استطاع صلاح جاهين، بكلمات بسيطة وصدق مشاعره أن يعيش فى وجدان المصريين، فكان واحدًا ممن كتبوا عن كل الفئات، وعبر عن آمال وأحلام الفقراء، واستطاع أن يعيش فى عمق الروح المصرية، كموهبة خالدة دائما، وتمر اليوم الذكرى الـ90 على ميلاد فيلسوف الفقراء، الضاحك الباكى صلاح جاهين، إذ ولد فى 25 ديسمبر عام 1920، وهو شاعر ورسام كاريكاتير وممثل مصرى يسارى الفكر، قام بتأليف ما يزيد عن 161 قصيدة، منها قصيدة "على اسم مصر" وأيضا قصيدة "تراب دخان" التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967، كما أنه مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر.
العديد من الكتب تناولت حياة ومسيرة الشاعر الكبير الراحل، وكواليس حياته المليئة بالأحداث والحكايات والأسرار أيضا، منها:
كتاب أيام صلاح جاهين
الكتاب من إصدارات دار "عين" للنشر ويقع فى حوالى مائتان وأربعون صفحة من القطع الصغير، ويتكون من إحدى عشر فصل لكل منهما عنوان مختلف يتناسب وطبيعة ما يسرد بداخله.
ويتحدث الكتاب عن أنه أحيانًا يراود البعض منا سؤال وهو "لماذا اختار جاهين العامية ليعبر من خلالها عن أفكاره؟" وهذا السؤال أجابه نجله بهاء جاهين بمقدمة الكتاب، حيث قال: إن اختيار جاهين للعامية ليس مجرد تأكيد للانحياز للفقراء وغير المتعلمين وإنما لإثبات صحة فرضية بعينها وهى أن اللغة العامية قادرة على أن تعبر فنيًا بشكل راقى كما تستطيع الفصحى وأى لغة أخرى وبالفعل نجح جاهين فى تأكيد ذلك.
للنجاح عند جاهين رؤية أشار لها بهاء جاهين وهى ألا يكرر الفنان نجاحه بمعنى أن ينسى بعد كل نجاح الوصفة الفنية التى حقق من خلالها التفوق لينتقل إلى بداية جديدة تنقله إلى نقطة مختلفة تمامًا فى مسيرة عطائه.
صلاح جاهين: أمير شعراء العامية
تميز الكتاب بغنى الطرح وتنوعه، إذ جمع بين الطابع الحوارى والقراءة التحليلية والمحطات الدرامية والإنسانية، فضلًا عن نصوص بعينها تدلل على القناعات الفكرية والوطنية لجاهين، إضافة إلى الوقفات التوثيقية والفرزية لرؤية آخرين للعالم الشعرى لجاهين.
عرض محمد بغدادى كذلك لملابسات لقائه المطول بجاهين، والذى امتدت بعده العلاقة بينهما ومشروع هذا الكتاب بينهما، الذى لم يقدر لجاهين أن يشهد صدوره، والكتاب فى مجمله يقدم قراءة رائعة وشاملة وبانورامية لكل المجالات الإبداعية لجاهين شخصاً ونصاً ورسماً ومواقف ومثقفاً وإنساناً وأباً وفى نهاية الكتاب خصص "بغدادي" ملحقاً يقع فى نحو خمسين صفحة يضم رسومات لصلاح جاهين، ويسبقه ملحق آخر، يقع فى أكثر من ستين صفحة يضم نخبة من النصوص الجاهينية المختارة وغير الملحقين، فإن الكتاب يضم عشرين فصلاً، كل منها يعرض لملمح إبداعى لجاهين.
سداسية صلاح جاهين الكاريكاتورية
هذا الكتاب للشاعر محمد بغدادى، يضم بين دفتيه المئات من الضحكات والتأوهات.. المضحك والمبكى والصارخ من كاركاتير رسمه قلب رقيق نابض بالحياة لم يضى السكوت امام كل ما يراه من كوارث تحدث فى الحياة الخاصة فى تلك الحقبة وهى النصف الثانى من القرن العشرين التى عبر صلاح جاهين برسمه عما أصابها وأصابه من جرائها.. وفى هذا الكتاب سنرى مصر من قلبها.. القاهرة بكل تناقضاتها.. بكل أحزانها خاصة بعد الانكسار الذى حدث من الهزيمة عام 1967 وما تبعه من أحداث.. إلى قلب القاهرة.. من قلب منزعج مما يحدث.. قلب سداسيات صلاح جاهين.
صلاح جاهين شاعر الجماهير
كتب فؤاد قنديل عن "هذه البللورة التى أضاءت ولونت حياتنا منذ أوائل الخمسينات من القرن العشرين"، موضوع "لماذا أكتب عن جاهين؟" كان رائعا، ثم يكتب عن سيرة حياته وشخصيته والعوامل المؤثرة فيه، ويعرض أعماله المتنوعة، ويقتبس منها ويشرح بعض هذه الاقتباسات.
أيام مع صلاح جاهين التداخل ونزيف الزمن
رغم أن الشاعر الكبير صلاح جاهين لم يترك لنا سيرة ذاتية، لكن زوجته الفنانة والكاتبة منى قطان، أصدرت هذا الكتاب، حاضرة فى أغلب صفحات الكتاب، بموازاة حضور صلاح نفسه، فهى تقول: "لا أذكر تفاصيل كثيرة عن طفولتى المبكرة. استقيت معلوماتى من الصور التذكارية التى أظهر فيها مندهشة أو خائفة لا أجد نفسى أبتسم فى أى صورة منها".
وتفاجأك الكاتبة والتى اشتهرت بدور مساعد فى خلى بالك من زوزو، وأعمال تلفزيونية وسينمائية وإذاعية متفرقة، بموهبة فى السرد وعذوبة وعمق وجدانى يدهشك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة