ترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك فى مصر مساء اليوم، قداس عيد الميلاد المجيد، بمقر البطريركية بكاتدرائية العذراء في مدينة نصر، وسط إجراءات احترازية مشددة لحضور القداس تجنبًا لتفشى فيروس كورونا المستجد، وأعداد محدودة من الحضور لضمان التباعد الاجتماعى.
وألقى الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك، عظتة بمناسبة عيد الميلاد المجيد اليوم الخميس؛ بكاتدرائية العذارء فى مدينة نصر، وقال خلالها: "نصلى من أجل وطننا الغالي مصر ومن أجل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وكلّ المعاونين له فى خدمة الوطن؛ طالبين لهم الصحة والعونَ لمواصلةٍ العمل من أجل كرامَةٍ وسعادَة كُلَ المصريين ، حيث أوفد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأمين أحمد الأنصاري ممثلا له لحضور قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العذراء للأقباط الكاثوليك، كما أوفد وزير الداخليه، اللواء أسامة محمود ممثلا له.
وأضاف البطريرك: "نحتفل هذا المساء بعيدٍ ميلادٍ السَيَّدٍ المسيح له المجد كلمة الله الأزلي الذي صارٌ بشرا وعاشٌ بيننا، يعودٌ إلينا العيد ومازالَ القلقٌ والخوفُ والارتباكٌ يسودُ عالمنا مما أثر على حياتنا الاجتماعيّة والاقتصاديّةٍ وعلى علاقاتنا الإنسانيّة وخاصَةً في عائلاتنا ومجتمعنا، فهل يكونُ احتفالنا اليومَ بالميلاد تحدٌ كما كانَ يوم ميلادٍ المسيح؛ فتجدد فيه العهدّوالرجاء» ونولَدُ مَعَ المسيح مِن جديد؟ لتحاول أن نتأمّل معًّا ماذا يعني الميلاد؟".
وتابع : "أولاً: مبادرةً حُبٌ اللهِ لخلاصٍ البشر، "الله محبّة' هذا هو جوهر إيماننا المسيحي ، إنَّ أحداثٌ الميلادٍ والطفولة هي حدثٌ حقيقيٌ وليست قِصصًا للتسلية؛ فالمغارة والمزود يشير إلى الحدث العظيم، وهي دعوة إلى التجديد والميلاد من جديد، أليس هذا أيضًا شوق الانسان ورغبته الدفينة كما عبَرٌ عنها القدّيس أوغسطينوس "خلقتنا يا الله وقلوبنا قلقة إلى أن ترتاح فيك" والمسيحي مدعو لأن يزور المغارة لينال وجه المولود ويُقدّم له حبّه وفقره؛ ولا يغادرها إلا وقد حمل الطفل يسوع في قلبه وعقله إلى العالم".
واستطرد البطريرك، الميلاد فرح ومسؤولية: فمن يقبل المسيح ويبتغيه؛ مدع ليعيش في نعيم مَعَ الخليقة لأننا باتّحادنا به؛ نصير قادرين على الحبٌ والمغفرة، فالميلاد يعني ولادةً جديدةً في المسيح، وجديد في الفكر، و جديد في القلب، و جديد في العمل والعلاقات، و- جديد في الكلام، فالميلاد يعني المبادرة بالمصالحة وبناءٍ السّلام؛ "طوبي لصانعي السّلام؛ فأنهم أبناء الله يدعون".
وأردف، اليوم من خلال كلماتنا يسمع العالم صوت يسوع؛ ومن خلال أعمالنا يفهم العالم عناية الله بنا، ومن خلال محبتنا بعضنا البعض يؤمن العالم بأن الله محبة، فلنخرج من ظلمتنا ولنقم في أعمال النور ونقوم بخطوات جادة وحقيقيّة نحو بعضنا البعض، نصلّي لكي يصير الميلاد عطية حب وحوار وسلام أن يكون شفاء لبشر يتألمون وأمانا لأناس ييحثون عن مستقبل آمن، ما فائدة الكلام عن الله لمحبَّة لو لم تتجسّد هذه المحبة فينا وبنا؟، فقط هي نعمة الله المخلّصة التي تجلّت؛ تُنعش الرحاء في القلوب» وتساعدنا أن نعيد اكتشاف دورنا في المجتمع؛ لنساهم في بشارة السّلامٍ وسط جوّ يسوده الخوف وعدم الأمان، هي نعمة الله تعيننا لتحقق ما نردده في الصّلاة "ليأت ملكوتك".
واستطرد بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، نرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس ومع أخوتنا بطاركة وأساقفة الكنائس في العالم، ومن هذه الكنيسة باسمكم جميعًا نبعث بأطيب التهاني القلبية لى كل المحتفلين بالعيد وإلى شعبنا المصريّ كافة والشعوب جميعا مصلين من أجل سلام وطمأنينة العالم وأن يشملنا الله برحمته ويعْمُرٌ قلوبنا بمحبْتهٍ.
كما احتفلت الكاتدرائية الأسقفية بالزمالك، مساء، اليوم الخميس، بعيد الميلاد المجيد، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وذلك بحضور مندوبى لرئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والداخلية ومشيخة الأزهر الشريف، ومحافظة القاهرة.
ودقت أجراس كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية في الزمالك لتعلن بدء قداس عيد الميلاد المجيد المعروف باسم الكريسماس إذ تتبع الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية التقويم الغربي وتحتفل بميلاد المسيح ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر، كما بدأ موكب المطران الدكتور منير حنا في الدخول ليعلن بدء صلوات القداس الإلهي إذ خرج من مقره يتقدمه الشمامسة ثم القساوسة ونائبه وصولًا إلى رئيس أساقفة الكنيسة في نهاية الموكب الكنسي الذي ينتهي بهيكل الكنيسة.
وأكد الدكتور منير حنا رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية ، أن مصر تنعم بالأمن والأمان والسلام بفضل جهود أبناءها، قائلا: لولا الأمن والأمان فى مصر ما استطعنا الاحتفال بعيد الميلاد، مقدما الشكر لرجال الشرطة على جهودهم.
وأضاف رئيس اساقفة إقليم الإسكندرية، خلال كلمته بقداس عيد الميلاد، أن الرئيس السيسى يقود مسيرة التنمية، وهو ما ظهر جليا فى المشروعات القومية، والوحدات السكنية التى يتم توفيرها من الحكومة لكافة المصريين وخاصة متوسطى الدخل والبسطاء.
وصلى الدكتور منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الإنجليكانية لأجل مصر في قداس عيد الميلاد المجيد مؤكدا: لولا الاستقرار الأمني ما استطعنا الاحتفال بالعيد.. وتابع في عظة القداس: أقدم شكر خاص لكل رجال الشرطة الذين بذلوا جهدا كبيرا لنحتفل بأمان
وقال حنا: نصلي لأجل مصر لقد عشنا بناء مشروعات عملاقة فالدولة تولي حق السكن رعاية خاصة وتبني آلاف الشقق كل يوم إلى جانب مبادرات مختلفة تهدف لرفعة الإنسان المصري مثل 100 مليون صحة
وأعرب المطران عن شكره للرئيس السيسي وللحكومة المصرية التي تقود طفرة في الرخاء وتبني إنجازات ضخمة نشكر الله عليها
وحضر كل من اللواء أشرف جاب الله مندوب عن رئيس الجمهورية، واللواء عبد السميع شبانة مندوب وزير الداخلية، والسفير أحمد إيهاب جمال الدين مساعد وزير الخارجية مندوب عن وزارة الخارجية، واللواء إبراهيم عبد الهادى مندوب محافظ القاهرة، والدكتور الشيخ محمد أبو زيد الأمير مندوب عن فضيلة الإمام الأكبر، والسفير عبد الرحمن موسى مستشار فضيلة الإمام الأكبر، والسفير البريطانى جيفرى آدمز، واللواء محمد عقل رئيس حى غرب، والمستشار عدلى حسين محافظ القليوبية السابق، كما هنأ بالبرقيات وتليفونيا، كل من رئيس مجلس الوزراء، والبابا تواضروس الثانى، والدكتور على جمعة، ووزير الصناعة السابق والدكتور ابراهيم فوزى، والسفير رؤوف سعد.
كما هنأ الدكتور منير حنا رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية جموع المؤمنين بعيد الميلاد السيد المسيح، وقال في عظة قداس العيد: بينما يسود العالم كله شعور بالقلق والخوف من انتشار الوباء وظهور سلالات جديدة من الفيروس، فإن ميلاد المسيح ينير الظلمة مضيفًا: لاشك إن العالم من حولنا يئن بسبب أحبائنا الذين فقدناهم وبسبب التباعد الاجتماعى بين الأسر والأصدقاء وتدهور الاقتصاد والبطالة.
وتساءل المطران: فهل من المناسب أن نحتفل بميلاد المسيح فى وسط كل هذه الأحداث؟ مضيفا: لقد فكرت كثيراً فى هذا الأمر ووجدت أن ميلاد المسيح مرتبط بالنور والنور ينير فى الظلمة ويعطى الرجاء للسالكين فى الظلمة، سواء كانت هذه الظلمة بسبب الظروف القاسية أو بسبب خطايانا.
واعتبر المطران: إن الاحتفال بميلاد المسيح يساعدنا أن ندرك أنه بالرغم من كل الظروف الصعبة، يوجد إله محب ورحيم وقادر أن يمنحنا السلام والفرح فى وسط كل الظروف التى تحاول أن تسلب سلامنا وتدفعنا إلى الحزن والاكتئاب.
ووفرت الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية خدمة الترجمة الفورية للغة الإشارة وخصصت ركنًا للصم وضعاف السمع داخل كاتدرائية جميع القديسين بالزمالك التي يترأس فيها الدكتور منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة صلوات عيد الميلاد المجيد
كما شهدت الكنيسة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي خلال أداء صلاة عيد الميلاد، حيث حرصت الكنيسة على وضع المقاعد على مسافات متباعدة فى ظل الإجراءات الوقائية لمجابهة فيروس كورونا، كما حرصت الكنيسة على فحص المترددين على الكنيسة.
الجدير بالذكر إن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول في مصر وشمال إفريقيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربري ويتبع اتحاد الكنائس الانجليكانية في العالم.
وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839 عندما منح “محمد علي باشا” والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس”مرقس” الأسقفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة