"فراق.. مرض.. موت" هى أكثر الكلمات التى سمعناها فى 2020، وهو العام الذى لقبه الكثيرون بعام الحزن بسبب الأحداث التى انهالت علينا واحدة تلو الأخرى وذلك منذ بداية انتشار الوباء العالمى "فيروس كورونا"، فارقنا أقرب الناس لنا دون أن نقبلهم القبلة الأخيرة أو نستلم جثثهم ونقيم مراسم العزاء المعتادة، تبدلت أحوالنا واشتقنا لأيامنا العادية التى كنا نذهب فيها للعمل يوميا ونشتكى من متاعبه، والذى كان يداوم فيها أطفالنا يومهم الدراسى وتحضيرات العام المملة فكل هذه الاشياء التى كانت متعبة بالنسبة لنا اشتقنا لها بعد حياتنا فى العزل المنزلى.
ولكن وسط هذه المحنة والأيام الصعبة التى مرت علينا كان هناك أبطال رغم كل الظروف واجهوا بكل شجاعة دون لحظة تردد واحدة، وكانوا سند ودعم لينا فى أقصى لحظات ضعفنا، لم يهرب واحد منهم من مهمته ولكنهم ضاعفوا عدد ساعات شغلهم لينقذوا غيرهم، منهم الطبيب الذى كان يسهر ليتابع حالات المرضى فى مستشفيات العزل وانقاذ المصابين بكورونا، فلن ننسى الطبيب محمود سامى الذى فقد بصره نتيجة ارتفاع الضغط والتعب الشديد بسبب العمل لفترات طويلة، والممرضة التى تركت بيتها وأولادها لتسهر على راحت غيرها، والصيدلى الذى كان يخاطر بحياته 24 ساعة ليكون فى خدمة المرضى والاجابة على تساؤلاتهم عى مدار اليوم.
لم يكن الجيش الأبيض هو خط دفاعنا الوحيد فى 2020 ولكن هناك أبطال خلف الكواليس، فهناك عامل الدليفرى وعامل النظافة والمتطوعين الذين قرروا أن يوفروا الوجبات المناسبة لمرضى كورونا وتوصيلها لمنازلهم دون مقابل، والذى كان كل مهمته هو انقاذ الكلاب والقطط فى الشارع بعدما تخلى عنها أصحابهم خوفا من العدوى.
العديد والعديد من الأبطال المصريين الذى لن ننسى دورهم لحظة واحدة.. قرر اليوم السابع أن يودع هذا العام بكلمة شكرا..شكرا للطبيب والصيدلى وعامل النظافة والدليفرى والمتطوعين، وذهب اليوم السابع لكل بطل قام بدوره ليعرف تفاصيل الكواليس الذى عاشوها فى 2020.
بدأ اليوم السابع رحلته متجها إلى إحدى المستشفيات التي لها دور كبير في إنقاذ الحالات الحرجة وبها عدد كبير من الأطباء والتمريض الذين كرسوا حياتهم لخدمة المرضى، كان لقائنا الأول مع الطبيب مصطفى محمود المقيم بالمستشفى حيث قال لـ اليوم السابع" منذ بداية فيروس كورونا وكان للأطباء دور مهم ولا يمكن أن نتخلى عن دورنا فى ذلك الوقت وبسبب الطوارئ اليومية تحتم عليا الإقامة فى المستشفى لفترات طويلة لكى أكون أول شخص يلجأ له المريض فى لحظات ألمه.
الطبيب مصطفى محمود
وأضاف "مكنتش بعرف أشوف أهلى وكان كل وقتى فى المستشفى، كنا بنتبع كل الإجراءات الاحترازية والتعقيم المستمر منعا للعدوى وانتشار الحالات لكن للأسف كانت الحالات بتزداد، نفسيا كنا متأثرين بس مينفعش نبين ده قدام المرضى عشان حالتهم الصحية، وكنا دايما شغالين دعم ليهم".
الطبيب مصطفى محمود
وعن بداية العام الجديد قال "بأذن الله 2021 هتكون سنة سعيدة وكلها خير وربنا يرفع عنا البلاء والوباء، وأتمنى أن الكورونا تخف علينا شوية عشان احنا عيشنا سنة صعبة جدا فى 2020".
ومن جانبه، قالت الممرضة هاجر صابر "حاجة صعبة جدا لما تلاقى زميلك اللى كنت قاعد معاه وبتاكل وبتشرب معاه مرة واحدة جاله كورونا، احنا عيشنا فترات كتير صعبة كنت بشتغل 36 ساعة متواصلة ولمدة شهرين ونص مبروحش بيتنا ولا بشوف أولادى".
الممرضة هاجر صابر
وأضافت: "رغم كل الظروف والسهر والتعب عمرنا ماتخلينا عن دورنا كأطباء وتمريض، فى أقصى لحظات التعب كنا بنهون ونداوى كفاية الدعاوى اللى بنسمعها يمكن أكثر دعوة نسمعها حاليا هى ربنا يكفيكوا شر المرض، دى دعوة بمليون جنيه".
الممرضة هاجر صابر
لن يتخلى إبراهيم أبو الغيط عن دوره كمسئول ثلاجة الموتى بمستفشيات الحجر الصحى رغم خطورة تعرضه للعدوى والحالة النفسية السيئة التى يعيشها يوميا بسبب استقبال الوفيات وزيادة حالات المرض، فترك أبناءه الأربعة وزوجته التى تنتظر مولودلها الخامس، ليقوم بدوره فى المستشفى دون خوف، ويقضى فيها أيام متواصلة دون أن يرى أبناءه.
"معتبرين نفسنا فى حرب.. والحرب عاوزة أكيد ناس صلبة"، هو ما قاله إبراهيم أبو الغيط مسئول ثلاجة الموتى لـ اليوم السابع، حيث قال "مع بداية فيروس كورونا الوضع اختلف فى المستشفيات فمن قبل كنا نستقبل الحالات بشكل طبيعى من العناية المركزة أو حوادث ولا نخشى استقبال الجثث أو تغسيلها ولكن مع انتشار فيروس كورونا هناك فرصة كبيرة للعدوى وهنا يتم الغسل بطريقة معينة وبتغليف مخصص للمتوفين".
وأضاف: "أكثر شىء كان مؤلم بالنسبة لى هو حرمانى من أبنائى بسبب الحجر الصحى بالمستشفى والحاجة الوحيدة اللى كنت بقدر اشوفهم بيها هي الفيديو كول، بس رغم كل ده عمرى ما تخليت عن دورى وكنت مواظب على عملى بالمستشفى".
لم تكن فئة الأطباء والتمريض بالمستشفى هم الابطال الوحيدين فى 2020 ولكن لعمال الدليفرى والنظافة دور كبير أيضا، حيث قال محسن حلمى عامل دليفرى" كنا شغالين 24 ساعة وكل الناس كانت قاعدة فى بيتها، كان لازم نوصل للناس طلباتها لغاية عندها وطبعا معقمين نفسنا ولابسين الكمامة وكنا بنحط الطلبات على باب الشقة والعميل ياخدها من بعيد".
محسن حلمى عامل دليفرى
عمرى ما زعلت إنى بنزل وبلف على البيوت فى عز الأزمة اللى احنا فيها لأنى كنت حاسس إن ده دورى ولازم أعمله، وربنا يرفع عنا البلاء والوباء.
محسن حلمى عامل دليفرى
"حاسس إن ليا دور كبير مايقلش عن دور الطبيب والممرضة"، هو ما قاله أحمد حسن عامل نظافة وهو واحد من أبطال الإنسانية فى 2020، لا يعرف الكثيرون عنهم ولكن دورهم لا يقل قيمة عن أى طبيب.
أحمد حسن عامل نظافة بالمستشفيات
وقال أحمد حسن لـ "اليوم السابع" كنت بقعد بالساعات ألم النفايات والغيارات من تحت المرضى، ورغم الخطر اللى محاوطنى كنت بدخل الغرف واعقمها وانضفها وعمرى ما رفضت ده او خوفت من العدوى، ومكنش ينفع في أيام كورونا أسيب دورى وأمشى ، ولو شغلى طلب منى أي حاجة كنت بعملها على طول ومن غير لحظة تردد واحدة".
أحمد حسن عامل نظافة بالمستشفيات
الرحمة مابتتجزأش رحمة الإنسان زى رحمة الحيوان " هو ما قالته شادية السعدنى ربة منزل وواحدة من الابطال الذين كان لهم دور كبير في إنقاذ الكلاب والقطط في الشوارع بعدما تخلى عنهم أصحابهم خوفا من كورونا.
شادية السعدنى ربة منزل
وقالت شادية لـ اليوم السابع"ناس كتير رمت كلابها وقططها في الشارع كنت بنزل واجبلهم أكل والحمد لله أنقذت واحدة من الكلاب لما لقيتها تعبانة وجبتلها علاج"، الناس متخيله إن الحيوانات ممكن تجبلها فيروس كورونا وده اعتقاد خاطئ.
شادية السعدنى ربة منزل
ابطال الانسانية
عامل نظافة
عامل نظافة
محررة اليوم السابع مع احد الاطفال المرضى
محررى اليوم السابع مع ابطال الانسانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة