منذ أكثر من 200 عاما وتحديدا في عام 1796 عرف العالم مصطلح" لقاح"، بعد أن عانى العالم حينها من جائحة الجدرى، التي راح على إثرها آلاف الضحايا، دون العثور على لقاح محدد يحمى من الإصابة، ومنذ أكثر من قرنين من الزمن وحتى عام 2020، استمرت رحلة العالم مع اللقاحات، في ظل ظهور العديد من الأوبئة العالمية التي تفاجئ العلماء من حين لآخر.
لقاح الجدرى
ويعتبر تاريخ اللقاحات مع العالم علامة فارقة على مدى الثورة العلمية التي فعلتها تلك اللقاحات لإنقاذ الملايين من الموت، والحفاظ على الصحة العامة، حيث تعمل اللقاحات عن طريق تعريض الجهاز المناعي لكمية صغيرة جدًا من الفيروس، مثلما فعلت الصين فيى القرن السابع عشر، بعد أن حاول الأطباء ابتكار لقاح ضد الجدرى، حيث قاموا بالتلقيح عن طريق طحن قشور الجدري ونفخها في أنف المريض من خلال أنبوب فضي.
ووفقا لتقارير صادرة من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فان أوروبا بدأت في استخدام اللقاحات ضد الجدري، وكان تلك العملية تعرف باسم "التجدير" وكان طبيبة بريطانية تدعى روتلى مونتاجو، هي المسئولة عن إجراء بحوث حول عملية التجدير، وتشير بعض التقارير إلى استعانة الطبيبة البريطانية بنجلها في إجراء التجارب السريرية للتلقيح ضد فيروس الجدري، لتتأكد من مدى فاعلية اللقاح .
وكانت منظمة الصحة العالمية وصفت الجدري بأنه أحد أكثر الأمراض المدمرة التي عرفتها البشرية، حيث تسبب في وفاة الملايين حول العالم على مدى 3000 عام.
لقاح الحصبة
وبعد انتصار البشرية على الجدرى، واجه العالم خطر الحصبة والحصبة الألمانية، التي صنفت أنها من أكثر الأمراض المعدية بين البشر، لكن العالم انتصر مرة أخرى على هذا الوباء بعد تقديم أول لقاح ضد الحصبة فقط في عام 1963، والذى ساهم في خفض عدد الوفيات بهذا الوباء بنسبة 73٪ بين عامي 2000 و 2018، كما انه أنقذ نحو 23 مليون شخص من الإصابة.
لقاح السعال الديكى
وكان من بين اللقاحات التي أنقذت آلاف الأطفال من الوفاة، هناك لقاح السعال الديكى، الذى يسبب صعوبات في التنفس وفشل القلب والشلل مما يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، حيث اصبح متاح أول مرة في عشرينيات القرن الماضي، بعد أن تسبب المرض في وفاة ملايين الأطفال.
وبعد ظهور اللقاح انخفض معدل الوفيات إلى الحالات من 30٪ إلى حوالي 10٪ في السنوات الأخيرة"، وفقًا لتقرير مركز السيطرة على الأمراض .
لقاح الانفلونزا
وكان آخر لقاح هام للبشرية، لقاح الإنفلونزا الذى ساهم في انقاذ الاف من الأشخاص من الدخول الى المستشفى بسبب مضاعفات الانفلونزا، خاصة للأشخاص المصابين بأمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن ، المعروف باسم مرض الانسداد الرئوي المزمن.
ويستعد العالم لتوفير أول لقاح ضد فيروس كورونا، بعد أن أعلنت شركة فايزر وشريكاتها الألمانية عن بدء توزيع اللقاح الذى أثبت فعاليته بنسبة 95% في التحاليل النهائية ضمن التجارب السريرية، ومن المقرر أن تتسلم بريطانيا أول دفعات من اللقاح تمهيدا لتوزيعها على المواطنين، بعد أن هدد كورونا جميع دول العالم لمدة سنة كاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة