قررت فتاة بمحافظة الفيوم التبرع بتغسيل موتى فيروس كورونا فى مستشفيات العزل، ولم تبالى بالمرض الذى يهرب منه الجميع، ولم تكتفى بذلك بل أقنعت والدتها وشقيقتها الصغرى بالانضمام إليها وتكوين فريق فى عدد من المحافظات لتغسيل وتكفين الموتى.
وقالت "تقى"، التى قررت التبرع بتغسيل جثث ضحايا فيروس كورونا، إنها تقوم بتغسل الموتى منذ 6 سنوات، وإنها لا تتأخر عن ثواب التغسيل، موضحة أنها قامت بتغسيل أول حالة متوفاة بفيروس كورونا لسيدة رفض نجلها استلام جثتها وتغسيلها.
وأوضحت أنها اتخذت التدابير الاحترازية وغسلت الجثة بعد كتابة إقرار على نفسها بأن المستشفى غير مسئول حال إصابتها بالفيروس، مضيفة أنها توجهت لإدارة المستشفى بعد ذلك وعرضت عليهم تغسيل أى حالة متوفاة بـ كورونا مجانا لوجه الله لمدة 8 أشهر، مؤكدة أنها كونت فريقا فى الفيوم والإسكندرية والقاهرة.
وأضافت أنها كونت أيضا فريق دعم نفسى للتخفيف من الآثار النفسية لمرضى فيروس كورونا، مؤكدة أن والدتها كانت رافضة فى البداية فكرة التغسيل إلا أنها وافقت وكانت تقوم بالتغسيل معها، كما انضمت إليهما شقيقتها الصغرى.
وأضافت أنها لم تخاف من العدوى بفيروس كورونا نتيجة قيامها بتغسيل ضحاياه، موضحا أنه لم يكن يجول فى خاطرها سوى تكريم المتوفى وأن يدفن فى أحسن صورة، كما أنها أخدت بالأسباب، وكانت تأخذ الاحتياطات اللازمة سواء من ارتداء بدلة العزل وارتداء الكمامة وكل أدوات العزل.
وقالت إنه فى أوقات كثيرة كان يقوم أهل المتوفى بتوفير أدوات العزل لها لتغسيل المتوفى، وحال عدم مقدرة أهل المتوفى فيتبرع بتوفيرها أهل الخير، مضيفة أنها تعمل جاهدة على التوفيق بين عملها وبين تغسيل المتوفين.
وأوضحت أن والدها هو أول من عرف بقيامها بتغسيل المتوفين المصابين بفيروس كرونا، وبدأ تدريجيا إقناع والدتها حتى وافقت.
وأكدت "تقى" أن عمليات التغسيل تكون فى مستشفيات العزل المخصصة لمرضى كورونا أو المتوفين فى عزلهم منزليا، موضحة أن لديهم كذلك أكفان تبرع بها أهل الخير.
فيما قالت والدة تقى إنها كانت قلقة جدا على ابنتها عند علمها بتغسيل المتوفين فيروس كورونا، حتى تحدث معها زوجها أن تقى تقوم بعمل خير لوجه الله وأن عليها الوقوف بجانبها وعدم منعها من ذلك.
فيما قالت جنا شقيقة تقى الصغرى إنه عند علمها بعمل تقى فى تغسيل الموتى قررت مشاركتها فى فعل الخير.
