يقدم مركز المسبار للدراسات والبحوث فى كتاب "الإرهاب فى النقاش الفلسفى: الفهم والثغرات" أطروحات بعض الفلاسفة الغربيين حول الظاهرة الإرهابية المعاصرة، وتصدعات تفسيراتهم لها.
وتعرض الدراسات للنقاشات الفلسفية الأوروبية والأمريكية، وتجلياتها العربية، فى قراءة الإرهاب، ومن بين الفلاسفة الذين دُرِسوا: جاك دريدا، وجان بودريار وإدجار موران، وحنة أرندت، ويورجن هابرماس، وجوديث بتلر، وسلافوى جيجك.
ويتطرق الكتاب إلى النقاشات الفلسفية اليسارية الغربية المعاصرة حول الإرهاب، فى ضوء التحوّلات العالمية الراهنة، أولاً؛ والهجمات الإرهابية التى شهدها القرن الحادى والعشرون، ثانيا يُلاحظ أنّ الخلاصات التى خرجت بها النظريات الفلسفية المفسرة للإرهاب، هشّة وضعيفة وليست متصلة بواقع الظاهرة وجوهرها. لذا يُعد الكتاب بمثابة مقدمة تمهيدية وضرورية، لنقد الثغرات التى وقعت فيها تحليلات فلسفية، سعى الإسلامويون للانفتاح غير المشروط عليها واستغلالها، ظناً منهم أنها تشاركهم خصومتهم وعداءهم الصلب، للدولة وفكرتها وقيم المواطنة!
قدم بعض الفلاسفة "تحليلات قلقة" ليس من التسرّع ردُّها إلى التعاطف اليسارى مع كل الموجات الثورية ضد سلطة الدولة، ولكن من الضرورى فهمها ضمن مسار يناقش إغفالها لطبقات الإرهاب المعاصر؛ ومحاولتها التفكير أكثر مما يجب فى تحليل أحداث بارزة مثل؛ هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 الإرهابية، مثلاً، إذ تغرق بعض النظريات فى اعتبارها فرصة لمراجعة السياسة الخارجية الأميركية فى منطقة الشرق الأوسط، بدلاً من الاعتراف بوحشية الإرهابيين؛ وهذا التفكير الفلسفى المستثار؛ يتسق مع النظريات الباردة التى ترى فى العنف الأصولى ردّة فعل على الاستعمار الجديد؛ أو الحداثة، ودائماً ما يظهر أثره؛ فى التشكيك فى احتكار الدولة للعنف المشروع؛ والولع بوصف تجاوزاتها بالإرهاب!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة