بعد طول انتظار، تتابعت أنباء عن لقاح مضاد لفيروس كورونا، وسط حالة من الترقب، بل والخوف، خاصة مع تصاعد الموجة الثانية من الفيروس بالعالم، مع الدخول فى فصل الشتاء، حيث استمر تصاعد أرقام الإصابات والوفيات بشكل تجاوز الموجة الأولى، وشكل تهديدا أكبر مما كان فى الموجة الأولى.
وبالرغم من تعدد مصادر المعلومات حول اللقاح، وإعلان أكثر من شركة قرب طرح لقاحاتها، بعد الحصول على الترخيص، لا تزال هناك تساؤلات حول قدرة اللقاح على إنهاء الفيروس، أو منع تكرار الإصابات، وقد تأكد هذا التكرار مع تكرار إصابة أعداد كبيرة من المتعافين فى العالم.
ولا يتوقع أن يكون اللقاح نهاية للفيروس، بقدر ما ينتظر أن يكون عاملا مساعدا لفرملته، وخفض نسب العدوى، وبالتالى تظل أخبار اللقاحات بين التفاؤل والتشاؤم، مع استمرار نوع من الغموض حول التعامل مع الفيروس المحير، الذى يواصل التوغل فى العالم، مهددا أرواح وصحة الملايين فى كل دول العالم.
العلماء والمختصون يقولون: إن مناعة ما بعد الحصول على اللقاح لن تكون أبدية، لكنها تقدر بثمانية أشهر فقط، مما يدخل كوفيد 19 ضمن الفيروسات الموسمية مثل الأنفلونزا، وهو ما يتطلب التطعيم سنويا.
هذا هو ما شجع بعض الشركات الخاصة على الدخول فى إنتاج اللقاح، بعد فترة عزفت فيها عن ذلك، لأن الشركات تحسبها تجاريا، وفى حال انتهاء الفيروس، لن يكون للقاح ضرورة، مما يضيع تكاليف أبحاث وإنتاج اللقاح، مثلما حدث مع سارس وأنفلونزا الطيور والخنازير، التى بقيت فى إطار محدود، وأعلنت شركات فايزر وموديرنا وأسترازينكا عن قرب إنتاج لقاح خاص بكل منها، بالإضافة إلى اللقاح الروسى والصينى.
مسؤولو شركة بيونتك الألمانية لصناعة الأدوية استعرضوا بمؤتمر صحفى مراحل تطوير اللقاح بالتعاون مع «فايزر»، وخطط ومستقبل توزيعه، وقال مسؤول كبير بشركة بيونتك: إن 50 مليون جرعة من لقاح كورونا جاهزة للتوزيع فى الدول التى تصدق على استخدام اللقاح المشترك مع فايزر، مشيرا إلى أنه يمكن حفظ اللقاح لمدة 15 يوما فى درجة حرارة 70 تحت الصفر، وتم تطوير صناديق شحن حافظة للقاح خصيصا للحفاظ على شروط التخزين.
وفى مصر، فوض مجلس الوزراء وزيرى المالية والصحة بالتعاقد مع التحالف العالمى للقاحات والتحصين لتوفير 20 مليون جرعة من لقاحات كورونا، ويتوقع أن تبدأ الحقن الأول باللقاح، حال الموافقة عليه فى الثلث الأخير من ديسمبر، وحسب وزيرة الصحة، فإن معدل الإصابات بالفيروس يأخذ منحى تصاعديا خلال هذه الفترة، وهناك ترقب للقاح الذى سيتم إقراره والموافقة عليه من الهيئات العالمية وضمان الكفاءة بعد نهاية التجارب.
وأشارت وزيرة الصحة هالة زايد إلى أن اللجنة العلمية التى أسند إليها متابعة الأبحاث السريرية للقاحات كورونا، سوف ترفع التوصيات العلمية عن اللقاحات المناسبة، التى يمكن السماح باستعمالها فى مصر.
ومع كل هذه التفاصيل، تظل الإجراءات الاحترازية والتباعد والكمامات هى الطريق الوحيد والحاسم حتى الآن فى مواجهة كورونا، انتظارا لتوفر اللقاحات، التى لن تكون نهاية للفيروس، وفيما يبدو أن كورونا لا يزال مصاحبا للبشر خلال الفترات القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة