وضعت أوروبا تركيا فى قائمتها السوداء بسبب أفعال الرئيس رجب طيب أردوغان المثيرة للجدل، وخاصة أعمال التنقيب غير القانونى التى ينفذها فى شرق المتوسط، ولذلك اتفق زعماء الاتحاد الأوروبى على توسيع قائمة العقوبات الفردية ضد تركيا.
وأعرب زعماء دول الاتحاد، في بيان صدر خلال القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل، عن التزامهم بحماية جميع دول التكتل ودعم الاستقرار الإقليمي، وبهذا الصدد، وجهت القمة المجلس الأوروبي بوضع قائمة سوداء إضافية، بناء على القرار الذى تم تبنيه فى 11 نوفمبر العام الماضي بشأن "الإجراءات التقييدية بسبب أنشطة تركيا غير الشرعية فى المتوسط".
وتصر اليونان على أن المياه فى شرق المتوسط التي تنفذ تركيا أعمال التنقيب فيها تعود إلى جرفها القارى وجرف قبرص.
ووصفت صحيفة "الفاتو كوديتديانو" الإيطالية الرئيس التركى بسلطان عديم الضمير، ويعانى من جنون العظمة، وقالت فى تقرير لها إنه من بين الأسباب وراء إثارة أردوغان استفزاز أوروبا بشكل عام هى التنقيب عن الغاز الطبيعى فى منطقة بحرية بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، وايضا لاخفاء دعم الارهاب فى سوريا وفى ناجورنو قرة باخ، كما أنه يبتز بشكل "قذر" الاتحاد الاوروبى حول المهاجرين على الحدود، ولذلك فهو سلطان "عديم الضمير".
وأكدت الصحيفة الإيطالية أن الاتحاد الأوروبى يتعامل مع تركيا بدبلوماسية ولكن اردوغان الذى لديه جنون العظمة يرد بالتهديدات، مما يجعله سيخسر فى نهاية المطاف، وكانت العقوبات الأوروبية أول هذه الخسائر.
وأكدت الصحيفة أن أردوغان يثير الجدل مجددا من خلال التسبب فى أزمة اقتصادية كبيرة لشعبه من أجل الشعور بالفخر، فهو يعنى من جنون العظمة، علاوة على ذلك فإن السلطة فى تركيا دائما ما تكون مسألة عائلية، غالبا ما تفوز الشركات المقربة من الحكومة بعقود الاعمال الجديدة، مثال على ذلك شركة Gap İnşaat الخاصة، التى تأسست عام 1996 من قبل Çalik Holding، وهى صناعة خاصة نشطة فى مجالات البناء والتمويل، وكان العضو المنتدب حتى عام 2013 صهر أردوغان ، بيرات البيرق.
ومن ناحية آخرى، انتقدت صحيفة "بيريوديستاس" الإسبانية أردوغان ، يتبع اجندة استبدادية للغاية فهو يسجن كل من يعارضه، ويتهم المعارضة والصحفيين بالارهابيين فى حين أنه من يقوم بتمويل الارهاب كما أنه ينشغل عن بلاده بغزوات عسكرية متزايدة".
وكانت صحيفة "أوك دياريو" الإسبانية قالت إن أردوغان يواصل تشويه لصورة بلاده ويستمر فى اسلوبه العدائى لاثارة استفزاز العالم، خاصة وأنه يعانى من أزمة اقتصادية كبيرة، حيث توقع عدد من الخبراء أن سياسة الديكتاتور التركى، ستخلق أزمة ليرة جديدة بعد الأزمة المحلية التى شهدتها البلاد فى أغسطس 2018.
وتعانى تركيا من العديد من الأزمات بمختلف القطاعات تأتى الليره على رأسهم وارتفاع التضخم وتفاقم الديون الخارجية بالإضافة إلى ازمة فيروس كورونا الأمر الذى جعل الاقتصاد التركى فى مهب الريح.
وحسب بلومبرج، تراجعت الليرة بنسبة 25% خلال عام 2020، ما تسبب في قلق بالأوساط الاقتصادية من أن يصبح عام 2021 هو التاسع على التوالي الذي تشهد فيه العملة تراجعا جديدا.
ونقلت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية عن بلومبرج فقد كانت العملة التركية قد تعرضت لمراحل متتابعة من الانهيار بسبب السياسات المثيرة للجدل التي اتبعها اردوغان، ومنها إقالة رئيس البنك المركزي التركي، ثم استقالة صهره من منصب وزير المالية، وكانت هذه الممارسات السياسية الهوجاء، سببا في معاناة الليرة لثماني أعوام متتالية ختاما بعام 2020، وأثارت حفيظة المستثمرين بتركيا.