تشهد بحيرة البرلس أعمال تطهير وتعميق، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، باعتبارها ثانى أكبر البحيرات الطبيعية فى مصر من حيث المساحة حيث تقع على مساحة حوالى 108 آلاف فدان تقريبا، بعد تناقص 50% من مساحتها الأصلية نظراً للتعديات عليها، وتقع فى محافظة كفر الشيخ، لها دور كبير فى استقبال الطيور البرية المهاجرة وقد أعلنت كمحمية طبيعية 1998م، بها 28 جزيرة على مسافات كبيرة يعيش عليها بعض الصيادين، وعدد من الأهالى، وتربية المواشى وغيرها من الحيوانات.
ويعتمد أهالى البرلس على البحيرة، لكسب أرزاقهم، ففى الصباح الباكر يخرج الصيادون من منازلهم المجاورة للبحيرة سواء فى مدينة برج البرلس أو بقرى بر بحرى أو غيرها، وتخرج زوجات الصيادين لمساعدتهم أو لبيع الأسماك التى يصطادونها، فعلى الطريق الدولى الساحلى تجد العشرات من زوجات الصيادين يضعن السمك فى أوان، وتعرض بيعها بالشروة، والشروة يبدأ ثمنها من 20 جنيها لـ 40 جنيها، وهى أرخص من البيع بالكيلو، وتتنوع المهن فى البرلس فمن مواطنيها من تخصص فى الصيد، ومنهم من تخصص فى صناعة شباك الصيد، ومنهم من تخصص فى إصلاح أعطال المراكب، ومنهم من تخصص فى صناعة المراكب.
وأكد عبد النبى عبد المقتدر شحاتة، شيخ الصيادين بالبرلس، أن بحيرة البرلس تشهد اهتماما كبيراً من القيادة السياسية من أعمال تطوير وتطهير، مما أعاد لها الحياة بعد أن فقدنا الأمل فى تطهيرها وتعميقها على مدار عشرات السنوات، بالإضافة إلى حملات ضبط مافيا الذريعة، مشيراً إلى أنه يتابع أعمال تعميق البحيرة والذى يتراوح حسب المناطق التى يتم بها التعميق ما بين 5 أمتار لـ 8 أمتار يعجزهم عن صيد الذريعة، أما بقية الصيادين سعداء بما يتم شريطة استكمال أعمال التطهير لكل مساحة البحيرة ولا يقتصر فقط على تلك المساحة.
وأضاف شيخ الصيادين، أنه تم غلق هويس الخاشعة، لمنع صب مياه مصرف كوتشنر فى بحيرة البرلس لمنع تلوثها، حفاظاً عليها من صرف مجارى ومصانع المحلة الكبرى وكفر الزيات التى تلوث مصرف كوتشنر، وهناك 7 مصارف أخرى تلقى بمياه الصرف الزراعى فى بحيرة البرلس، مؤكداً أن ماكينة الصرف تلقى فى الثانية الواحدة 90 متر مياه، مطالباً بتحلية المياه وإعادتها للاستفادة منها فى رى الأراضى، كما حدث أيام اللواء أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية ومحافظ كفر الشيخ الأسبق، الذى استغل مصرف الهوكسه وأقام هوايس عليه مما أدى لرى 400 فدان أرز.
وقال محمد شرابى، نقيب الصيادين بالبرلس، إن الدولة تعمل جاهدة فى تطوير وتطهير بحيرة البرلس من خلال 3 مراحل، وكان له أثر كبير فالأسماك ببحيرة البرلس زادت، نتيجة التطهير والتعميق وتعددت أنواعها، فقد ظهرت أسماك الجمبرى لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما، بالإضافة لأسماك القاروص والدنيس، مشيراً إلى أن صغار الصيادين عادوا للبحيرة بعد انقطاعها عنها لقلة الأسماك.
وأضاف المهندس وائل سعيد السعداوى مدير مشروع تطوير بحيرة البرلس، أن ما تم بالبحيرة من عمليات تطهير وتعميق البوغاز فى المرحلة الأولى وجارى عمله فى المرحلة الثانية تكلفت 455 مليون جنيه، المرحلة الأولى بمساحة 1500 فدان والمرحلة الثانية بمساحة 1500 فدان، وتكريت بوغاز البرلس وعمل 3 قنوات شعاعية، لتوصيل مياه البحر للبحيرة لزيادة ملوحة المياه، بالإضافة لتكسية البوغاز على جانبيه، وإنشاء حماية لشاطئ البوغاز بطول 3كيلومترات على الجانبين.
وقال وائل السعداوي، إنه تم إزالة جزيرة أمام مبنى شرطة المسطحات والمجاورة للبوغاز لسرعة سهولة سريان المياه للبحيرة وتكثيف المياه لها، بالإضافة لإزالة بقية مساحة الجزيرة على مساحة 30 فدانا، لضمان وصول المياه المالحة بسهولة من خلال عملية المسح الشامل، لأن الجزيرة كانت تعيق جريان المياه، و الهدف من عمليات التطهير والتعميق، زيادة إنتاجية الأسماك بالبحيرة وظهور أسماك كانت اختفت بعض الشىء، منها القاروص والجمبرى والدنيس والبورى، بالإضافة لزيادة معدل إنتاجية الأسماك، مؤكدا أن ما يميز الأعمال التى تجرى بالبحيرة أن التنمية مباشرة، فيتم التكريت وبعدها مباشرة يستفيد الصياد من ذلك بصيد الأسماك القادمة من البحر، وعملية التكريك تؤدى لزيادة مساحة البحيرة مما يؤدى لزيادة أسماك البحر التى يتهافت الصيادون لصيدها وبيعها لزيادة دخلهم.
وأشار وائل السعداوى، إلى أن أعمال تعميق البحيرة يختلف من مكان لآخر فوسط البحيرة تتم تعميق البحيرة بعمق متر و 35سنتيمتر، أما البوغاز تكريكه بعمق 5 أمتار، وكلما زاد العمق يمنع صيد الزريعة، فالبوغاز الشريان الرئيسى لدخول المياه المالحة وصيد الزريعة يحرم البحيرة من دخول الأسماك، مؤكداً أن مافيا صيد الزريعة خانقين على ما يتم بالبحيرة من تكريك وتطهير لأنه تعميق البحيرة من ناحية البوغاز لـ 5 أمتار يمنع من جرفهم للزريعة، فهم يفرشون الشبك الذى يجرف الزريعة على عمق 50 سم، وزيادة العمق يؤدى لعدم استطاعتهم صيد الزريعة، مؤكداً أن ما يتم بالبحيرة من أعمال يكون بالتشاور بين العلم والخبرة، فالعلم لوجود مكتب استشارى، والخبرة من خلال جمعيات الصيادين، والثروة السمكية، وتُعقد اجتماعات بين الثروة السمكية والمسطحات لإجراء أعمال التطهير والتعميق، ونرفض تدخل أى عناصر فاسدة هدفها صيد الزريعة وتحرم صغار الصيادين من خيرات البحيرة.
وقال المهندس عمرو عيد فهمى، مهندس بشركة المقاولون العرب، إن الهدف من الأعمال التى نقوم بها، الحفاظ على بحيرة البرلس وتنمية الثروة السمكية وتوسيع المسطح المائى لبحيرة البرلس، مما ينعكس على إيجاد فرص عمل وإحياء مهنة الصيد التى أوشكت على الاندثار وخاصة لدى صغار الصيادين، وتوفير أكبر كمية من المعروض من الأسماك الذى يؤدى لخفض سعر السمك فى السوق المحلية وزيادة جودته للتصدير وتقليل سعر البروتينات الأخرى من لحوم ودواجن والحافظ على البرلس كمحمية طبيعية وعلى نوعية الأسماك المختلفة وتجديد النوعيات وإضافة نوعيات جديدة، وتلافى عملية النحر والإطلاء على جوانب البوغاز لتنشيط تيارات المياه وتجديدها الداخلة إلى بحيرة البرلس.
وقال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، إن هناك اهتماما كبيرا من الدولة للحفاظ على البيئة وبحيرة البرلس وعدم تلوثها، مؤكداً أن الرئيس السيسى اهتم بالبحيرات ومنها البرلس، ووجه بسرعة تنميتها وتطوير إنتاجها من الأسماك من مختلف الأنواع، وأمر بسرعة تطوير وتطهير محمية بحيرة البرلس لزيادة إنتاجها من الأسماك من مختلف الأنواع لخدمة صغار الصيادين وأبناء المحافظة، مع العمل على إزالة الحشائش والغاب والبوص والأحراش منها، وتعميقها وزيادة مساحة الصيد الحر لخدمة صغار الصيادين بالبرلس، وتطهير وتعميق بوغاز البرلس بما يسمح بدخول مياه البحر المتوسط المالحة إلى البحيرة للقضاء على الحشائش والبوص المنتشر بالبحيرة، مع وقف عمليات الصيد المخالفة بها، ومكافحة صيد الزريعة، وإطلاق ملايين الزريعة الصغيرة من الأسماك بها بصفة سنوية، ويتم إطلاق أكثر من 50 مليون وحدة زريعة صغيرة فى البحيرة ونهر النيل والمزارع السمكية المنتشرة بالمحافظة.
وأكد محافظ كفرالشيخ، أن الرئيس السيسى قد بحث تطوير البحيرات المصرية وتنميتها وحل المشاكل التى تواجه هذه البحيرات لضمان زيادة إنتاجها من الأسماك وعلى رأسها بحيرة البرلس، التى تقع بالكامل فى نطاق محافظة كفر الشيخ على مساحة 108 آلاف فدان، مؤكدا تم افتتاح قسم شرطة مسطحات البرلس على مساحة 400 متر بتكلفة مليون و250 ألف جنيه.
وقال محافظ كفر الشيخ، إنه تم دراسة مقترح الشركة الصينية لخدمات وإدارة المياه بشأن معالجة مياه الصرف الزراعى ببحيرة البرلس، وتم تنفيذ عدة حملات أمنية مكبرة بالتعاون مع مديرية أمن كفر الشيخ لإزالة التعديات وضبط المخالفين بالبحيرة، وعقب الانتهاء من المرحلة الثانية، ستبدأ المرحلة الثالثة والرابعة من تطهير البوغاز، تحت إشراف جهاز تعمير الساحل الشمالى بالتعاون مع المحافظة.
وأكد محافظ كفرالشيخ، أنه جارى تنمية وتطوير قطاعات كبيرة من بحيرة البرلس ابتداءً من تطوير وتعميق وتكسية بوغاز البرلس الذى يعتبر الشريان الرئيسى للبحيرة، مما أدى إلى دخول المياه المالحة للبحيرة محملة بأنواع كثيرة من الأسماك والذريعة مما أدى إلى زيادة المخزون السمكى بالبحيرة والقضاء على النباتات المائية "ورد النيل، النسيلة، البوص"، بأماكن كثيرة بالبحيرة.
وقال محافظ كفر الشيخ، إن الحملات الأمنية مستمرة لإزالة التعديات ببحيرة البرلس بالتنسيق مع مديرية اﻷمن والثروة السمكية، مضيفا أنه سيتم التصدى لكافة أشكال الصيد الجائر ببوغاز البرلس ويتم تطبيق القانون الجميع للحد من هذه الممارسات الخاطئة ببحيرة البرلس، كما سيتم تشغيل قسم شرطة المسطحات المائية الذى تم إنشاؤه ببوغاز البرلس، لحماية حقوق الصيادين، وفرض سيادة القانون، والقضاء على اللنشات المخالفة ببحيرة البرلس.
وأكد محافظ كفرالشيخ أنه سيتم مراجعة قرارات العقوبات على المخالفات بالتنسيق مع الثروة السمكية وشرطة المسطحات المائية، لافتاً انه تم حصر جميع مشاكل بحيرة البرلس، وجارى استكمال تطهير وتعميق بحيرة البرلس والانتهاء من إقامة ثلاث قنوات إشعاعية خلال الأشهر المقبلة مع استكمال تطهير بوغاز البرلس لضمان سهولة تدفق مياه البحر المتوسط من وإلى بحيرة البرلس عبر البوغاز لتنمية الثروة السمكية بالبحيرة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتنمية البحيرات المصرية، وإزالة التعديات عليها كأهم المصادر الطبيعية للأسماك.
وأوضح محافظ كفر الشيخ، أن المشروعات الجارية ببحيرة البرلس تشمل استكمال المرحلة الثانية لعملية تطهير وتعميق بوغاز وبحيرة البرلس، بتكلفة 155مليون جنيه، ويهدف المشروع إلى تنمية بحيرة البرلس، وزيادة الناتج من الأسماك بها، وخلق بيئة صالحة لتكاثر أنواع مختلفة من الأسماك، وإتاحة مساحات كبيرة للصيد الحر، وتوفير فرص العمل لأهالى المحافظة، مؤكداً أن محافظة كفر الشيخ، هى قلعة إنتاج الأسماك فى مصر، و أولى المحافظات على مستوى الجمهورية فى إنتاج الأسماك من مختلف الأنواع، حيث تنتج المحافظة أكثر من 60% من إنتاج الجمهورية من الأسماك، بعد الأعمال الجارية ببحيرة البرلس وإنتاج مزرعة غليون، وذلك بفضل تنوع مصادر الأسماك بالمحافظة من عدة جهات منها محمية بحيرة البرلس التى تبلغ مساحتها 110 آلاف فدان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة