- أكثر من 30 ألف نوع من النباتات والحيوانات موجودة فى مصر
- 75% من الأدوية الأكثر استخداما على مستوى العالم أصلها نباتى أو حيوانى
يمثل الصيد الجائر للحيوانات والتجارة غير الشرعية بالحياة البرية، تهديدا للتنوع البيولوجى ويساهم فى اختفاء الكثير من الأنواع، وفق ما أكده الاتحاد العالمى للمحافظة على البيئة، والذى رصد بـ"القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض"، أن 12 ألفاً و259 نوعاً من الحيوانات والنباتات فى مختلف أنحاء العالم، أصبحوا مُهددين بالانقراض، بسبب البنادق وشبكات الصيد، لاستغلالها فى الزراعة أو للتوسع العمرانى، لذا حظر قانون البيئة فى المادة رقم 28 أى تعامل مع أى نوع من الحياة البرية إلا بعد الحصول على تصريح من جهاز شئون البيئة، والذى يحدد الأنواع المحظور صيدها والمناطق التى يحظر فيها الصيد، وكذلك الحالات التى يجوز فيها التصريح بالصيد.
قال الدكتور أيمن حمادة، رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة، إن التنوع البيولوجى يواجه تحديات كبيرة تقسم إلى 5 ضغوط رئيسية، هى: "تفتت الموائل، التلوث بكل أشكاله، الصيد الجائر للموارد الطبيعية، أنواع غريبة وغازية، التغيرات المناخية وارتفاع غازات الاحتباس الحرارى، ويُعد الصيد الجائر للحياة البرية، سببا فى اختفاء أكثر من 46% من الحيوانات المهددة للانقراض، مثال السلحفاة المصرية الصغيرة، والذى يحب كثيرا من المواطنين اقتنائها فى منزلهم، تسبب ذلك فى ضغط شديد على تجميعها، وأصبحت غير موجودة إلا فى نطاق ضيق جدا، رغم أنها كانت موجودة على طول الساحل الشمالى بكثرة، نتيجة للتجارة غير الشرعية بها.
وأوضح حمادة، أن التجارة غير الشرعية بالحيوانات أدت أيضا إلى ظهور التماسيح فى غير مناطقها الطبيعية، وتم ملاحظة ذلك من خلال تداول عدة حالات لوجود تماسيح فى مناطق سكنية، على مواقع التواصل الاجتماعى، لافتا إلى أن التماسيح لا توجد فى مصر إلا فى بحيرة ناصر خلف السد العالى، مؤكدا أن وجودها فى أى مكان أخر بفعل البشر نتيجة للصيد غير الشرعى، والذى أدى أيضا إلى إحداث فقد كبير فى التنوع البيولوجى، وفى أنواع من الحيوانات، مشيرا إلى وجود شواهد تؤكد وجود "الأفيال والزراف، والأسود" فى مصر، من مئات السنين، إلا أنهم تعرضوا للانقراض منها بسبب التجارة غير الشرعية.
وأشار رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى، أن البيئة المصرية غنية فى تنوعها البيولوجى، حيث يوجد 36 نوعا من الأنظمة البيئية فى مصر، مثل البيئة البحرية وهى أكثرهم غناء، حيث يوجد أكثر من 320 من الشعاب المرجانية، وأكثر من 1200 نوع من الأسماك، وخاصة فى البحر الأحمر، بالإضافة إلى بيئة المناطق العالية مثل: جبل علبة وسانت كاترين، وبهم أيضا ثراء فى التنوع البيولوجى، حيث يتواجد بها أكثر من 63 نوع من النباتات غير الموجودة فى أى مكان فى العالم غير مصر، و7 أنواع من الثدييات المتوطنة ولها قيمة فريدة على مستوى العالم، بالإضافة إلى وجود 143 نوعا ذات قيمة عالمية سواء لأنهم مهددين أو لأنهم غير موجودين إلا فى مصر.
ولفت إلى أنه طبقا لأخر الاحصائيات فأن أكثر من 30 ألف نوع من النباتات والحيوانات تعيش فى مصر، وتوفر شبكة المحميات الطبيعية التى تمثل 15% من مساحة مصر، أهم طرق الحفاظ على هذه الكائنات والبيئات، نظرا لاحتوائها على تمثيل لكل الأنظمة البيئية، وأكثرها تمثيلا بيئة الشعاب المرجانية نظرا لأنها الأكثر قدرة على التحمل ومرونة وتفوق نسبتها لأكثر من 60%، وبيئة الأراضى الرطبة فى محميات البرلس والبردويل والزرانيق، والصحراوية فى الصحراء البيضاء، والبيئة الجيولوجية ممثل فى محميات مثل قبة الحسنة، موضحا أن التنوع البيولوجى أهميته لا تتوقف فقط على تواجد النباتات والحيوانات، حيث أن 75% من الأدوية الأكثر استخداما فى الصيدليات على مستوى العالم أصلها نباتى أو حيوانى، أبرزها أدوية السرطان ونزلات البرد، بالإضافة إلى أن 4 مليار إنسان يعتمدون فى التغذية على اللحوم، و1.8 يعتمدون على الأسماك كمصدر للبروتين.
وتابع: كما يقدم التنوع البيولوجى خدمات غير مباشرة داعمة للبيئة، حيث إن الأراضى الرطبة لها دور كبير فى تخزين الكربون أحد أهم الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية، لافتا إلى أن النظم البيئية السليمة تعتبر "بالوعة" لأكثر من 2/3 الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية، بالإضافة إلى الخدمات الترفيهية والتثقيفية وهى مصادر جذب للسياحة هامة، الملقحات الحشرية أو الحشرات تساهم بأكثر من 200 مليار دولار سنويا من قيمة الاقتصاد الغذاء العالمى من عمليات تلقيح النباتات، موضحا أن خدمات النظم البيئية قيمتها تصل إلى أكثر 260 تريليون دولار وفق أحد الدراسات، مؤكدا أن قيمتها الحقيقة أكبر كثيرا، قائلا: لولا وجود التنوع البيولوجى لما كانت الحياة على كوكب الأرض.