قال بابا الفاتيكان ، البابا فرنسيس، مخاطبا اللبنانيين بمناسبة عيد الميلاد "أيها الأحباء أبناء لبنان وبناته، ارفعوا نظركم في ظلام الليل، ولتكن لكم نجمةُ بيت لحم دليلاً ومشجعا للدخول في منطق الله، لكي لا تُضلوا الطريق ولا تفقدوا الرجاء".
وكتب البابا في الرسالة التي وجهها إلى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكية للموارنة، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وإلى جميع اللبنانيين، "إليكم يا صاحب الغبطة، ومن خلالكم إلى جميع اللبنانيين، بدون تمييز بين الطوائف أو على أساس الانتماء الديني، أود أن أوجه بعض كلمات التعزية والتشجيع، بمناسبة الاحتفال بميلاد ربنا يسوع المسيح، أمير السلام"، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية.
وأضاف البابا فرنسيس "أيها الأحباء أبناء لبنان وبناته، كبير ألمي عندما أرى الوجع والقلق الذي يخنق روح الإقدام والحيوية التي فطرت عليها بلاد الأرز، وما يؤلم أكثر، هو تيقن اختطاف كل الآمالِ الغالية بالعيش بسلام، وبالبقاء، للتاريخ وللعالم، رسالة حرية وشهادة للعيش الجيد معًا. وأنا، الذي أشارككم، بقلب صادق، كل فرح، كما أشارككم كل خيبة، أشعر اليوم، في عمق نفسي، بهول خساراتكم، خصوصًا عندما أفكر بالكثير من الشباب الذين انتُزع منهم كل رجاء بمستقبلٍ أفضل. ولكن، في يوم الميلاد هذا، "الشعب السائر في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا" (أشعيا ۹، ١). إنه النور الذي يهدئ المخاوف ويسكب في كل فرد الرجاء الأكيد أن العناية الإلهية لن تترك لبنان أبدًا وتعرف كيف تحول هذا الحزن أيضًا إلى خير.
وأضاف "من هذا المنطلق، أناشد الزعماء السياسيين والقادة الروحيين، مستعيرًا هذا المقطع من إحدى الرسائل الراعويّة للبطريرك الياس الحويك: "أنتم أيّها المسئولون، أنتم يا قضاة الأرض، أنتم يا نواب الشعب، الذين تعيشون نيابة عن الشعب، أنتم مُلزمون، بصفتكم الرسمية ووفقًا لمسؤولياتكم، أن تسعوا وراء المصلحة العامة. وقتكم ليس مكرّسًا لمصالحكم، وشغلكم ليس لكم، بل للدولة وللوطن الذي تمثّلونه". ختامًا، إن محبتي للشعب اللبنانى الغالي، الذي أنوي زيارته في أقرب فرصة ممكنة، إضافة إلى الاهتمام الدائم الذي حرّك عمل أسلافي وعمل الكرسي الرسولي، تدفعني للتوجّه مجددًا إلى المجتمع الدولي. لنساعد لبنان على البقاء خارج الصراعات والتوتّرات الإقليميّة. لنساعده على الخروج من الأزمة الحادة وعلى التعافي.