قال مدير عام المنظمة، د. تيدروس أدهانوم جيبرييسوس إن هذا العام شهد الكثير من الأحداث، أبرزها اللقاحات الجديدة، لكنّه أضاف: "ستكون هناك انتكاسات وتحديات جديدة في العام المقبل، على سبيل المثال: متغيّرات جديدة من كوفيد-19، ومساعدة الأشخاص الذين سئموا الجائحة على الاستمرار في مكافحتها".
جاء ذلك خلال تقرير للصحة العالمية حيث يصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية الأولى منذ أن علمت منظمة الصحة العالمية عن "حالات التهاب رئوي مجهول السبب"، عبر نشرة صادرة عن السلطات الصحية في مقاطعة ووهان في الصين.
وأوضح د. تيدروس، أن منظمة الصحة أنشأت منذ البداية هيكلا لمتابعة كـوفيد-19، وعملت مع الشركاء بلا كلل لدعم جميع البلدان فى الاستجابة للفيروس.
وقال أدهانوم : "وفي الوقت الحالي، نعمل عن كثب مع العلماء في جميع أنحاء العالم لفهم أي تغيّرات - وجميع التغيّرات - التي تطرأ على فيروس كوفيد-19، وكيف تؤثر هذه التغيّرات على قدرته على الانتشار أو إصابة الأشخاص بالمرض، أو أي تأثير محتمل على الاختبارات والعلاجات المتاحة واللقاحات".
وتحدث د. تيدروس عن أهم المحطّات في مكافحة الفيروس على مدار عام 2020، في ظل مواصلة العمل مع العلماء والشركاء لمعرفة المزيد عن هذا المرض.
وقال د. تيدروس: "إذا عدنا إلى بداية عام 2020، فقد نشرت منظمة الصحة العالمية أول حزمة شاملة من الوثائق الإرشادية للبلدان في 10 يناير، والتي تغطي الموضوعات المتعلقة بإدارة تفشي مرض جديد"، وفي اليوم الذي تلاه، تلقت منظمة الصحة العالمية التسلسل الجيني الكامل لفيروس كورونا من الصين. وبحلول 13 يناير، نشرت منظمة الصحة العالمية بروتوكولاتها الأولى لإجراء اختبار تشخيصي بواسطة مختبر شريك لمنظمة الصحة العالمية في ألمانيا لاكتشاف الفيروس.
وتابع د. تيدروس يقول: "في نهاية ذلك الشهر، 30 يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة صحية طارئة تثير شواغل عالمية، وهو أعلى مستوى تنبيه لمنظمة الصحة العالمية بموجب قانون الصحة العالمي"ومع بداية فبراير، كانت منظمة الصحة العالمية تشحن الاختبارات التشخيصية في جميع أنحاء العالم، حتى تتمكن البلدان من اكتشاف الإصابات والاستجابة لها بفعالية.
وفي الرابع من فبراير، أصدرت منظمة الصحة العالمية أول خطة استعداد واستجابة عالمية لكوفيد-19 بناء على أحدث الأدلة العلمية.
وفي بداية أبريل، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة تـسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 ACT Accelerator وهي تعاون تاريخي لتسريع تطوير وإنتاج اللقاحات وضمان الوصول العادل لها وللتشخيصات والعلاجات للمرض.
وعن اللقاحات الجديدة، قال د. تيدروس إنها أخبار إيجابية ظهرت في عام 2020، وأضاف: "لن يهدأ لمنظمة الصحة العالمية بال، حتى يتمكن جميع المحتاجين في كل مكان من الحصول على اللقاحات الجديدة والحماية".
ومع استقبال العام الجديد، دعا د. تيدروس إلى استقاء الدروس، وقال: "هذه لحظة لنا جميعا للتفكير في الخسائر التي خلفتها الجائحة والتقدم الذي أحرزناه والدروس التي تعلمناها وما يتعيّن علينا القيام به في العام المقبل لإنهاء هذه الجائحة".
وأشار المسؤولون في منظمة الصحة العالمية، إلى أن الهدف الأساسي من اللقاح هو منع الأمراض الشديدة والوفاة وحماية العاملين الصحيين وأكثر الفئات ضعفا في المجتمعات.
وقال مدير برنامج الطوارئ في المنظمة، إن السيناريو المحتمل هو أن يصبح الفيروس "فيروسا متوطنا" آخر، أو ما يسمى بـ Endemic، أي أن يحمل نوعا ما من التهديد ولكن بمستويات منخفضة جدا.
وقال: "سنرى كيف ستتكشف الأمور ومدى تأثير اللقاحات ومستوى التغطية الذي سيسمح لنا بالمضي قدما نحو القضاء على المرض. رأينا ذلك مع شلل الأطفال والحصبة. إن وجود لقاح، حتى بأعلى تأثير ليس ضمانا للقضاء على مرض معدٍ".
وأعرب د. مايكل راين عن أمله في تقديم هذه الحماية إلى جميع العاملين الصحيين والفئات الضعيفة حول العالم. وأضاف أنه بعد حماية الأرواح، يتم النظر في كيفية تأثير اللقاح على انتقال المرض.
وقال: "لا نعلم حتى الآن مدة الحماية وغيرها من الأمور. ولكنني أعتقد أن علينا السيطرة على الفيروس. وبعدها يأتي قرار القضاء على الفيروس وذلك يتطلب درجة أعلى كثيرا من الفعالية والتأثير لبرامج التحصين وغيرها من إجراءات السيطرة على المرض".
وأضاف أنه بناء على الأدوات والمعرفة التي بحوزة العلماء، من المستحيل معرفة معلومات أكثر من المتوفر الآن.