كان أى تنظيم سياسى وطنى شريف يعارض النظام يتم اعتقال أفراده ومصادرة ممتلكاته، كما أن الجماعة أحدثت تهتك للنسيج الاجتماعى، وحتى على مستوى الجماعات الدينية قسمتها إلى أشلاء، وعلى المستوى الاقتصادى أٌدرجت السودان بفعل ممارساتهم وقمع الحريات الدينية واستضافتهم لإرهابيين كبار، ضمن الدول الراعية للإرهاب.
 

واستطرد مفرح:"فقدنا أكثر من 2 مليون نسمة من الشباب المستنير أطباء ومهندسين وغيرهم بسبب الحروب فى دارفور وجنوب السودان تحديدًا الذى تحول فيه الحرب من حرب أهلية تنموية إلى حرب دينية بين مسلم وغير مسلم ، كما أنه أصبح هناك أكثر 6 ملايين سودانى لاجئ فى مناطق النزوح داخل السودان أو لاجئين فى دول الجوار"، قائلاً:"نشكر مصر على استضافة أكثر من 4 ملايين نسمة من السودانيين"
 
 

الخروج من لائحة الدول الراعية للإرهاب

وأكد وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى، أن بلاده عقب الثورة وضعت استراتيجيتها خطوات للخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب من واقع الـ 6 أسباب التى تم إدراج السودان بهذه اللائحة بناء عليها، مثل القوانين التى كنت تقمع حقوق الإنسان والحريات الدينية والتعامل مع الدول الراعية للإرهاب، لافتا إلى أن جزء من هذه الاستراتيجية تعمل عليها وزارة الشئون الدينية والأوقاف، حيث عملت على إلغاء القوانين المقيدة للحريات وخاصة الحريات الدينية، فتم السماح بالحريات الدينية من واقع التنوع الموجود فى السودان ، حيث تم المساح للمسيحيين يتعبدوا بديانتهم بحرية تامة وكذلك المسلمين، قائلاً:"قديما إذا كنت ضد الدولة ومارست حقوقك داخل المسجد فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تضرب وتهان وأنا شخصيا تعرضت للضرب والاعتقال سنوات كثيرة جدا فى عام 2005 و2008 ، و2009، 2011، و2013، وفى 2019 و2019 نحن مطاردين و ملاحقين وأهدر دمنا وظللت وشاركنا فى الثورة بعد ذلك فى الخرطوم.

وأوضح مفرح أنه تم إلغاء قانون النظام العام وهو القانون الذى أنشئ ليمارس به النظام السابق، الكبت على الحريات، قائلاً:"كان قانونًا فضفاضًا يعطى السلطة لـ"شرطة النظام العام" وهى شرطة خاصة تم حلها الآن، كانت على سبيل المثال إذا وجدت فتاة ترتدى بنطلون يحكمون عليها بـ 20 جلدة وهكذا، والآن نحن اعتمدنا قانون العقوبات، ومنحنا الجميع الحرية الدينية سواء الديانات السماوية أو الأرضية لدينا مثلا "عبدة الحجارة" وهم فى أقصى جنوب النيل الأزرق وكردفان يمارسون عبادتهم بمطلق الحرية.
 

هل مازال هناك جماعات إرهابية ومتطرفة؟

وحول وجود خلايا نائمة من الجماعات الإرهابية فى مفاصل الدولة من عدمه، لفت مفرح إلى أنه تم تشكيل لجنة من المجلس السيادى الانتقالى تسمى "لجنة إزالة التمكين"، معنية بالتمكين الذى كانت تنتهجه جماعة الإخوان، ففى مجمع الفقه الإسلامى تم تفكيك أكثر من 14 شخصا من النظام البائد تم فصلهم بالقانون، قائلاً:"هناك عدد من الإخوان التحقوا عبر ديوان شئون الخدمة كموظف ولكن البعض التحق بالتوصية، فبالتالى فى مجمع الفقه الإسلامى والمجلس الأعلى للدعوة والإسلامية وإدارة الحج والعمرة كل ذلك تفكك والآن فى الوزارة سلمنا اللجنة كشفا بكل المنتمين لجماعة الإخوان لاتخاذ الإجراءات اللازمة، أما من التحق عن طريق الخدمة المدنية المعروفة لا أحد يحجر عليه ولكن إذا حدث منه أى خرق للمبدأ العام والأهداف العامة للوزارة لن يكون له مكان بيننا".

نصر الدين مفرح، وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى
نصر الدين مفرح، وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى

الخطاب الدينى فى السودان

وعلى مستوى الأئمة والدعاة والمنابر وما تم من تنقيتها من عناصر الجماعات الإرهابية، أكد مفرح أنه تم وضع لائحة تنظيم دور العبادة التى لم تكن موجودة من قبل وتشمل هذه اللائحة ضرورة إحلال وحل الجمعيات ولجان المساجد، حيث تم تشكيل لجنة لكل مسجد تأتى عن طريق الجمعية العمومية لتعيين الإمام والخطيب والفراش ويتم إلزامهم بمنهج الوزارة والمنهج العام للدولة والاعتدال والوسطية والامتناع عن خطاب التكفير والتشدد، كما تم إنشاء مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكرى بمجمع الفقه الإسلامى، وهو مختص بالجماعات التكفيرية وجماعات الإلحاد ومعني فقط بالحوار والنقاش والإقناع بالحجة والبرهان، قائلاً:"بذلك نكون قطعنا الطريق على أئمة الإخوان فمن لم يلتزم باللائحة أو يدعو للتشدد وخطاب التكفير لن يصعد المنبر".
 

يهود السودان

وعلق وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى، إلى تصريحه الذى أثار الجدل فى الشارع السودانى بدعوة يهود السودان المهاجرين للعودة إلى بلادهم، قائلاً:"منذ عام 1858 وحتى عام 1969 كان اليهود يشكلون كتلة اجتماعية واقتصادية فى السودان، وكانوا جزء أصيل من المكون السودانى، ولكن بسبب العنف السياسى الذى حدث فى عام 1969 فى فترة جعفر نميرى الرئيس الأسبق، تم تهجيرهم قسريًا، وما بقي منهم سوى أسرة أو أسرتين، وحينما دعوتهم للعودة لبلدهم من منطلق انتهاج النظام الجديد لسياسة أن المواطنة أساس للحقوق والواجبات، واجهت هجمة شديدة من السودانيين، ولكن الآن تفهموا ذلك، وأصبح لدينا حوالى 5 إلى 6 يهود فى أم درمان يمارسون شعائرهم بكل حرية، وهذا لا يغير موقفنا الثابت من الكيان الصهيونى والقضية الفلسطينية"

وأشار مفرح إلى أن أغلب المنازل التى تركها اليهود بعد تهجيرهم قسرا استولت عليها جماعة الإخوان، مؤكدا أنه يجرى الآن حصر لهذه الممتلكات لأن قانون الأوقاف السودانى ينص على أن التركات التى لا وارث لها تعود للأوقاف"

نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى
نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى
 
الفصل بين السياسة والدين

وأكد مفرح أنه لا يمكن فصل الدين عن السياسة، لأن الدين يدير الملفات الدينية والعقائدية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والاقتصادية وهو الحارس بالقيم والمبادئ هذه، قائلاُ:"فتحنا ملفا كبيرا جدا وهو السياسة الشرعية، وكل الحكومات فى السودان التى تعاقبت ما استطاعت فصل الدين عن السياسة لأن التدين فى السودان عالى جدا، غير أن كثير من العلمانين فى السودان حاولوا إبعاد الدين عن السياسية، والوثيقة الدستورية الآن واضحة حيث تنص على أن الدولة السودانية هى دولة تقوم على أساس المواطنة والحقوق والواجبات وتحترم الأديان وتكون على مسافة واحدة من كل الأديان، وأتت وثيقة السلام فى نفس الاتجاه"، لافتا إلى أن العقبة التى تقف فى علاقة الدين بالدولة هى مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقائدها عبد العزيز الحلو، الذي يطالب بفصل الدين عن الدولة ووضع 9 شروط للتفاوض واتفقنا بالفعل على 7 منها وكان مجمع الفقه الإسلامي مفاوض أساسى، حيث يشترط بوضع صيغة واضحة أن الدولة السودانية هى دولة علمانية أو ينص صراحة على أن الدولة السودانية فى ممارستها السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفصل الدين عن الدولة وجار التواصل معا لإيجاد صيغة نتلاقى فى المنتصف.
 

الأزهر ودعم السودان

ولفت وزير الشئون الدينية والأوقاف فى السودان إلى أن فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، اعتمد توفير 200 منحة دراسية للسودانيين، وتم تشكيل لجنة لاختيار المستفدين، مشيرًا إلى بلاده بدأت تنقيح المناهج الدراسية من فكر الجماعات المتطرفة والإرهابية وخاصة مناهج التربية الإسلامية، لتصبح متسقة مع الإطار العام والأهداف الخاصة بالوسطية والاعتدال.
 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة