يحتفل المسيحيون الغربيون، اليوم، بأعياد الميلاد (الكريسماس) ذكرى ميلاد يسوع المسيح، والذى يبدأ من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر فى التقويمين الجريجورى واليوليانى غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.
وكما كان لكل العظماء فى التاريخ أصحاب وتلاميذ وأتباع أتقياء، كان ليسوع المسيح تلاميذا، وهو المصطلح الذى يستعمل للدلالة على رسل المسيح الإثنا عشر، تم استخدامه فى الأناجيل للدلالة على أعداد مختلفة من التلاميذ، فى سفر أعمال الرسل، الرسل أنفسهم لهم تلاميذ، كلمة "تلميذ" تستعمل ككلمة لتعريف الأشخاص الذين يطلبون التعلم من المسيحية.
وكان لهؤلاء التلاميذ أو الرسل الإثنا عشر، مسيرة طويلة بعد المسيح، كانت سببا فى انتشار الديانة المسيحية، ووصول تعاليم وآيات ومعجزات المخلص يسوع المسيح، فما كانت نهاية هؤلاء الرسل، وأين ذهبوا؟، وهو ما نرصده فى التقرير التالى حسبما تذكر المصادر المسيحية، من بينها موقع الأنبا تكلا:
بطرس
عمل بطرس فى الوعظ والتبشير لمجتعمات متفرقة من المسيحيين الجدد سواءً أكانوا من أصول يهودية أو وثنية يونانية فى مناطق مختلفة من بلاد الشام وآسيا الصغرى واليونان، قبل أن يتجه إلى روما مؤسسًا كنيستها أيضًا حيث قضى فيها نحو 25 عامًا قبل أن يقتل خلال اضطهاد المسيحيين الذى تم أيام الإمبراطور نيرون عام 67 وفق عقائد الكنيسة الكاثوليكية. تنص التقاليد الكنسية أيضًا، أن بطرس قد صلب رأسًا على عقب أو على صليب مقلوب إذ إنه لم ير نفسه أهلاً ليموت بنفس الطريقة التى مات بها يسوع المسيح.
أندراوس
يقول التقليد إن أندراوس استشهد فى باتريا فى أخائيا فى القسم الجنوبى من بلاد اليونان وأنه صلب على صليب، وهذا النوع من الصلبان يسمى الآن صليب القديس أندراوس، ويقول تقليد آخر أن سفينة كانت تحمل شيئين من بقايا أندراوس غرقت بالقرب من المكان من المعرف الآن باسم مدينة القديس أندراوس فى اسكتلندا، وتقام ذكرى استشهاده فى 30 من نوفمبر من كل عام.
يعقوب بن زبدى
أحد الاثنى عشر والأخ الأكبر ليوحنا الرسول، ويظن أن سالومة أمهما أخت أم يسوع، فهو ابن خالة يسوع، وقد ترك مهنة الصيد وتبع يسوع ويذكره الإنجيل دائمًا مع يوحنا رفيقه فى العمل، ونجده بعد الصلب مع غيره من الرسل فى الجليل، وفى أورشليم، وختم شهادته بالموت، لأن هيرودس أجريباس الأول أمر بقطع رأسه، وكان ذلك على الأرجح سنة 44 م. وبذلك كان أول الرسل الذين ختموا حياتهم بدم شهادتهم.
يوحنا الرسول
انتقل وبرفقته مريم والدة يسوع إلى مدينة أفسس جنوب آسيا الصغرى، حيث اعتنى يوحنا بالعذراء كابن متفان حتى وفاتها، ويعتقد أنه كتب فى تلك المدينة الرسائل الثلاث المنسوبة إليه، بعد ذلك ألقى القبض عليه من قبل السلطات الرومانية ونفى إلى جزيرة بطمس اليونانية ويظن أنه كتب هناك سفر الرؤيا، وبحسب كتابات ترتليانوس فإن الرومان حاولوا تعذيب يوحنا قبل إرساله إلى منفاه وذلك بوضعه فى قدر زيت مغلى كبير ولكن ذلك لم يؤذه بشئ، يعتقد أنه الوحيد الذى مات موتا طبيعيا بين التلاميذ الإثنى عشر ويعتقد أن قبره موجود فى مدينة سيلجوك التركية.
فيلبس الرسول
حمل بشرى خلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فيرجيا، وانتهى به المطاف فى مدينة هيرابولس حيث استشهد مصلوبًا بعد أن ثار عليه الوثنيون.
برثولماوس الرسول
بشر فى بلاد اليمن وترك لهم نسخة من إنجيل متى باللغة العبرية، وجدها العلامة بنتينوس عميد المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية عندما ذهب إلى هناك حوالى سنة 180م، وقد اختلفت الروايات فى طريقه استشهاده، فمنها ما ذكر أنه صلب ومنها ما قال إنه سلخ جلده وقطعت رأسه.
متى الرسول، لا يعلم بالضبط كيف وأين قُتل متى الإنجيلى ولكن بعض القصص التراثية تروى بأن متى بشر وقتل فى سبيل إيمانه فى إثيوبيا، قصص أخرى تحكى أنه قُتل فى مدينة هيرابوليس اليونانية – تقع اليوم فى تركيا – يؤيد هذه الرواية القديس إيبيفانيوس أسقف قبرص (القرن الرابع) الذى يعتقد بأن متى العشار قُتل فى هيرابوليس أما التلميذ الذى استشهد فى إثيوبيا هو متياس الذى أخذ مكان يهوذا الإسخريوطى فى جماعة الإثنى عشر.
توما
بحسب التقليد الكنسى فإن توما الرسول واعظ الإنجيل فى الرها بشمال شرق سورية ودفن فيها كما أنه بشر فى بريثا وبلاد فارس وكان أول من بشر فى الهند وهناك قتل على يد كهنة الأوثان بالرماح لذلك يصور فى الأعمال الفنية وهو يحمل رمحا، يكن مسيحيو الهند احترامًا كبيرًا للقديس توما ويعتبرونه شفيع بلادهم وخاصة الهنود الذين يتبعون الكنيسة السريانية والذين يسمون أنفسهم بمسيحيى مار توما حيث أنهم يؤمنون بأن كنائسهم أسست من قبل توما الرسول مباشرة.
يعقوب بن حلفى
لا يِعرف الكثير عن حياته وعن عمله التبشيرى ولكن بحسب التقليد الكنسى فإله ربما قتل على يد اليهود لمهاجمته الشريعة اليهودية، وهناك قصص أخرى تروى بأنه قُتل صلبًا فى جنوب مصر حيث كان يعظ بالإنجيل. وقصص أخرى تقول بأنه مات بعد أن نُشر جسده إلى قطع عدة لهذا يصور هذا الرسول فى الأعمال الفنية غالبًا وهو يحمل منشار.
سمعان القانوى
فى التقليد الكنسى يذكر الرسول سمعان غالبا مع الرسول تداوس على أنهما كانا يبشران معا، لذلك تعيد لهما الكنيسة الكاثوليكية فى يوم واحد 28 أوكتوبر من كل عام، يعتقد أن سمعان القانوى التحق بزميله يهوذا تداوس للتبشير فى بلاد فارس وأرمينيا حيث قتلا هناك فى سبيل إيمانهما. روايات أخرى تقول بأنه بشر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبانه زار بريطانيا ومات فيها.
تداوس
استنادا لرأى الكنيسة الأرمنية الرسولية فأن الرسول تداوس هو أحد تلاميذ المسيح الذين أدخلوا المسيحية إلى أرمينيا، وفى الكنيسة الكاثوليكية يعتبر تدَاوس شفيع القضايا الميؤس منها، ويصور فى الأعمال الفنية غالبا وهو يحمل فأسا حيث يُعتقد بأنه قتل بقطع رأسه بواسطة هذه الأداة، وفى أعمال أخرى يرسم وهو ممسك برسالته "رسالة يهوذا" وهى من ضمن أسفار العهد الجديد وتنسب إلى هذا الرسول.
يهوذا
بحسب الأناجيل القانونية فإن يهوذا الإسخريوطى هو التلميذ الذى خان يسوع وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة وبعد ذلك ندم على فعلته ورد المال لليهود وذهب وقتل نفسه، وبعد قيامة يسوع من الموت اختار الرسول متياس بديلا عن يهوذا ليكون من جملة الاثنى عشر.