يرجع تاريخ إكتشاف الفانديوم إلى عام 1801 ، حيث كان العالم المكسيكي الشهير اندروس مانويل ريو يدرس خامات الرصاص المتوفرة في المكسيك فاذا به يكتشف فلز لم يكن معروفا في ذلك الوقت ، وكانت مرکبات هذا الفلز الجديد ملونة بشتى الألوان مما دفع ريو إلى أن يسمى العنصر الجديد ( بالبانكروم ) أي متعدد الألوان ثم غير هذا الاسم فيما بعد بالايترونیوم ويعني الأحمر .
وفي الواقع أن اندروس مانويل ريو لم يتمكن من إثبات إكتشافه علميا والأسوء من ذلك أنه توصل في عام ۱۸۰۲ إلى نتيجة خاطئة مفادها أن العنصر الجديد الذي إكتشفه هو الكروم الذي إكتشف قبل ذلك بفترة قصيرة ، ثم وقع الكيميائي الألماني فيولر في الخطاء نفسه بعد عدة سنوات ، ولم يتم إكتشاف الفانديوم بشكل حقيقي و عملي إلا في عام ۱۸۳۱ على يد العالم السويدي الشاب نیلز سيوفسترم ، والذي أطلق عليه اسم الفانديوم مشتق من اسم الآلهة الفاتنة " فانديس" حسب زعمهم الخطأ.
وفي عام 1905حضر هنري فورد الملقب بملك السيارات وقتها بسباق السيارات وبعد أن حدث صدام بين سيارتين أحدهما فرنسية الصنع تقدم فورد إلى مكان الحادث وانتقى من الحطام قطعة جزء من محول إرتكاز الصمام ، وقد إندهش فورد لخفة هذه القطعة وقساوتها في الوقت نفسه ، فارسلها إلى المعمل فأظهرت نتائج التحليل أن القطعة مصنوعة من الفولاذ غير العادي يحتوي على عنصر الفانديوم ، عندئذ خطرت لفورد فكرة إستخدام هذا الفولاذ في صناعة السيارات ، ومنذ ذلك الحين ويدخل الفانديوم بشكل أساسي في صناعة الفولاذ المستخدم في صناعة السيارات والطائرات والقطارات ، حتى أن فورد قال بعد ذلك جملته المشهورة " لولا الفانديوم لما كانت السيارة " .
جرت محاولات عديدة للحصول على الفانديوم في حالة نقية تصلح للإستخدامات الصناعية المختلفة ومع تقدم العلم والتكنولوجيا أمكن الحصول على فانديوم مكرر تبلغ نسبة نقاوته 99.99 % ، وهو ما ساعد بشكل كبير في إستخدام الفانديوم في العديد من المجالات الصناعية المختلفة كصناعة أجزاء السيارات ، والطائرات ، والقطارات والصناعات الالكترونية وغيره من الصناعات الأخرى حيث يستخدم في تصنيع بعض أجزاء السيارات مثل المحاور والمسننات ، كما يستخدم الفولاذ المحتوي على الفانديوم في العديد من فروع الصناعة كصناعة القطارات ، والصناعات الإلكترونية كما يستخدم في صناعة سبيكة الفيروفانديوم ، والتي تدخل في صناعة صلب الآلات القاطعة ، الصلب الهندسي ، الصلب القوى ويشترك الفانديوم مع الذهب في تكوين و عمل سبائك بمواصفات خاصة تستخدم في بعض المجالات الطبية مثل زراعة وتركيب الأسنان . يشترك الفانديوم مع كل من النحاس ، والبرونز ، والألومنيوم في تكوين و عمل سبائك بمواصفات خاصة أهمها " المتانة . قوة التحمل- خفة الوزن- مقاومة التآكل والإحتكاك مقاومة درجات الحرارة العالية إلخ" ، لذلك تستخدم هذه السبائك في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ وسفن الفضاء يستخدم الفانديوم أيضا في صناعة الزجاج والسيراميك ، وتجفيف الأحبار ، والبويات.
خام الفانديوم قليل التواجد ولا توجد له معادن مستقلة في مصر إلا في منطقة أبو غلقة - أبو غصون بالبحر الأحمر ، حيث يتواجد الفانديوم في هذه المنطقة مصاحبة لخام الإلمنيت يتواجد الفانديوم مع خام الإلمنيت في هذه المنطقة في طبقات صخور الجابرو وبكميات يمكن أن تستغل إقتصادية بعد عملية إستخلاص الفانديوم والتيتانيوم من خام الإلمنيت .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة